جريدة الجرائد

المسألة الطائفية‏:‏ خطاب الكراهية‏..‏ خطاب العزلة‏!!‏

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

نبيل عبدالفتاح

الكتابة الدينيةrlm;/rlm; السياسيةrlm;,rlm; والمعالجات الإعلاميةrlm;,rlm; الشفاهية المرئية والمسموعة حول الخطابات والظواهر الدينية علي اختلافها كيف تنتجrlm;,rlm; وتوزع علي قواعد استهلاكها علي اختلافها؟ وفي ظل أية سياقات زمنية؟

هل نحن غائبون عن زمن العالم المعولم وظواهره وتحولاته المتغيرة؟ هل نحن لا نزال نعيش في عصر الراديوrlm;,rlm; أو الترانزستور أو التلفاز؟
بعضهم يبدو خطابه قادما من أزمنة وعقود ماضوية بعضها ينتمي إلي العصور الوسطي لغة ومنطقا ورؤيةrlm;,rlm; وبعضها الآخر يمثل إعادة إنتاج لنمط من الخطابات الدينية ـ الوعظية والإفتائية واللاهوتية والفقهيةrlm;-rlm; الوضعية التي كانت تعبيرا عن استجابات بعض الفقهاء والوعاظ والمفسرين واللاهوتيين لمشاكلrlm;,rlm; وظواهر عصورهم التاريخية وليست لعصرنا وزماننا ومشاكلناrlm;!rlm; ليس هذا فحسب بل كانت تعبيرا عن رأي بعضهم آنذاكrlm;,rlm; ولم يكن رأي آخرين عاشوا معهمrlm;,rlm; ويتم حجب اجتهاداتهم وآرائهم وتفسيراتهمrlm;,rlm; لأنها لا تجد هويrlm;,rlm; والأحري مصلحة لإحيائها وتطويرهاrlm;,rlm; وتقديمها علي أنها جزء لا يتجزأ من مرحلة وظواهر وتفاعلاتrlm;,rlm; ومصالح هذا اللاهوتيrlm;,rlm; أو الفقيهrlm;,rlm; أو الداعية أو الواعظ أو المفتي من الذين يسيطرون علي مواقع الفتوي والوعظ الآنrlm;!rlm;
من المعروف أن الرأي أو الاجتهاد البشريrlm;,rlm; هو جزء من سياقات سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعيةrlm;..rlm; إلخrlm;,rlm; أي ابن مرحلة في مجتمع محدد وعصر ماrlm;,rlm; ومن ثم هو جزء من الحالة التاريخية والفقهية واللاهوتية الوضعية حول الأديان والمذاهب والمدارس ومنتجيهاrlm;,rlm; ومصالحهمrlm;,rlm; وارتباطاتهم السياسية والاجتماعية ومواقفهمrlm;.rlm; نحن إذن لسنا إزاء نصوص مقدسة ومتعالية واجبة الاحترام والتطبيقrlm;,rlm; وإنما نحن إزاء آراء بشريةrlm;,rlm; وضعية تدور حول دوائر إنتاجها التاريخيrlm;,rlm; ومن ثم لا قداسة لها قطrlm;,rlm; وإنما الاحترام للخطابات الفقهية واللاهوتية ـ الوعظية والإفتائية والكلاميةrlm;...rlm; إلخ ـ التي حاولت وفق قواعد ومعايير وآليات التفسير التي كانت سائدة آنذاكrlm;,rlm; أن تجتهد منزهة القصد وبريئة عن الأهواء والآثامrlm;,rlm; لإيجاد حلول لمشاكل الناس في حياتها اليوميةrlm;,rlm; وفي فهمها لقواعد الدين ومعاييره وأصولهrlm;.rlm; نعم الاحترام والتقدير واجب للفقهاء واللاهوتيين والمفسرين والوعاظ الذين استشعروا قلق ومشكلات اللحظة التاريخية ومعاناة الناس منها كي يقدموا إجابات أو مشاريع إجابات تعلي من شأن الإيمان الداخليrlm;,rlm; والقيم الفضليrlm;,rlm; وتقيم جسرا بين الحياة وأخلاقيات الدينrlm;,rlm; والخيرrlm;,rlm; والعدالةrlm;,rlm; والمساواةrlm;,rlm; والأخوةrlm;,rlm; والمحبة والتعامل بالحسنيrlm;...rlm; إلخrlm;!rlm; وغيرها من القيم الدينية داخل كل ديانة من الدياناتrlm;,rlm; حتي يتعايش الناس سواسية حول المشترك من القيم الدينيةrlm;,rlm; وما تنتجه تدافعات الحياة والناس والأفكار والأعمالrlm;,rlm; من رأسمال مدني للحياة المشتركةrlm;.rlm;
