جريدة الجرائد

تركيا تخجل العرب

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أحمد ذيبان

..مرة أخرى تضع تركيا العرب في وضع مخجل، في تصديها للغطرسة الاسرائيلية، ومن الصعب تخيل كيف ينظر كثيرون من القادة العرب، الى تفوق رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان عليهم، في مواقفه الشجاعة المنددة بالسياسات الاسرائيلية، وتأكيد التضامن مع الشعب الفلسطيني.وكان احدثها قبل ايام قليلة بدعوته الى إصلاح هيكلية الامم المتحدة، بسبب رفض اسرائيل لاكثر من مئة قرار يتعلق بالقضية الفلسطينية.

"المحرقة" التي ارتكبتها اسرائيل في غزة قبل عام، وادانة تركيا الصريحة لوحشية الجرائم التي ارتكبتها قواتها وبالذات قتل الاطفال الفلسطينيين، كانت الصاعق الذي فجر التوتر بين الجانبين، وربما فوجئت اسرائيل بالموقف التركي نظرا لعلاقات التحالف الاستراتيجي بين الطرفين على مدى عشرات السنين، ولم تجرؤ انقرة قبل حكومة حزب العدالة والتنمية برئاسة اردوغان على اغضاب اسرائيل، وقبل ذلك اغضاب واشنطن برفض السماح بمرور قوات أمريكية من اراضيها لاجتياح العراق عام 2003.

خلال العام الماضي، اتخذت تركيا سلسلة مواقف داعمة للشعب الفلسطيني وعززت علاقاتها مع الدول العربية، والمفارقة ان بعض الاطراف العربية تضع العراقيل في طريق تضامن انقرة مع الشعب الفلسطيني،كما حدث في تعطيل وصول قافلة "شريان الحياة 3"الى اهل غزة والتي كان لتركيا حضور اساسي فيها !.

وأحدث جولة في تدهور العلاقات التركية الاسرائيلية، الازمة التي سببها التصرف العنصري الاستعلائي لنائب وزير الخارجية الاسرائيلي عند استدعائه السفير التركي وتعمد إذلاله احتجاجا على مسلسل تلفزيزني تركي يصف اليهود بمجرمي حرب وخاطفي اطفال!.

ولان تركيا دولة تملك قرارها المستقل وتعتز بكرامتها فقد جاء الرد سريعا بسحب السفير ومطالبة اسرائيل باعتذار وتوعد اردوغان لها برد مناسب!. ولا يغيب عن الاذهان الصفعة التي وجهها اردوغان للرئيس الاسرائيلي بيريز في منتدى دافوس، حينما اتهم اسرائيل بقتل الاطفال الفلسطينيين وانسحب من الجلسة، وكان من الصعب قبل حكومة اردوغان ان ترفض تركيا مشاركة اسرائيل في مناورات مشتركة سنوية كما حدث قبل عدة أشهر!.

ربما تبرد الأزمة باعتذار اسرائيل، لكن ثمة شرخا عميقا حدث في علاقات الجانبين وهو لصالح العرب، لكن المصيبة أن من يتحمسون لمناصرة القضايا العربية يصابون بالإحباط بسبب خذلان العرب لهم!


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
إنه لرجل
أحمد كامل -

فعلاً إن الرئيس التركي طيب أردوجان لرجل بمعنى الكلمه لا يخشى أحد وقول ما بضميره ولا ينحاز مع اليهود وأعداء الأمه الإسلاميه فهو فعلاً رجل الإسلام الان وسط الرؤساء العرب أو العملاء العرب الذين باعوا ضمائرهم وإخوانهم في العراق وفلسطين تحت قبضه أعداء الأمه

حفيد العثمانيين
بو فيصل -

ليس غريبا عليه ؛ رجل حر , مسلم , إنسان شجاع . قل من الصفات الحميدة ما شئت كل ذلك ينطبق عليه ويليق به. لقدأحرج العديد من زعماءالعرب وأرجع لنا بعض الكرامه التي أهدرها هؤلاء الزعماء ...

Racist Turkish state
Rizgar -

Kurds in Tureky dream about Arabs rights in Isreal,Birth Certificate in Israel is in Arabic, English and Hebrew. Traffic sign in Israel is in Arabic, English and Hebrew. Arabic universities in Israel are in international level. There are Arabic news papers, Arabic TV program, Arabic Radio stations, Arabic schools…etc.Do you really compare a racist state like Turkey with Israel? with my best wishes for independent Palestinian state.

