جريدة الجرائد

محاربة الإرهاب بـ الويسكي والعرق!!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

فؤاد الهاشم

.. تحت عنوان "بين مجلس محافظة البصرة والنائبة مها الدوري ومنع الخمور"، كتب الزميل العراقي "أحمد الحبوبي" مقالا طريفا يطرح فلسفة جديدة لم يتطرق إليها أحد من قبل حول الأسلوب الأمثل لـ "مكافحة الإرهاب بواسطة العرق المسيّح والويسكي الاسكتلندي والبيرة الألمانية والساكي الياباني والفودكا الروسية".. يقول فيه:

***

طالبت النائبة مها الدوري من مجالس محافظة بغداد وبقية محافظات العراق، ان تحذو حذو مجلس محافظة البصرة الذي قام بمنع شرب الخمور وبيعها في المحافظة. وأكدَتْ في موقعها الالكتروني على أن يمتد المنع على مدار السنة وأن لا يقتصر على شهر رمضان كما كان معمولا به على امتداد تاريخ العراق الحديث والمعاصر.

بعد أن انتهت كل مشاكل العراق، وصرنا بألف خير، حيث اننا ننعم بالماء الوفير النظيف الصالح للشرب، والكهرباء المستقرة المستمرة، والشوارع النظيفة المبلطة، وبالاقتصاد المزدهر؛ والامن المستتب، والاتصالات والمواصلات الممتازة، بعد كل هذه المكاسب التي تحققت لنا على ايدي مجلس النواب الموقر والحكومة الرشيدة والمجالس البلدية. بعد أن انتهوا من كل ذلك وضمنوا لنا حياة دنيوية هانئة وسعيدة ومستقرة وآمنة، لم يبق للسلطات الثلاث المذكورة اعلاه الا ان تنشغل بتأمين حياتنا في الاخرة بعد موتنا، أي ان تضمن لنا الدخول الى جنان الله تعالى، وذلك بابعادنا عن مواطن الزلل والخطيئة، شئنا ذلك ام ابينا.

انني اجد انه من الضروري جدا ان نتصارح في هذا الامر، فعلى امتداد تاريخ الانسانية، لم يتمكن اي دين أو مُشَرِّع من اقناع او اجبار الانسان على التوقف عن احتساء الخمر والمسكرات الاخرى، فحيثما وجد منع للخمور كان العقل البشري يفلح في ايجاد بديل كفوء وفعال للالتفاف على هذا القرار، وعموما كان البديل أكثر ضررا وخطورة. ولدينا امثلة معاصرة من دول مجاورة تتعاطى مع منع الخمور بشكل جدي وصارم كالمملكة العربية السعودية وجمهورية ايران الاسلامية، حيث اننا نلاحظ انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات وحبوب الهلوسة وكل ما يمكن ان يؤدي نفس مفعول الخمر بل وما يزيد عنه. ونلاحظ استفحال وشيوع ظاهرة تهريب المشروبات الكحولية رغم العقوبات الصارمة لمن يلقى القبض عليه من المهربين. اما المثال الاخر فهو تحريم الخمور الذي سنته الحكومة الامريكية في عشرينيات القرن الماضي، حيث لم يصمد هذا التحريم امام اصرار الانسان على احتساء الخمور، فلم تملك ( الحكومة الامريكية) الا ان تنصاع للامر الواقع وترفع ذاك المنع.

اما بالنسبة لنا كدولة اسلامية؛ فبدءاً من الدولة الاموية والى يومنا هذا، كان ولاة امرنا من خلفاء وملوك ورؤساء ووزراء، هم السباقين في خرق هذا المنع، رغم انهم كانوا يقيمون الحد على المواطن العادي الذي لاحول له... ولا قوة. وطبعا نحن كلنا ثقة بان من يحكموننا الآن لا يشبهون أولئك الظالمين.