الأزمة الكبري لبعض الخطابات الدينية الإسلامية والمسيحية السائدةrlm;,rlm; تكمن في أنها تتغذي علي ثقافة النسق المغلق الذي يركز علي المنظومة الدينية العقدية والقيمية والأخلاقيةrlm;,rlm; وكأن الديانة أو المذهب داخلهاrlm;,rlm; واقع تحت تهديد ومخاطر الاجتياحrlm;,rlm; وكأن ثمة تهديدا حالا علي الدين ذاتهrlm;!rlm; من الأديان الأخريrlm;,rlm; أو من مذاهب علي أخريrlm;,rlm; والأحريrlm;,rlm; القول من بعض رجال الدين هنا وهناك علي آخرين مختلفين معهم في الديانة أو المذهبrlm;!rlm;
حالة نفسيةrlm;_rlm; وسوسيولوجية تحتاج إلي دراسة معمقةrlm;.rlm; لسنا أمام تهديدات للدينrlm;/rlm; المذهبrlm;/rlm; المدرسة الفقهية أو اللاهوتية داخلهrlm;,rlm; وإنما نحن إزاء عمليات لتجسيد وتضخيمrlm;'rlm; الخطر الموهومrlm;'rlm; أمام غالب الجماهير علي اختلاف انتماءاتها ومصالحها الاجتماعيةrlm;_rlm; التابعة لهذا الدينrlm;,rlm; أو ذاكrlm;!rlm; ومحاولة تعبئتهمrlm;,rlm; وشحنهم نفسيا إزاء الخطر المتوهم الذي يجسدونه في الآخر الديني شريك الوطنية والحياة المشتركةrlm;!rlm;
السؤال الذي يطرح هنا لماذا يشيع بعض رجال الدين والخطابات الدينية شعور الخطر الداهم علي الدينrlm;/rlm; المذهبrlm;...rlm; إلخ بين أتباعهم؟ وما هي وسائل إشاعة الخطر الداهم علي إيمان الجمهور؟
rlm;'rlm;إشاعة الخطر علي الدين والإيمانrlm;'rlm; خطاب ديني وضعي يرمي من ورائه بعض رجال الدينrlm;_rlm; أيا كانت دياناتهم أو مذاهبهم أو آراؤهمrlm;_rlm; فرض العزلة النفسية ـ الاجتماعية ـ الثقافية علي إتباع الديانةrlm;,rlm; أو المذهبrlm;,rlm; وحصرهم شعوريا في إطار الدينrlm;/rlm; المذهب وبناء حوائط عزلة نفسية واجتماعية إن أمكنrlm;!,rlm; وذلك حتي يتحقق لرجال الدين السيطرة الرمزية والعقائدية والسياسية ـ وهذا هو الأخطر ـ علي الأتباعrlm;,rlm; وتوجيههم سواء حول الدينrlm;/rlm; المذهب أو الدنياrlm;/rlm; السياسة والمصالح والنفوذrlm;!rlm;
إنتاج العزلة والانسحاب عن التفاعل المشترك والخلاق والمنتج اجتماعيا وسياسياrlm;,rlm; ليس نتاجا فقط لفعل بعض رجال الدين وخطاباتهم المتزمتة والمغلقةrlm;,rlm; وإنما هو تعبير عن عديد العوامل الأخري ومنهاrlm;:rlm; القيود المفروضة علي المجال العام السياسيrlm;,rlm; وقمع مبادرات الفعل السياسي والاجتماعي والثقافي الحر أو التلقائيrlm;,rlm; بعيدا عن أجهزة الدولة والسلطة السياسيةrlm;,rlm; وضعف المشاركة السياسيةrlm;,rlm; وانسداد هياكلها عن قبول التعدديات الاجتماعية والسياسية والدينية ومصالحها وممثليها داخل المؤسسات السياسية علي اختلافهاrlm;.rlm; ثمة هيمنة لمنظومة من القوانين المقيدة للحريات العامة والشخصية علي حرية المواطنينrlm;,rlm; ولاسيما تلك التي تميز بين المواطنين علي أساس المعيار الدينيrlm;,rlm; سواء في الحقوق أو الواجبات العامةrlm;,rlm; أو التي تقيد من حرية التدين والاعتقادrlm;,rlm; وممارسة الشعائر الدينية المنصوص عليها دستورياrlm;.rlm;
