جريدة الجرائد

عباس: لست موظفا لدى واشنطن

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

راشد العيد

في اللقاء الذي جمعه مساء أول من أمس مع الصحافة الكويتية في قصر بيان قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إنه ليس موظفاً لدى واشنطن، مشيراً إلى أنه تعرض لضغوط أميركية لئلا يوقع اتفاق المصالحة مع حركة حماس. وكشف عباس عن محاولتين قال إن حماس قامت بهما لاغتياله بعد اتفاق مكة.
جاء لقاء عباس مع الصحافة بعد لقائه سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، حيث شرح لسموه أهم المفاصل التي تشهدها الساحة الفلسطينية. وقال: "جرى الحديث حول مفصلين أساسيين، الأول عملية السلام والأسباب التي كانت وراء وقف المفاوضات. أما المفصل الثاني فيتعلق بالمصالحة الوطنية".
وتحدث عباس عن جانب من المفاوضات مع الإسرائليين، قائلاً إنه في حقبة رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت فتحت جميع الملفات بما فيها القدس والحدود واللاجئين، لكن لم يتم إغلاق أي منها باستثناء الملف الأمني. ونوه عباس إلى أن مرجعية المفاوضات هي حدود العام 1967 وخريطة الطريق، مؤكداً أن الجانب الفلسطيني نفذ كل ما عليه، وهو ما لم يفعله الجانب الإسرائيلي.
ولفت إلى أن العقدة الحالية تتمثل في رفض حكومة نتنياهو الالتزام بمرجعية المفاوضات.
وفي معرض حديثه عن المصالحة الوطنية قال عباس: "منذ انقلاب حركة حماس في العام 2007، بدأت المساعي المصرية من أجل المصالحة الوطنية، حيث أجملت مصر الموقف وقدمت وثيقة للمصالحة، ووقعنا عليها رغم ما تعرضنا له من تهديدات.. بعد ذلك رفضت حماس التوقيع ومازالت. وآخر حديث لخالد مشعل أمس (أول من أمس) في السعودية، قال إنهم مستعدون للتوقيع لكن لديهم ملاحظات، ما يعني فتح الملف مجدداً".
وأكد الرئيس الفلسطيني أن السلطة تقدم 58 % من ميزانيتها لقطاع غزة لتوفير احتياجياته إضافة إلى توفير الماء والكهرباء والوقود والصحة. وقال "حركة حماس تقوم بفرض مبالغ مالية على المواطنين مقابل تلك الخدمات في القطاع".
وعن موقفه من الجدار الفولاذي الذي تقوم ببنائه مصر على حدودها مع الأراضي الفلسطينية، قال عباس: "مصر تمارس سيادتها على أراضيها ونحن نعرف أن مصر بهذا لن تحرم الشعب الفلسطيني من المواد الأساسية التي يحتاج إليها. أما ما لا أوافق عليه هو ما يتم نقله عبر الأنفاق إلى غزة"، مشيراً إلى أن المواد التموينية والصحية وسيارات الإسعاف وغيرها التي ترسل إلى غزة تنقل من قبل الحكومة المصرية.
ورداً على سؤال حول مدى إمكانية التلاقي مع حماس، قال عباس إنه مستعد للتوقيع على وثيقة المصالحة الوطنية والذهاب فوراً إلى الانتخابات التشريعية والرئاسية. وقال: "حماس جاءت إلى المجلس التشريعي عبر انتخابات ديمقراطية نزيهة، والمطلوب الآن أن نذهب إلى الانتخابات، أما إذا ما أرادوا ألا يوقعوا على الوثيقة فليقبلوا بتحديد موعد للانتخابات على الأقل، ليحكم الشعب". كما لفت إلى أن الوثيقة المصرية متوازنة وتضم مصالح الأطراف المعنية ومع ذلك ترفضها حماس.
وحول موافقة حماس على التوقيع على وثيقة المصالحة، وعما إذا كانت هناك ضغوط خارجية يتعرض لها الطرفان أكد عباس، "فعلا تعرضت إلى ضغوط شديدة ومن الأميركان كي لا أوقع، لكن المصلحة الوطنية أهم بكثير.. والسؤال هنا هل الطرف الثاني -حماس- عليه ضغوط؟ ومن أين تأتيه؟ لن أجيب على ذلك".
ورداً على سؤال لـ "أوان" بشأن مدى الرضا الأميركي عن رغبته في عدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، قال عباس: "قبل الإعلان عن عدم الترشح، كنت قد بعثت برسالة إلى الرئيس الأميركي أبلغه بالقرار، واتصل الرئيس أوباما بي، وكذلك وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون"، مشدداً على أن الدعوات الأميركية لم تكن ضغوطات "سمّها ما شئت رجاءات أو غير ذلك، فأنا لا أعمل لديهم أو أنال راتبي منهم". وأضاف: "المهم لدي قناعاتي، فالضغوطات موجودة والرجاءات موجودة، لكن في النهاية القرار الأخير لي، لذا فلن أرشح نفسي مجدداً للرئاسة".
وبالنسبة إلى المباحثات التي أجراها في القاهرة مع الرئيس المصري حسني مبارك، قال عباس "ننسق مواقفنا مع أشقائنا وخاصة مع مصر كدولة لها ثقلها ولذلك تحدثنا معهم ليطلبوا من الإدارة الأميركية وقف إسرائيل لنشاطها الاستيطاني بشكل كامل".
وفيما يتعلق بصفقة الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليط، وعلاقة ذلك بالإفراج عن مروان البرغوثي قال عباس: "أنا مع أي صفقة تفضي إلى إطلاق سراح أي فلسطيني، فهو مكسب لنا، أما فيما يتعلق بالبرغوثي فإذا كان من ضمن الصفقة فهو أمر مرحب به".
واتهم عباس حركة حماس بتدبير محاولتين لاغتياله، وقال: "حماس بعد لقاء مكة خذلونا، وضعوا لي متفجرتين، واحدة في طريقي (طريق غزة صلاح الدين) والثانية بجانب منزلي". وتساءل: "لماذا يحدث ذلك بالرغم من أننا كنا متفقين، وأقسمنا اليمين في الكعبة، لكن بالرغم من ذلك فإننا سننسى من أجل الشعب الفلسطيني".
وحول جدية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عملية السلام، قال: "نتنياهو منتخب من الشعب الإسرائيلي ولا بد أن أتعامل معه بخيره وشره حتى وإن كنت مقتنعا بأنه يريد أو لا يريد السلام فهذا لا يغير من المعطيات التي تدفعني إلى الذهاب إلى المفاوضات". ووصف العلاقات مع الولايات المتحدة بأنها "ممتازة، لكن نختلف معها في الكثير من الأمور لأن لنا مصالح وأولويات".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف