جريدة الجرائد

لماذا اختارت «إيمان بنت لادن»... الوطن؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

محمد الساعد

ما الذي يدفع إيمان ابنة أسامة بن لادن للجوء للسفارة السعودية في طهران؟ لماذا لم تقم تلك الفتاة المراهقة بالهرب من مركز احتجازها القسري في طهران إلى إحدى السفارات الغربية؟ أو على الأقل البقاء مع الإيرانيين الذين عاشت معهم عشر سنوات على الأقل؟ كيف نسيت تلك الفتاة "الغضة" كل ما تربت عليه في أحضان والدها أسامة بن لادن، الذي عادى "الإنسان والأرض" التي احتضنت هويته وأحلام شبابه وطفولته، وتذكرت فقط الوطن على رغم كل المرارة التي ملأ ت أركان بيت أسامة؟

كيف فهمت ابنة الـ17 ربيعاً التي لم تطأ قدماها الصغيرتان أرض المملكة، أن السعودية هي وطنها، وإن لم تتكحل بترابها، وأنها العين الحنون وإن لم ترتمِ في أحداقها بعد؟ لماذا لم تَخشَ العودة إلى أرض تجهل تقاسيم "فعلها"، وكيف فهمت، على رغم سنها الصغيرة، أن "الوطن الحنون" لا يمكن أن يأخذها بجريرة والدها مهما عظمت، وأن بلدها حنون حد "العفو" حتى عن ألد أعدائه؟ كيف استطاعت أن تثق حد "التفريط الصادق" في كل شيء؟ في أهلها الذين لا تعرفهم، وفي وطنها الذي تجهله، وهي البريئة من ذنب الوالد والغربة؟ كيف كانت متأكدة من يقينها أن هذا الوطن لم ولن يخذل لهفتها وغربتها؟ ولا يمكن له أن يتخلى عنها مهما كانت الظروف التي وجدت نفسها فيها ووسط مواجهة لم تخترها ولتصبح في ما بعد جزءاً من نتائجها؟ تلك الفتاة التي عاشت بين كهوف "تورا بورا" وجبال "قندهار"، ولم "ترَ" عيناها ورقة واحدة عن المملكة، ولم تقرأ صحيفة واحدة، ولم تتعلم حرفاً "سعودياً" واحداً، اكتشفت لوحدها أن الأمان كل الأمان هو عند من يعاديهم والداها "أسامة"، وأن الحياة الكريمة التي حرمت منها تستقر فقط في الأرض التي أحل والدها حلها وحرامها.

إنه "إيمان"، إيمان بالوطن الذي رأت من خلاله ضوء الحياة في ظلمة الغربة وأنفاس أهلها بعد عتمة التشرد، إنه حب الوطن الذي عشقته تلك الفتاة "رغماً" عن والدها. إيمان لم ترث شعارات "الأممية" التي نثرتها أدبيات الجماعات الإسلاموية في كل بلداننا، وشردت بسببها بعض أبنائنا في أصقاع المعمورة بحثاً عن أوطان بديلة هي بالتأكيد ليست كالوطن، وعن أحلام ليست لنا ولا نعرفها، وعن قضايا أهلها أدرى بشعابها، ونفي بسببها الوطن الأم إلى خارج "النفس"، وأقنع البعض أن تراب الوطن الحقيقي يقع بين جبال كشمير وسهول الشيشان، وليس بين قلب مكة وروح الرياض.إيمان عرفت أن "حب الوطن من الإيمان"، واكتشفت بحساسيتها المرهفة أين تقيم مشاعرها الحقيقية؟ وأين يمكن أن تطمئن؟ إنه الوطن الذي وإن "جار" عليه بعض أبنائه، إلا أنه أكثر رحابة ورقة من صدور ملأها الظلام. هذا المشهد المؤثر الذي تحركت فيه كل سلطات المملكة دفعاً لحل وضع إيمان وإعادتها بكل كرامة إلى دفء أسرتها الكبيرة، ذكرني بالاتصال الشهير بين مساعد وزير الداخلية الأمير النبيل محمد بن نايف، والإرهابي "قاتل نفسه" العسيري، الذي كان يؤكد فيه الأمير بشكل لافت خلال المكالمة على اهتمامه بالمرأة السعودية العالقة لدى الإرهابيين في اليمن وأطفالها الأبرياء، وكيف يمكن حفظ كرامتها وكرامة أهلها وإعادتها هي وأطفالها إلى بلادها، من دون ربط لها بموضوع الإرهابيين.

كيف لهذه النفس "السعودية" أن يكون لديها القدرة على الفصل بهذا الوضوح بين المذنب وبين الضحية، وبين الخطأ والإصرار عليه، إنه قانون "الوطن الحكمة"، وقانون المحبة وقانون الإيثار وقانون التجاوز، وعدم أخذ أي أحد بجريرة المجرم، مهما كان قربه منه أو بعده.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عبقرية كاتب ..
سرور .. -

يا ليت تفتحوا لنا صفحة شرح المفردات .. وقبل الاشادة بها ان لجأت للوطن .. ان تشرحوا لنا يا اهل الاختصاص .. كيف استطاعت تضليل جميع اجهزة الاستخبارات العالمية في ايران .. والادهى كيف تمكنت من الافلات من قبضة اجهزة البحث والتقصي الايرانية .. واستطاعت بذكاء ودهاء .. الافلات حراسها وسجانيها الايرانيين والتوجه مباشرة الى سفارة او مجمع سفارة المملكة .. بدون ان يعرف عنها احد .. كيف تمكنت من الافلات او اختراق اجهزة الامن ؟؟ يا ناس فكروا شوي قبل ان تضحكوا عليكم العالم .. هذه عملية مدبرة ومخططه من قبل اجهزة الامن الايرانية والقاعدة في العراق .. واختيار سفارة الوطن دون غيرها لكي تنال ايران رضا سعودي بعد العملية وكذلك عدم اساءة معاملتها لو وقعت في يد اجهزة استخبارات اخرى .. تاكدوا ان ايران من اجل عيون انقسام او التحام الذرة راح تتصرف وكأنها طفل تتقاذفه الاهواء .. وبعد الوصول الى المراد ستفرض الاتاوة حتى على الطيور المهاجرة من شبه الجزيرة .. اكثر ما اخشى علينا من السذاجة والمجاهرة بها .

عبقرية كاتب ..
سرور .. -

يا ليت تفتحوا لنا صفحة شرح المفردات .. وقبل الاشادة بها ان لجأت للوطن .. ان تشرحوا لنا يا اهل الاختصاص .. كيف استطاعت تضليل جميع اجهزة الاستخبارات العالمية في ايران .. والادهى كيف تمكنت من الافلات من قبضة اجهزة البحث والتقصي الايرانية .. واستطاعت بذكاء ودهاء .. الافلات حراسها وسجانيها الايرانيين والتوجه مباشرة الى سفارة او مجمع سفارة المملكة .. بدون ان يعرف عنها احد .. كيف تمكنت من الافلات او اختراق اجهزة الامن ؟؟ يا ناس فكروا شوي قبل ان تضحكوا عليكم العالم .. هذه عملية مدبرة ومخططه من قبل اجهزة الامن الايرانية والقاعدة في العراق .. واختيار سفارة الوطن دون غيرها لكي تنال ايران رضا سعودي بعد العملية وكذلك عدم اساءة معاملتها لو وقعت في يد اجهزة استخبارات اخرى .. تاكدوا ان ايران من اجل عيون انقسام او التحام الذرة راح تتصرف وكأنها طفل تتقاذفه الاهواء .. وبعد الوصول الى المراد ستفرض الاتاوة حتى على الطيور المهاجرة من شبه الجزيرة .. اكثر ما اخشى علينا من السذاجة والمجاهرة بها .

تطور جيد
خوليو -

في التراث الاسلامي وكل أدبياته لايذكرون ولا مرة واحدة كلمة وطن، بل أمة وبلاد اسلامية، وكل أرض داستها سنابك خيولهم يقولون أنّ الله فتحها لهم أي أعطاهم إياها، وليومنا هذا لايعترفون بالوطن، ولايعترفون بأنهم احتلوا بلاد الآخرين، ومنذ مدة غير بعيدة أرسل مرشدهم مصر لمواقع الإباحة العامة ،ما يهمهم هو الاسلام وأمته، تطور جيد أن نقرأ كلمة وطن، وجيد أيضاً أن يحب الإنسان وطنه، وكل من يحب وطنه إن كان حب حقيقي، عليه يحب أوطان الآخرين مثل الأم التي تحب إبنها وبالتأكيد تحب أولاد الأمهات الأخريات، ولاتعتبرهم أبناء ذمة يعيشون تحت الحماية مقابل دفع آجار لوطن ولدوا على أرضه، إن كان قد بدأ يدخل في رأس الاسلاميين فكرة الوطن فهذا بدء حميد.

تطور جيد
خوليو -

في التراث الاسلامي وكل أدبياته لايذكرون ولا مرة واحدة كلمة وطن، بل أمة وبلاد اسلامية، وكل أرض داستها سنابك خيولهم يقولون أنّ الله فتحها لهم أي أعطاهم إياها، وليومنا هذا لايعترفون بالوطن، ولايعترفون بأنهم احتلوا بلاد الآخرين، ومنذ مدة غير بعيدة أرسل مرشدهم مصر لمواقع الإباحة العامة ،ما يهمهم هو الاسلام وأمته، تطور جيد أن نقرأ كلمة وطن، وجيد أيضاً أن يحب الإنسان وطنه، وكل من يحب وطنه إن كان حب حقيقي، عليه يحب أوطان الآخرين مثل الأم التي تحب إبنها وبالتأكيد تحب أولاد الأمهات الأخريات، ولاتعتبرهم أبناء ذمة يعيشون تحت الحماية مقابل دفع آجار لوطن ولدوا على أرضه، إن كان قد بدأ يدخل في رأس الاسلاميين فكرة الوطن فهذا بدء حميد.

وطني !!
مراقب -

اين وطني ؟ هل هو ذاك الذي ضايقني في عيشي ؟ام ذاك الذي دجج شرطته لملاحقتي في امني ؟اهو ياترى ذاك الذي سرق مالي بالنظام ؟ او يمكن ان يكون ذاك الذي دافع عني يوما من الايام ؟ ايا ترى وطني اعطاني ؟اما انا الذي اخسر لوطني ؟ لا اريد شيئا لي ياوطني ؟ اريد لابني ؟فماذا ستعطيه ؟

وطني !!
مراقب -

اين وطني ؟ هل هو ذاك الذي ضايقني في عيشي ؟ام ذاك الذي دجج شرطته لملاحقتي في امني ؟اهو ياترى ذاك الذي سرق مالي بالنظام ؟ او يمكن ان يكون ذاك الذي دافع عني يوما من الايام ؟ ايا ترى وطني اعطاني ؟اما انا الذي اخسر لوطني ؟ لا اريد شيئا لي ياوطني ؟ اريد لابني ؟فماذا ستعطيه ؟

اشدعوه
مريم -

وهل ستعاقب البنت بجريرة والدهاولا تزر وازرة وزر اخرى

اشدعوه
مريم -

وهل ستعاقب البنت بجريرة والدهاولا تزر وازرة وزر اخرى

الوطن الذي حرمنا منه
سعيد دحامي -

مقال اعاد لنا التفكير في الوطن الذي حرمنا منه بسبب تفكير الاسلاميين الرجعي شكرا لايلاف على المقال

الوطن الذي حرمنا منه
سعيد دحامي -

مقال اعاد لنا التفكير في الوطن الذي حرمنا منه بسبب تفكير الاسلاميين الرجعي شكرا لايلاف على المقال