اما بالنسبة للعراق، فان بيوت الله تعالى من مساجد وحسينيات وكنائس وغيرها ليست موحدة للشعب العراقي، بل على العكس من ذلك تماما؛ فالشيعي يذهب الى المسجد والحسينية الشيعية، والسني يذهب الى المسجد السني، والمسيحي الكاثوليكي يذهب الى كنيسته الكاثوليكية، والارثوذوكسي يذهب إلى كنيسته الارثوذوكسية لاغير. حتى الاذان الذي يرفع من بيوت الله مختلف توقيتا ومضمونا، مما يرسخ الفرقة بين ابناء الدين الواحد، وكذلك يفعل فعله اختلاف توقيتات الاعياد والمناسبات الدينية الاخرى. وقد وصل الامر بالامس القريب الى حد الاحتراب الطائفي والقتل وفقا للطائفة والاسم.

اما الحانات والخمارات فليس فيها شيء يرفع سوى الكأس لتبادل الانخاب او لاحتساء الخمر، ولاتشي الخمرة بقومية محتسيها ولا بدينه او طائفته، فالكل متساوون بحضورها ومستسلم لسحرها. يجلس كرّار وسجّـاد وخطـّاب وقادر وسامر ونديم وميخا وكاوة وسردار دونما خوف من بعضهم البعض. تجمعهم الرغبة في قضاء وقت جميل، ثم يتسابقون فيما بينهم على دفع قائمة الحساب في بادرة اضافية لاظهار المحبة والمودة والاحترام.

اننا لم نسمع عن شخص قام بتنفيذ عملية ارهابية او انتحارية بعد ان خرج من الحانة، في حين اننا سمعنا عن الكثير من الارهابيين الذين نفذوا عمليات ارهابية وانتحارية مباشرة بعد مغادرتهم احد بيوت الله تعالى. وقد اثبتت الوقائع ان اغلب هؤلاء كانوا تحت تاثير المخدرات او حبوب الهلوسة وليس تحت تاثير الكحول.

لا اريد ان يفهم القارئ الكريم انني أسيء للاسلام او لبيوت الله تعالى جلت قدرته، انني ابعد ما اكون عن ذلك والله على ذلك شهيد. ولكنني أقول هذا هو الحال في العراق وعلينا أن نُقِـرّ به.

انني ارجو من النائبة المحروسة الدوري (من مدينة الصدر؟؟؟) وبقية السلطات ان يتداعوا لتشريع يمنع رفع اسعار المشروبات الكحولية (خصوصا العرق، الشراب الشعبي الاول في العراق - حليب السباع - كانت لدينا انشودة سباع ولد سباع). عما هي عليه الان لتبقى في متناول من يبتغيها من محدودي الدخل وهم غالبية الشعب العراقي الكريم، ولكي يبقى الفارق السعري كبيرا بين الخمر والمخدرات الايرانية وشبيهاتها التي تنتشر بشدة في الدول المجاورة. وانني اؤكد لهم انهم لا يرتكبون اي اثم بذلك لانهم يحصنون المواطن من اللجوء الى المسكرات الخطرة، بل ويساعدون على تعزيز الوحدة والمصالحة الوطنية فعليا دونما حاجة لعقد مؤتمرات المصالحة ذات النتائج الهزيلة والتي تكلف الميزانية مبالغ... هائلة. بينما المصالحة الفعلية والحقيقية هي تلك التي ينفذها المواطن على حسابه الخاص.

انّ وضعنا الامني الهش وحدودنا المُسْتَباحة وتفشي الرشوة في كل مفاصل الدولة وسعي مافيا المخدرات الحثيث لفتح السوق العراقية أمام منتجاتها، كل ذلك يفرض علينا أن نُجـَنِبَ قواتنا الامنية حملا ثقيلا جدا فوق احماله الثقيلة... الاخرى.

ارتجي وآمل من الذين سيردون على مقالتي هذه ان لا يتهموني بأنني صفوي او ناصبي او بعثي او صدامي او علماني او زنديق او كافر او شوفيني، لان قوالب التهم الجاهزة هذه قد بارت وكسدت وما عادت تقنع حتى الجهلة والسفهاء في العراق، فكيف بالعقلاء.

ولله في خلقه شؤون.

