جريدة الجرائد

لسنا مكروهين.. إنما لا نعرف الحب

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عدنان حسين

التعصب يُعمي.. ونحن -العرب والمسلمين- أمة عمياء، لأننا متعصبون للغاية قوميا ودينيا (وحتى مذهبيا). نرى أنفسنا أخيَر الأمم وأعلاها درجة واسماها مقاما وأرفعها شرفا.. والفرقة الناجية والجماعة الموعودة بالمستقبل وبالجنة.. نستكين الى هذا الشعور، ونركن الى هذه العصبية، ولا نريد أن نرى الواقع من حولنا، والواقع شيء آخر تماما.. فها نحن نجرجر أقدامنا وأذيالنا في آخر الركب الحضاري المعاصر، مع أننا من أغنى الأمم.
كارثة الزلزال الأخيرة في هايتي تقدم لنا مرآة أخرى نرى فيها أنفسنا. كل الامم المتحضرة هبّت لنجدة شعب هذه الجزيرة المنكوبة.. الحكومات، والمؤسسات الدينية، وهيئات المجتمع المدني، والشخصيات الاجتماعية، وبخاصة نجوم السينما والموسيقى والمسرح، انخرطت في حملة تلقائية لجمع التبرعات.. كبار السياسيين والفنانين أطلقوا النداءات، وبادروا إلى التبرع بالملايين، بل إن بعضهم ذهب الى ميدان الكارثة لتضميد الجراح، وتقديم المآكل والملابس والأفرشة الى الضحايا الذين لم يسأل المبادرون الى الحملة والمنخرطون فيها عن دينهم (الضحايا)، ولا عن مذهبهم،
ولا عن اللغة التي يتكلمون بها، ولا عن لون بشرتهم، فهم بالنسبة إليهم بشر فحسب.
ما من صحيفة، وما من قناة تلفزيونية، أوروبية، أو أميركية، لم تبادر الى إطلاق النداء (Haiti Apeal).
لكن ماذا عنّا، نحن العرب والمسلمين، أخيَر الأمم وأعلاها درجة وأسماها مقاما وأرفعها شرفا.. والفرقة الناجية والجماعة الموعودة بالمستقبل وبالجنة؟.. بعض حكوماتنا أعلنت عن تقديم تبرعات محدودة فقط، لكن لا شيء خارج الحكومات. لم نسمع من شيخ الأزهر، ولا من مرجع الشيعة الأعلى، ولا من إمام الحرم المكي، كلمة تعزية، أو عبارة تأسف، أو نداء إغاثة.. لم نرَ على واحدة من محطاتنا التلفزيونية، التي تُعدّ بالمئات، فنانا أو رجل دين، أو عالما، أو أديبا، أو طبيبا يبادر الى التبرع ويحثّ عليه!!
منذ ست سنوات (ديسمبر 2003)، عندما ضرب زلزال قوي منطقة بام الإيرانية ودمرها على نحو مروع، وقتل أكثر من ثلاثين ألفا من سكانها، تداعى المجتمع الدولي، الرسمي والشعبي، الى إغاثة الضحايا، ومعاونة الحكومة الإيرانية على تجاوز المحنة. حتى الولايات المتحدة حرصت على المساعدة، على رغم العداوة المتأصلة مع النظام الإيراني وانقطاع العلاقات.
وعندما حدث التسونامي، قبل خمس سنوات، لم يفرّق المغيثون والمتبرعون، وغالبيتهم من العالم المسيحي، بين مسلمي إندونيسيا والمالديف والمسيحيين والهندوس والبوذيين في الهند وسريلانكا وسائر دول جنوب شرق آسيا التي تضررت.. التبرعات ذهبت الى الجميع دونما تمييز بين دين وآخر، وقومية وثانية.
بعضنا يعتقد أن العالم يكرهنا.. هذا خطأ كبير، فنحن لا نظهر للعالم أننا نحب غيرنا، كما هو يحب بعضه بعضا.. نتسابق على ان نقدم اليه صورة عنا مشحونة بإمارات الغضب، وعلامات الكراهية، ونتنافس في تبرير اعمال الإرهاب،
ولا نقدم في مناسبات المحنة والكارثة لمسة حنان تقول إننا إنسانيون مثل الآخرين.
المشكلة فينا، فنحن لا نعرف الحب.. إلا حب أنفسنا المبالغ فيه إلى أبعد الحدود، وأكثرها التباسا مرضيا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تخلف !
علاء -

و الله اذا كان العريفي و امثاله ينشرون الكراهية و العداوة بين المسلمين انفسهم فكيف بالله عليك تتوقع منه ومن على شاكلته يحبون النصراني و السيخي و البوذي في الانسانية.

تخلف !
علاء -

و الله اذا كان العريفي و امثاله ينشرون الكراهية و العداوة بين المسلمين انفسهم فكيف بالله عليك تتوقع منه ومن على شاكلته يحبون النصراني و السيخي و البوذي في الانسانية.

