جريدة الجرائد

انتخابات تحت سقف التآمر والغدر!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

وفيق السامرائي

بعد أربع سنوات من انتخابات، كان للاتفاقات والتكتلات التي أعقبتها دور في تصاعد العنف، وبدل الاستفادة من التجارب المريرة، التي دفع ثمنها الأبرياء والفقراء، وليس بعض السياسيين المحصنين خلف الأسوار، يبدو أن التاريخ يتجدد بمحاولات مكشوفة لإعادة التكتلات التي ترتقي إلى مستوى التآمر، ومنع قوى وطنية فاعلة من المشاركة.

الانتخابات سمة واضحة من سمات التطور الديمقراطي، ولا خلاف على ذلك، شريطة أن تؤدي إلى التناغم الوطني، والانسجام بين شرائح المجتمع. ومن الطبيعي أن تخضع الأقلية لرأي الأغلبية، عندما يكون الخضوع وفق معادلات ومعطيات سياسية، لا وفق حسابات طائفية وعرقية. أما إذا فهمت الأغلبية على أساس الدين والمذهب والعرق، فإنها تؤدي إلى الظلم بمؤدياته المعروفة.

بعد زيارته للسيستاني الأسبوع الماضي، أشار المالكي إلى أن المرجع الشيعي يدعم (أي) خطوة لإيجاد تقارب بين ائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني، موضحا أن الأيام المقبلة ستشهد حالة من التوحد والتفاهم بين الائتلافين. وحسنا فعل قادة في الائتلاف برفضهم تراجع المالكي، الذي ركبه الغرور بلا مقومات. على أمل أن يكون الرفض مبنيا على فهم الضرورات الوطنية القصوى، وليس وفق حسابات الربح والخسارة، بعد تدحرج المالكي بنهج لا مثيل له من الفئوية والطائفية والتجاوز على الثوابت الوطنية والإنسانية الراسخة. لكن الشك في حالة التمسك بعدم التحالف بعد الانتخابات لا يزال قائما.

والسؤال الأول هو: لماذا تحرص (أطراف) في الأحزاب الدينية على تكوين جبهة واحدة؟ الجواب بسيط: لأنها تريد تحقيق أغلبية برلمانية تساعدها على تشكيل الحكومة، وفرض الهيمنة من خلالها على البلد. وعندئذ يُقرأ على المصالحة والديمقراطية المفترضة السلام. فاتفاق الائتلافين سيؤمن لهما تحقيق النجاح في تكوين الكتلة الكبرى الفائزة في الانتخابات، ويضمن تكليف الكتلة تشكيل الحكومة وتسمية رئيس الوزراء منها، لأغراض طائفية لا سياسية.

مع ذلك، فإن فوز الائتلافين لا يؤمن لهما تشكيل الحكومة، إلا إذا جرى الاتفاق والتكتل مع كتلة سياسية ثالثة كبيرة، لتأمين الأصوات اللازمة. وهنا تبرز مشكلة كبيرة، فاتفاق أي من الكتلتين المتبقيتين (الحركة الوطنية أو التحالف الكردستاني) مع الكتلة الشيعية دون مراعاة مصالح الأخرى، سيفسَر من منطلق تآمري، وعندئذ تضرب الوحدة الوطنية في الصميم. وبما أن احتمالات التوافق الكردي الشيعي هي الأرجح، فإن البلد سيدخل في أزمة لا يمكن لأحد التكهن بأبعادها وتحديد مخاطرها.

الجانب الآخر الحيوي يتعلق بعمليات الإقصاء المبرمج لشخصيات ذات توجهات ليبرالية وطنية، وغالبيتهم من الشريحة المستهدفة، فقد بلغ تفسير القوانين والفقرات الدستورية حدا انتقائيا خطيرا، ولم يعد الأمر يتعلق بدرجات حزبية معينة من البعثيين، بل تعداه إلى مصطلحات غريبة تدل على تعمد مسبق في سوق مبررات غير منطقية، كأن يقال إن فلانا (يتعاطف) مع البعثيين أو يدافع عنهم.

والسؤال الثاني هو: إذا كانت التفسيرات اتسعت لتشمل قوى لمجرد اتهامها (بالتعاطف) مع البعثيين، على الرغم من مشاركتها في العملية السياسية، فكيف سيكون الوضع فيما لو تمكنت القوى الطائفية من الاستئثار بالحكم وتقوية سيطرتها على أجهزة الدولة ومؤسساتها بعد أربع سنوات أخرى؟

إذا كان التعاطف مع المظلومين من عموم البعثيين يصل إلى مستوى التجريم، مع التشديد على كلمة التجريم، لأنه لا يجوز حرمان أحد من ممارسة حقوقه الوطنية من دون جريمة، فيفترض تطبيق ذلك على الأحزاب الطائفية التي تهدد الوحدة الوطنية وتمزق نسيجها، وتطبيقه على الجماعات التي لم يكن معها قتال أصلا، وقاتلت القوات العراقية مع قوات الباسداران، وعملت كمجموعات قتالية خاصة بإمرة فيلق القدس ضد المصالح والمنشآت العراقية.

وإذا كان لهيئة النزاهة سلطة حرمان الشخص من الترشح للانتخابات على خلفية إثراء غير مشروع وفساد، فلماذا لم تبدأ بالمفاصل الحكومية العليا بسبب التهمة ذاتها أو بسبب التستر على المفسدين؟

وهل يسمح القانون العراقي بالتعامل مع حركة إرهابية إجرامية مثل عصائب أهل الحق؟ ولماذا لا يطبق الانفتاح على حركات من الشريحة الأخرى التي لم يثبت عليها ما يقارن بما قامت به عصائب إجرامية؟

ليس أمام ائتلاف ما يسمى دولة القانون إلا التفكك، قبل تلقي الضربة القاضية بإخضاع الفريق الدعوي (المصغر) لمساءلة لن ينفك أهل الضحايا والمظلومون عن تحقيقها، وفق لائحة طويلة لم يشهد لها تاريخ المساءلات العربية مثيلا.

ولم يبق إلا دعوة قوى الاعتدال الوطني في التحالف الكردستاني والائتلاف الوطني للتنبه إلى خطورة التعويل على المكاسب. فالعراق لا يحكم إلا من قبل الجميع بروح علمانية. أما الشريحة التي تشعر بالإحباط، فلها أن تدرك قدرة الممارسات الديمقراطية (النشطة) على ضمان حقوقها، فطهران متغيرة حتما وأمتكم باقية.



التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الوطني والقومي
احفاد البابليين -

لماذا الاقليه خائفه من الانتخابات؟؟ سؤال بسيط للرفيق وفيق السامرائي ..اتركوا القوميه وارجعوا للوطنيه حالكم حال الاكثريه واتركوا تفخيخ الاعراب وارسالهم لقتل الاكثريه واتركوا تخزين الاسلحه والمتفجرات وتفخيخ السيارات في بيوت المهجرين المساكين من الاكثريه واهم شيء هي النيه الحسنه وليس العماله للاجنبي السعودي والسوري والاردني واجلوا الى الانتخابات بصدق وليس بالاحتيال والتلاعب بالعمليه السياسيه لصالح الاجنبي الاعرابي حتى ترجع الثقه بيننا نحن الاكثريه وبينكم انتم الاقليه واسال نفسك ولو مرة واحد لماذا الاكثريه وطنيه والاقليه قوميه ويفضلون مصالح العرب اولا ومن ثم الشعب العراقي ؟؟؟انا بابلي وجدي حمورابي

اعداء الشعب
عزيز التميمي -

يجب محاسبه البعثيون ورجال المخابرات الصداميه الذين زرعوا العراق بالمقابر الجماعيه وقتلوا العراقين بالكيماوي وجففوا الاهوار واعدمو الاف العراقين بسبب وحيد انهم من طائفه اخرى اومن قوميه اخرى

عفلقيون
عزيز التميمي -

قرأت مقالاً لعسكري سابق، يدّعي فيه بأن تهمة البعثية ما هي إلا عبارة مستعارة من خارج نطاق الأمة المعنية والحدود، وبحسب استنتاج الكاتب أن;البعثية; ما هي إلا ترديد لصدى التكفير الذي نادى به النظام الإيراني ضد صدام والبعث، متناسياً بأن رفض الشعب العراقي للبعثيين ليس وليد الحرب العراقية الإيرانية، بل بدأ منذ أن تآمر البعثيون لاغتيال الزعيم عبدالكريم قاسم في رأس القرية في اكتوبر العام 1959، واشتد كره العراقيين لهذا الحزب ذي النهج الفاشي، حين استولى البعثيون على الحكم في الثامن من فبراير (شباط) العام 1963، وملؤوا قصر النهاية، وأقبية الأمن العام، والنادي الأولمبي وقاعات محكمة الشعب، وردهات الموقف العام، وخلف السدة، وموقف السراي بالمناضلين، وحولوا بغداد إلى برك من الدم بقتلهم الأبرياء الذين رفضوا هذا الحكم البغيض. وامتد الحقد المقدس لدى الشعب ضد البعثيين في جولتهم الثانية التي استولوا فيها على الحكم في يوليو (تموز) العام 1968، ثم في الانقلاب الداخلي الذي قاده صدام حسين، لإزاحة سيده ومسؤوله السياسي وعرابه أحمد حسن البكر العام 1979، حيث بدأ صدام بعد ذلك بتصفية رفاقه القياديين، وحصد أرواح العديد من الشيوعيين والديمقراطيين، وحتى البعثيين الذين غرّدوا خارج سربه. ومع كل هذا التاريخ غير المشرّف لحزب عفلق، يعتبر العسكري السابق، استعداء البعثيين أمراً سخيفاً، على حد تعبيره، ويقول علناً ;إن هذا الاستعداء جعلهم يتمسكون بهويتهم ووجودهم، وحتى بقيادتهم، ولو سنح لهم لجعلوا من مرقد صدام مزاراً لملايين العراقيين.. وقد يحصل ذلك مستقبلاً;. فإذا كان الكاتب يعشق صدام حسين إلى هذه الدرجة، ويعتبره مثله الأعلى، وينادي بأن يصبح مرقده مزاراً للعراقيين، إذاً لماذا انخرط في صفوف المعارضة العراقية، وحرّض القيادة الكردية بالهجوم على معاقل صدام، وشارك في التخطيط العسكري للهجوم الذي بدأ على مقرات جيش صدام في ربيع العام 1995؟ ومازالت صورته ماثلة أمام أعين مشاهدي فضائيات كردستان، وهو يخطب بين صفوف بيشمركة كردستان في قوشتبه، ويشيد بانتصارات القوات الكردية، علماً أن هذا الهجوم غير المتوقع، تم بناءً على رسالة مزعومة نسبها إلى الأميركيين الذين بحسبه سيتحركون لضرب بغداد حالما تتحرك قوات كردستان نحو كركوك. ثم يستمر من خلال طعنه للنظام الحالي في الدفاع عن النظام السابق، الذي كان قد جرده من مناصبه، حين لم تبق له الح

الى رقم 1
عمر -

انت مامليت؟ تردد مثل الببغاء الاكثرية والاقلية الاقلية والاكثرية يابه على كيفك يااكثرية انت هم مصدك نفسك ودتحكم لعد لو مدبريها شتسوي؟ استحي شوية وكافي تتطاول ترة كلنا عدنه لسانات بس الفرق اكو ناس تشتغل بصمت وناس جعجعة علىالفارغ ودوخة راس ورحمة للمراحيم لتكرر تعليقاتك وتثبرنه ترة صدعتنا كلها استنساخ شوية نوع

صدام برئ
سمير سماري -

رغم الادعائات المبالغ بها بقيام صدام بجرائم وفوضى فبالمقارنة مع منجزات مقتدى الصدر في الذبح والجريمة المنظمة هو وفيلق بدر فهم تفوقوا بكل معنى الكلمة عن اي جرائم مزعومة قام بها صدام حسين