Tureky has no shae
Narina -

Turkey is a shamless country , do not worry , you can not kill Kurdsih children and have shame ..poor Arabic way of thinking.

الرهان الخاسر
وحيد الجزيره -

اردوغان حر ،تركيا تملك قرارها ، المشكله ان العرب محكومين من قبل حكام ليسوا احرارا ولا يملكون القرار السيادي لبلدانهم ،ايضا هم الان في الصف الامريكي - الاسرائيلي من اجل القضاء على ايران . ياترى هل يراهن الاتراك والايرانيين على العرب والمسلمين ؟؟؟؟؟

تركيا الحرة
عبد الباسط البيك -

القيادة التركية تخجل قيادات الدول العربية . هكذا يجب أن يكون العنوان لهذا المقال . كلمة العرب الوارد في عنوان المقال تشمل الشعوب المغلوبة على أمرها و التي تعارض معظمها المواقف السياسية لقياداتها في ملف التعامل مع القضية الفلسطينية . من المؤسف أن لا نرى أي زعيم عربي يتصرف بمثل ما يتصرف القادة الأتراك مع إسرائيل . منذ وصول حزب العدالة و التنمية الى الحكم و تركيا تسجل أهدافا في المرمى الإسرائيلي و قياداتنا العربية تتفرج بدون مبالاة على العروض التركية بينما يصفق الشعب العربي بحماس لما تقدمه أنقرة من عروض تسرهم . السياسة التركية تصنع بأياد تركية بحتة و هي تأخذ بعين الإعتبار المصلحة العليا ثم تنظر الى موازين القوى و علاقات تركيا مع الدول الأخرى و لكن مبدأ السيادة الوطنية لا يتم التفريط به كما يفعل القادة العرب حيث يتوصلون دائما بتوجيهات من واشنطن تصل الى مستويات تتعلق بتوزير زيد أو رفض الأمريكان لأن يكون عمرو في المنصب الفلاني . لقد إستخفت تل أبيب وواشنطن بقياداتنا السياسية حيث أن بعضهم تحول الى دمى لا تتحرك الا حسب المزاج الأمريكي . إن تركيا تقدم دروسا طيبة لمن يريد أن يستفيد من خبرتها في هذا المجال . و نرجو أن يلاحظ الجميع بأن كافة الأحزاب التركية على مختلف إنتمائها السياسي إضافة الى المؤسسة العسكرية وقفت الى جانب الحكومة و دعمت موقفها تجاه السلوك غير اللائق الذي سلكته وزارة الخارجية الإسرائيلية مع سفير تركيا .متى سيتعلم قادتنا محاكاة و تقليد هذا التصرف التركي ..؟

هؤلاء العرب
محمد تالاتي -

اذا كانت تركيا صادقة فعلا ولا تمثل دورا امام الجماهير العربية المغلوبة على امرها التي تعشق الافلام والمسلسلات التركية اكثر من حكامها واكثر من الواقع والحقيقة،باعترافها(بالمحرقة)الاسرائيلية في غزة وادانتها لها،فلماذا تنكر هذه تركيا العادلة وفي نفس الوقت الابادة الفظيعة التي ارتكبها جنودها بقتل مئات الالاف من الارمن،ولماذا لا تكف عن محارقها ضد مواطنيها الكورد المستمرة من 80 سنة.مشكلة بعض العرب ليست في انهم لا يخجلون من الاتراك بل في انهم لايخجلون من انفسهم اولا،من تفكيرهم واحكامهم الساذجة.فلا يهم لديهم معرفة الحقيقة والانصاف ،بل يسرعون ويحكمون استنادا الى المظاهر وبحسب أمزجتهم المتقلبة.تراهم يصفقون ويرقصون لحملة شريان الحياة التركية الى غزة ولا يهمهم ابدا قطع تركيا ذاتها لشريان الحرية والانصاف عن ملايين المواطنين الكورد في تركيا ومنذ عشرات السنين.ربما يتصور هؤلاء العرب ان الازمة بين تركيا واسرائيل ستنتهي الى تحرير فلسطين وتوحيد العرب!!