الأقربون
خوليو -

طالما هناك من قال لهم أنّ الأقربون أولى بالمعروف ،وأن لاتتخذوا آباءكم أولياءً إن أحبوا الكفر على الإيمان، فكيف تريد منهم أن يساعدوا كفاراً غرباء يعاقبهم الله على هذه التعرية والاباحية والفسق والكفر الصريح؟ فليذهبوا لباطن الأرض هنا وليذهبوا للنار هناك. كانت الجمعيات الخيرية الاسلامية في الكويت بعد احتلالها من جيش يضع شعار القداسة على علمه ومن ثم تحريرها من قبل القوى الكافرة(تعابير اسلامية) كانت تلك الجمعيات لاتساعد العائلات المتضررة وخاصة الوافدة للكويت إن كانت تلك العائلات مسيحية(قص لي الحكاية مسيحي سوري عمل في الكويت واحترق البيت الذي كان يسكن فيه من جراء قصف قنبلة وأصيب أولاده بحروق مختلفة)قالوا له نحن نساعد المؤمنين فقط، على الرغم من أن ذلك المسيحي مؤمن ولكن على طريقته، فكيف سيساعدون قوماً ليسوا من الأقربون المقدسة. هم فقط يتلقون المساعدة من الأنروا والصليب الأحمر وغيرها لأن الله سخرهم لخدمة خير أمة أخرجت للناس.

الأقربون
خوليو -

طالما هناك من قال لهم أنّ الأقربون أولى بالمعروف ،وأن لاتتخذوا آباءكم أولياءً إن أحبوا الكفر على الإيمان، فكيف تريد منهم أن يساعدوا كفاراً غرباء يعاقبهم الله على هذه التعرية والاباحية والفسق والكفر الصريح؟ فليذهبوا لباطن الأرض هنا وليذهبوا للنار هناك. كانت الجمعيات الخيرية الاسلامية في الكويت بعد احتلالها من جيش يضع شعار القداسة على علمه ومن ثم تحريرها من قبل القوى الكافرة(تعابير اسلامية) كانت تلك الجمعيات لاتساعد العائلات المتضررة وخاصة الوافدة للكويت إن كانت تلك العائلات مسيحية(قص لي الحكاية مسيحي سوري عمل في الكويت واحترق البيت الذي كان يسكن فيه من جراء قصف قنبلة وأصيب أولاده بحروق مختلفة)قالوا له نحن نساعد المؤمنين فقط، على الرغم من أن ذلك المسيحي مؤمن ولكن على طريقته، فكيف سيساعدون قوماً ليسوا من الأقربون المقدسة. هم فقط يتلقون المساعدة من الأنروا والصليب الأحمر وغيرها لأن الله سخرهم لخدمة خير أمة أخرجت للناس.

كلام منطقي
زوز -

بعضنا يعتقد أن العالم يكرهنا.. هذا خطأ كبير، فنحن لا نظهر للعالم أننا نحب غيرنا، كما هو يحب بعضه بعضا.. نتسابق على ان نقدم اليه صورة عنا مشحونة بإمارات الغضب، وعلامات الكراهية، ونتنافس في تبرير اعمال الإرهاب،ولا نقدم في مناسبات المحنة والكارثة لمسة حنان تقول إننا إنسانيون مثل الآخرين.المشكلة فينا، فنحن لا نعرف الحب.. إلا حب أنفسنا المبالغ فيه إلى أبعد الحدود، وأكثرها التباسا مرضيا.

كلام منطقي
زوز -

بعضنا يعتقد أن العالم يكرهنا.. هذا خطأ كبير، فنحن لا نظهر للعالم أننا نحب غيرنا، كما هو يحب بعضه بعضا.. نتسابق على ان نقدم اليه صورة عنا مشحونة بإمارات الغضب، وعلامات الكراهية، ونتنافس في تبرير اعمال الإرهاب،ولا نقدم في مناسبات المحنة والكارثة لمسة حنان تقول إننا إنسانيون مثل الآخرين.المشكلة فينا، فنحن لا نعرف الحب.. إلا حب أنفسنا المبالغ فيه إلى أبعد الحدود، وأكثرها التباسا مرضيا.

من سماهم
سالم -

مخالف لشروط النشر

من سماهم
سالم -

مخالف لشروط النشر

لافرق
Omar Kareem -

السيد خوليو المحترمان عداءك للاسلام والمسلمين يشبه الى حد كبير عداء المسلمين لغيرهم

لافرق
Omar Kareem -

السيد خوليو المحترمان عداءك للاسلام والمسلمين يشبه الى حد كبير عداء المسلمين لغيرهم

اما تبرعت هل تبرعت :
مها -

انا تبرعت لهايتي يا عزيزي هل تبرعت انت بمالك والا انت جالس تحاسب الناس و المجتمع.. هل انت افضل من الناس الذين تنتقدهم.. ام انت مثلهمعجايب

اما تبرعت هل تبرعت :
مها -

انا تبرعت لهايتي يا عزيزي هل تبرعت انت بمالك والا انت جالس تحاسب الناس و المجتمع.. هل انت افضل من الناس الذين تنتقدهم.. ام انت مثلهمعجايب