أوباما وإيران.. ما الجديد?
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عبدالعظيم محمود حنفي
لا أحد يستطيع أن يتنبأ بما قد يتحقق من إنجاز بشن هجوم عسكري محدود على المنشآت النووية الإيرانية
في خطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة أعلن الرئيس أوباما أن طهران يجب أن تعرض تمسكها الواضح والصادق بالطابع السلمي لبرنامجها النووي. وأن الولايات المتحدة تنطلق من أن الباب ما زال مفتوحا أمام إيران لتسوية ديبلوماسية إن أرادت إيران نفسها الدخول.
واقع الامر ان اوباما قام بتغيير تكتيكات الادارة السابقة ازاء ايران ولم يغير الستراتيجية وفق ما عرف بسياسة اليد الممدودة تجاه طهران والاستعداد للتفاوض معها وفق صيغة 5+1 بعد ان كان بوش يشترط وقف التخصيب, ولكن هذه السياسة ثبت فشلها, لكن بفضلها حصل اوباما على دعم روسي صيني ادى الى ان يوافق مجلس الأمن هذا الربيع على أشد وأشمل مجموعة من العقوبات قاطبة ضد إيران. وأتبعها الاتحاد الأوروبي بتطبيق نشط لذلك القرار. وهناك كثير من الدول التي تعمل على تطبيق عقوبات إضافية تتخذها من جانبها بما فيها أستراليا وكندا والنرويج , واليابان أخيراً. وادارة اوباما تعتقد أن إيران بدأت تحس بالتأثير الكامل للعقوبات. فعلاوة على ما تتخذه الحكومات من تدابير فإن القطاعات المالية والتجارية الدولية قد بدأت أيضا في إدراك المجازفات التي ينطوي عليها التعامل مع إيران. وترى واشنطن ان العقوبات والضغوط ليست غاية بحد ذاتها. فهي لبنات بناء النفوذ والتأثير للتوصل إلى حل تفاوضي لاتزال واشنطن ملتزمة به. وتشير تقارير غربية الى ان الحرس الثوري ومؤسسات ايرانية اخرى تتأذى وتشتكي من العقوبات وبالاضافة الى ذلك, ان العقوبات من شأنها ان تخفف من حركة تخصيب اليورانيوم وتؤخر البرنامج النووي الايراني ما يسهل امكانية تنفيذ ضربة عسكرية اسرائيلية او اميركية للمنشآت النووية في وقت لاحق. كما ان النظام الايراني لن يتمكن من تحقيق وحدة داخلية خلفه لان الصدع الذي نتج عن التجديد لاحمدي نجاد رئيسا اكبر من ان يرأب.
وهكذا تستمر الادارة الاميركية في ستراتيجيتها القديمة الجديدة في التصعيد المتدرج والمتواصل ضد ايران لدفعها لتجميد طموحاتها النووية , اما الخطوة القادمة فهناك رايان: الاول سياسة الردع من خلال توسيع دائرة المظلة النووية الاميركية الى الشرق الاوسط بشكل يردع طهران, اما الثاني فهو يرى ضرورة تنفيذ واشنطن ضربة عسكرية ضد البنية التحتية الايرانية وتدمير البنية العسكرية الايرانية وتحديدا التقليدية منها ليؤدي الالم الذي ستصاب به طهران الى تغيير سياستها.
في حين ترى أغلبية مراكز الدراسات الستراتيجية الاميركية "ان تقييم مخاطر ونتائج عمل عسكري وقائي ضد إيران تحدٍ تحليلي صعب لما يكتنفه من غوامض عسكرية وسياسية, وما ينطوي عليه من رهانات كبرى. والديبلوماسية هي أفضل خيار على الإطلاق في الوقت الحاضر, على الأقل طالما أنها توفر ولو فرصة ضئيلة للنجاح. "ورغم ذلك, فان الولايات المتحدة ربما وصلت الى استنتاج أن الديبلوماسية قد استنفذت وسائلها وبات يتعين النظر في الخيارات الأخرى, وهي العمل الوقائي والعمل الردعي. ويجب أن يظل العمل الوقائي خياراً من أجل تعزيز الدبلوماسية, ولأنه قد يكون ضرورياً في وقت ما.
وعلى ان ادارة اوباما دخلت في المرحلة التي يقوم فيها المسؤولون باستخدام المخططات الاحترازية المتوفرة في السجلات وإيجاد معلومات استخباراتية جديدة بشأنها وكذلك البحث عن الأهداف التي يمكن قصفها بالإضافة إلى تحديد نوعية الأسلحة التي يجب استخدامها وعددها والأماكن التي سيتم إسقاط تلك الأسلحة فيها. وسبق ان اعلن رئيس أركان الجيوش الأميركية الأميرال مايك مولن أن خطط الهجوم على إيران جاهزة, وهي خيار مطروح وسيبقى وما يؤكد هذا التصور: ان الولايات المتحدة ما زالت تواصل ارسال المزيد من قطعها البحرية إلى مياه الخليج. كما نصبت بطاريات جوية وأخرى مضادة للصواريخ قبالة السواحل الإيرانية علاوة على قيامها بالضغط على عدد من الشركات العالمية لقطع تعاملاتها مع إيران في اطار جهد منظم ومنسق ضد طهران. وهناك من رأى أن إبرام صفقة للسلام الإسرائيلي-الفلسطيني ربما يكون السبيل الأمثل لتحييد الطموحات النووية الإيرانية وضمان الاستخدام السلمي لقدراتها النووية. و أن نجاح المفاوضات السلمية الجارية الآن, يتوقف على قدرة الولايات المتحدة على تجسير الفجوة في مواقف الطرفين المتفاوضين من العملية السلمية.
لا أحد يستطيع أن يتنبأ بما قد يتحقق من إنجاز بشن هجوم عسكري محدود على المنشآت النووية الإيرانية, أو بتكاليف مثل هذا الهجوم, وما قد يسفر عنه من نتائج. بيد أن الكثيرين في واشنطن يرون ان التقاعس عن العمل, وتقبل إيران كقوة نووية يفرضها الأمر الواقع, يهدد بمستقبل أشد خطورة وربما أكثر تكلفة.