***

.. يذكرني مقال الزميل "الحبوبي" هذا بحكاية صورة نشرتها وكالات الأنباء في عام 1983 - او 1984 - للرئيس السوداني الأسبق "جعفر نميري" وهو يكسر زجاجة بيرة من فوق.. كوبري.. وللحديث بقية غدا!


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
سلام
bach -

مقال رائع.كاسك

مسكين!
علاء -

المنع سيكون ضربة قاصمة لفؤاد الهاشم لأنه سيكون من ضمن المتضررين بهذا المنع.

ماذا حدث للغة
ليش فايق -

ماذا حدت للغة العربية أو ماذا فعلتوا بها؟الكاتب يقول;ولكي يبقى الفارق السعري ;كنت أظن أن الصحيح هو ; فارق السعر; أظن أن الكاتب و معه كتاب كثر نقلو اسلوب انجليزي إلى العربية و لا اظنهم وفقوا مثال آخرالفئة العمريةيجب أن تكون فئة العمر مقال خفيف الظل كالعادة لا شئ يدغدغ الدماغ

أجمل ما قرأت
???????????????????? -

يا لها من مقالة ظريفة. هذه المقالة أجمل ما قرأت منذ أكثر من عام.

لا انسجام
عيون -

متملق يريد الظهور وكما يقال خالف تعرف ولا انسجام بالمعنى والمضمون كيف لا والقافلة سائرة والنصيحة كانت بجمل اذهب بنفسك للراحة الابدية وكف عن ترهاتك التي لا جدوى منها لا تغني ولا تسمن راجع نفسك اذا قدرت لكني اشك بقدرتك على الاستيعاب وان اللبيب من ؟؟؟؟؟ يفهم !!!!! شكرا ايلاف

Thanks
kostany -

Thanks allot Sir I am sorry I could not write in Arabic you don well

كل شىء إسلامي
طائر الصحراء -

أحب ان أطمئن الكاتب الكريم بأن البيرة الاسلامية منتشرة الان في العراق ورخيصة ولا تحتاج إلا لشيء قليل من الكحول لتكون فعاله .ولامن شاف ولا من دري ..

الثمن مدفوع سلف
عيون -

كل كاتب يكتب ما يهوى وانا لا اوافق ما دون بهذه الصفحة لأن كاتب هذه المقالة معروف الهوى والجهة ولا يوافق كتابته سوى واحد في المليون اذا وجد وللناس فيما يعشقون مذاهب نرجو منه عدم الدخول في العمق الديني ويترك النصائح لنفسه وللكبار مش كده ولا ايه؟؟؟؟

بطل عرق
ako aljaaf -

وكما أوصانا الشهيد السعيد بأن :((عرق التدريب يقلل الدماء في المعركة)) فأننا نطالب السيد (الهاشم) بأن يضع لنا معادلة كيمياوية تشرح لنا الأليه التي تعمل بها النظرية اعلاه وتطبق على الواقع الحالي ي فمثلا ماهي العناصر التي تدخل المعادلة وهل تشمل (البيرة الأسلامية) ام تتضمن الانتاج المحلي من (عرق برطللة) أو (أبو الفل) أم العصرية والجن وكيف تدخل فها المواد والعناصر المساعدة (الجاجيك-الحمص بطحينة)وهل سنعتمد على العناصر المستوردة من الغرب الكافر (الويسكي بلاك جاك)ام (بلاك اند وايت)؟؟ أفيدونا وننتظر ردكم الكريم.

أبو الصليب وأرتين
عراقي صريح -

أكيد النائبة مها الدوري تلقت أوامر من المرجعية العظيمة في قم ومشهد بأصدر هذة المطالب لكي يتسنا للسادة المراجع العظام في قم ومشهد أن يصدرو مافي جعبتهم من حشيشة وهيروين وحبوب الكبسلة أيرانية الصنع فهذة الحبوب تدخل للعراق من أيام صدام حسين وكيف الآن والزوار الايرانين لديهم حصانة مرجعية ولايستطيع أحد التقرب منهم أو تفتيشهم.أرجو النشر