عديد القيودrlm;,rlm; والفراغات السياسيةrlm;,rlm; التي أدت إلي تمدد الغلاة والمتزمتين من رجال الدينrlm;,rlm; وبعض المؤسسات الدينية الرسمية كما حدث في السلطة الكنسية علي المسيحيين المصريينrlm;,rlm; وثمة نظائر إسلاميةrlm;/rlm; سياسية وغيرهاrlm;,rlm; أو بعض الجمعياتrlm;,'rlm; الأهليةrlm;',rlm; أو الحركة السلفية التي هيمنت رمزيا علي الفراغات عبر تركيزها علي بعض الآراء الفقهية المحافظة والمتشددة من الحجاب إلي النقابrlm;.rlm; ذهب بعضهم داخل دوائر المؤسسة الرسمية إلي اعتبار الحجابrlm;'rlm; جزءا من الأمن القومي المصريrlm;',rlm; وآخرون إلي اعتباره أحد ثوابت العقيدة الإسلامية وإدراكاتهاrlm;...rlm; إلخrlm;!rlm; وليس بوصفه جزءا من مكارم الأخلاقrlm;,rlm; أو أحد خيارات الحرية الشخصيةrlm;,rlm; وبما لا يخل بالنظام العامrlm;!rlm; ثم تم الانتقال إلي المرحلة الثانية في السيطرة الرمزية علي المجال العامrlm;,rlm; وهي تمدد ظاهرة النقابrlm;,rlm; ولم يعد مجدياrlm;_rlm; في ظل تنازلات وتراجعات بعض أجهزة الدولة ـ لهؤلاء الغلاة سوي توجيه بعض من اللغة الخشنة ـ ولا أزيد ـ إلي بعض المعتدلين من مشايخ الأزهرrlm;,rlm; وعلي رأسهم الإمام الأكبرrlm;,rlm; ومحاولة تجريح آرائهم عبر التلفازات الفضائية السلفية المغاليةrlm;,rlm; والمواقع النتيةrlm;,rlm; وفي بعض المساجد والزواياrlm;,rlm; وشاركهم في ذلك بعض رجال المؤسسات الدينية الرسميةrlm;,rlm; علي نحو أدي إلي مشاكل مختلفة اجتماعياrlm;.rlm;
بعض الخطاب الديني الإسلاميrlm;,rlm; والمسيحي المتشدد والمحافظrlm;,rlm; يؤسس لسيطرة رجال الدين علي الحياةrlm;,rlm; وفي قلبها السياسة علي نحو أو آخر من خلال التركيز علي شكلانيات التدين ومظاهره الطقسية والرمزيةrlm;,rlm; ولم يعد التدين تجربة عميقة داخل الذات تطهرها دوريا من الآثام والخطايا ونزعات الشرrlm;,rlm; وتعظم من الخير والتسامح والعدالة والمساواة وحسن المعاملةrlm;...rlm; إلخ مع الآخرين أيا كانت انتماءاتهمrlm;.rlm; محور تعظيم أشكال التدين ورموزه الظاهرةrlm;,rlm; يؤدي إلي شيوع الاستعراضات السلوكية ـ عبر نظام الزي والعلامات واللحي ولغة الخطاب اليومي المرموز دينيا ـ إلخrlm;-,rlm; والمغالاة في أدائها حتي يؤدي ذلك في بعض الأحيانrlm;-rlm; ولدي بعضهم دون الآخر ـ إلي ستر الخطاياrlm;,rlm; وإخفاء مضمرات النفس الأمارة بالسوءrlm;,rlm; أو بعض أشكال الخروج علي قانون الدولةrlm;,rlm; كما تشير إلي ذلك بعض صفحات الحوادث بالصحفrlm;.rlm;
المحور الثانيrlm;:rlm; هو تسييد خطاب كراهية الآخرrlm;,rlm; بدعوي تهديده لإيمان وعقائد الجمهورrlm;,rlm; وإبراز الاختلافاتrlm;_rlm; لا المشتركات في القيم العامةrlm;_rlm; أو التركيز علي التناقضات من وجهة نظر الغلاةrlm;.rlm; إشاعة ثقافة الكراهيةrlm;,rlm; هي تعبير عن إنتاج للحواجز النفسية بين المصريين المتعددي الديانات والمذاهبrlm;,rlm; بل وتؤدي إلي إنتاج الخوف وتعميمهrlm;,rlm; وهو ما يؤدي إلي تيسير السيطرة الرمزية والدينية من بعض رجال الدين علي إتباعهrlm;.rlm;
من قلب الخوف يولد الإرهاب ومعه تنطلق السيطرة علي الأرواح والعقول والأجسادrlm;,rlm; ومن ثم نكون إزاء ظاهرة سياسية بامتيازrlm;,rlm; وعبرها تظهر التواطؤات والتحالفات العلنية والضمنية بين بعض أجهزة السلطة والصفوة السياسية وبعض رجال الدين ـ أيا كانت دياناتهم ومذاهبهمrlm;-,rlm; وبعض الحركات الدينية المتشددة التي ترتدي وجوه الدعوة والعقيدة والإيمان والأخلاقrlm;,rlm; بينما الهدف الاستراتيجي سياسي واجتماعي تمييزي بلا نزاع من خلال مد نطاق الهيمنة الرمزية علي الفضاء العام والخاص معاrlm;,rlm; وعندها لا نكون إزاء دولة مصرية حديثة وثقافة مدنية وأمة وقومية حديثة ومعاصرةrlm;,rlm; وإنما نكون إزاء انقلاب صامت حدث فعلاrlm;!rlm;


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
nero
nero -

خارج الموضوع عذرا