سلمت يا فؤاد
علي الأعرجي -

شكراً للكاتب الكريم المدافع عن حقوق المساكين من الشعب العراقي و الذين تريد النائبة الكريمة أن تسلبهم إحدى حقوقهم المدنية بعد أن سلبهم الساسة حقهم في الثروة الوطنية. لو شاء شخص أن يكسب في الإنتخابات البرلمانية القادمة في العراق فما عليه إلاَ أن يؤسس حزباً يدافع فقط عن حق الإنسان العراقي في إحتساء العرق و الويسكي و البيرة و سيرى كم مليوناً من العراقيين سيصوتون له. نعم, نحن العراقيون نحب إحتساء الخمور ولن ترهبنا هذه النائبة أو ذاك المعمم. ألم يكن من الأولى بالنائبة أن تطالب بوقف بناء الحسينيات و الجوامع دونما حاجة حقيقية لها؟ أليست مظاهر الإستعراضات الدينية هي الأخرى الأولى بالحكومة الحد منها لأنها أصبحت عملية غسيل مخ جماعي للشارع العراقي الغير محصن ضد الشعارات الدينية و العاطفية و المحتاج إلى معاهد توعية ثقافية تحث الفرد على إستغلال طاقاته الفكرية المعطلة و الحكم على قضايا حياته اليومية دون اللجوء إلى هذا السيد أو ذاك الشيخ؟ و أخيراً, أود أن أحيي الكاتب الكريم على طرحه موضوعاً على هذه الدرجة من الأهمية لنا نحن المساكين

اول
حمورابي -

يا عم انا واثق ان المانعين هم اول من يحتسي هذه المنكرات .

بيرة اسلامية
fadil -

مارأيك فى البيرة الاسلامية او فودكا او وسكى اسلامى على غرار المسرح الاسلامى والرقص الاسلامى الايقاعى او حتى حزام ناسف وسط جمهرة من المارة او مستخدمى وسائط النقل العام امة خايبة فكريا وتعتز بتخلفها

تصحيح معلومات
احمد هاشم الحبوبي -

اود التنبيه الى ان السيد فؤاد الهاشم قد اضاف على اصل المقال تعابير غير مقبولة.فأنا لا أسيء لشخص ابدا. وهذا امر تسهل ملاحظته في كل مقالاتي. فانا لم اكتب المحروسة من مدينة الصدراو حليب السباع.انني ارجو من النائبة المحروسة الدوري (من مدينة الصدر؟؟؟) وبقية السلطات ان يتداعوا لتشريع يمنع رفع اسعار المشروبات الكحولية (خصوصا العرق، الشراب الشعبي الاول في العراق - حليب السباع - كانت لدينا انشودة سباع ولد سباع).

حرية
كامل -

هذا الموضوع جميل جدا ويعبر عن رأي الكثير من العراقيين المسلمين وغير المسلمين ولكن يوجد بعض الحاقدين الذين يكرهون الحرية والتحرر من القيود والتحريمات مثل الاخ عيون واخرين....ما هذا الكلام الذي تقولونه انا تعجبت عندما قرأت (بعض)كتاباتكم فأنها غير متزنة و متهافتة مثل الاخ ليش فايق فما هذا الذي تقوله عن اللغة العربية انت تحتاج الى تحسين لغتك العربية.فبما انت تدقق بكل شيء فأنا سأدقق في كلامك. مثل كتابتك هذه (ماذا حدت للغة العربية أو ماذا فعلتوا بها؟) يجب ان تكتب فعلتم. ماشاء الله طبيب يداوي الناس وهو عليل.

اشادة
راسم الحديثي -

حسنا فعل الاخ احمد الحبوبي بتصحيح الاساءات المضافة على مقاله. فان نشيد سباع ولد سباع هو نشيد شعبي يذكرنا بماضي جيشنا التليد.اما استعمال العرق والويسكي في الحرب على الارهاب فهو سلاح يستحق التجربة بعد ان يئسنا من ائمة التكفير

nice attempt
Bahir Samir -

I would like to thank Foad for the presenting of the Iraqi writer Ahmed Alhaboubi. i think he is a good writer and he dares discussing this serious subject in an usuaual agressive atmosphere. Thanks a lot Elaf, Foad, Alwatan and Ahmed alhaboubi.