أي بدائل يا عمرو موسى؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عبد الرحمن الراشد
يوم قرر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أن يتخلى عن المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، كوفئ بموقفين عربيين، الأول: أن الجامعة العربية قالت إنها ستدرس الخيارات البديلة من أجل تحرير الأراضي الفلسطينية، والثاني: مرشد الإخوان المسلمين الذي عيَّر تراجع عباس بالهزيمة، وبشر الشعب الفلسطيني بأن السلطة، أعني السلطة الفلسطينية لا الإسرائيلية، توشك أن تلفظ أنفاسها.
أما الجامعة العربية، فلأن أمينها العام عمرو موسى متورط بين فريقين عربيين: واحد مع التفاوض، وآخر لا يريده، فقد حاول التوفيق بالتأجيل، فوعد الجميع بأن القمة العربية المقبلة في سرت تنوي البحث في الخيارات البديلة مكافأة لعباس؛ لأنه أوقف المفاوضات. نظريا لا يوجد إلا بديلان: إما الحرب وإما الفرجة. كل الذين مع الحرب يريدون غيرهم أن يحاربها، مرددين الآية "اذهب أنت وربك فقاتلا". يريدون من اللبنانيين فتح الجبهة الجنوبية، وحماس تريد محاربة إسرائيل عبر الضفة الغربية لا غزة، لكن لا الأردنيين ولا السوريين ولا فلسطينيي السلطة ولا فلسطينيي حماس يرغبون في فتح أراضيهم لمقاتلة المحتل الإسرائيلي. هذه الحقيقة معروفة للجميع، ما يعني استحالة اعتماد خيار الحرب. والخيار الثاني هو الجلوس خمسين عاما أخرى في انتظار أن يعجل الله بالفرج.
أما لماذا اختار الرئيس الفلسطيني الهروب من المفاوضات، فالأرجح لأنه يعتقد أنه يحقق بذلك ثلاثة أهداف: إسكات ناقديه مثل حماس، وإصلاح سمعته، فيصبح بطلا على اعتبار أن التفاوض يصنف استسلاما والجلوس بطولة، والثالث: لأنه سمع من أطراف مهمة أنه لا أمل من وراء هذه المفاوضات، وبالتالي لا داعي لتجربة الحمل فيها ميؤوس منه.
ولا بد أن عباس فوجئ أنه بدلا من أن يتلقى الورد على تحديه لإسرائيل ورفضه ضغوط أميركا تلقى اللكم والرفس من ناقديه مثل محمد بديع الذي أهداه سيلا من السب والدعاء عليه. وبديع هذا هو مرشد الإخوان المسلمين، الذي يفترض أنه زعيم الأمة الإسلامية، بحسب التفكير الإخواني الدولي، وبروتوكوليا يوازي المرشد عند الإيرانيين! ومرشد الإخوان أيضا، بروتوكوليا، رئيس قادة حركة حماس، وكان إسماعيل هنية من أوائل من اتصل ببديع، ولم يكتف بتهنئته بالمنصب، بل بايعه أيضا! ولأن حكومة أبو مازن لا تعرف الردح، بخلاف حكومة المرحوم الراحل ياسر عرفات، فقد خسرت الجولة الكلامية.
على أي حال، نحن في انتظار سرت، وعسى أن تفي القمة بما لم تف به القمة الماضية بتقديم المساعدة المالية للفلسطينيين. كما أننا على أحر من الجمر لمعرفة البدائل. ونتذكر أن الرئيس عباس كان قد أبلغ رؤساء تحرير الصحف المصرية بأن العرب فكروا في قمة سرت بخيار الحرب، ونسب إلى الرئيس القذافي قوله فيها: "لو كنت شابا لحملت بندقيتين"، وطرح بعضهم ورقة لدعم المقاومة، وعندما زاد تأييد المتحمسين للقتال قال لهم الرئيس عباس: "إذا أردتم إسقاط خيار السلام واعتماد خيار الحرب فنحن سنكون في طليعتكم، لكن أن تحاربوا بالشعب الفلسطيني فهو أمر مرفوض ولن نقبله، ولا شك أنكم علمتم بتصريحات محمود الزهار من حركة حماس، التي وصف فيها عملية إطلاق الصواريخ من غزة بأنها (عمل غير وطني)".
سننتظر مسرح سرت وسننظر من سيقاتل ومن سيقعد مع القاعدين!
التعليقات
النهاية
علي -انطلق موسم الردح في محمود عباس، لأنه قرر اقتران استمرار المفاوضات بوقف الاستيطان. لقد ارتكب جريرة كبرى. ممنوع عليه أن يقول لا، لأن ليس لديه بدائل. علما بأن التفاوض لم ينتج شيئا، أي أنه بدوره ليس بديلا، وإنما غطاء للاستمرار في بلع الأرض بالاستيطان. اختفت العبارات الطنانة التي كان الإعلام الحكومي العربي يتحف بها محمود عباس. جاءت لحظة الهجوم عليه.. هذه مؤشرات نهايته.
التفاوض للتفاوض
محمد مهنا -يبدو ان السيد الكاتب يؤمن بالمبدأ الاسرائيلي,اي التفاوض من اجل التفاوض,فهو يدعو السيد عباس التفاوض عشرات السنين او مئات السنين,فقط لكي نقول للعالم باننا نفاوض وباننا ننشد السلام,هذه هي العقيدة الانهزامية والتي تدعونا للخنوع امام عدو لايحيد عن اهدافه ويشجعه بعض الحكام والكتاب من امثال السيد الكاتب.
كلمة حق
د محمود الدراويش -يبدو ان استاذنا عبد الرحمن الراشد يدعو لان نصفق لعباس ونثني عليه ونثمن ونبارك فشله وضياعه وما الحقه بالقضية من تراجع واذي وما سببه لنا من ضياع , وانا اشهد انني كنت مشفقا على عباس ومنذ بداية المفاوضات فقد اظهر الرجل سذاجة سياسية , وارتباكا وتخبطا وتوترا لم يقدم لشعبنا وقضيته الا مزيدا من الخسارة والبؤس والضياع , لم يقدر عباس ولم يضع في حسبانه قدرة الصهاينة على قول لا بالفم العريض للادارة الامريكية ولعرب الاعتدال , والمبادرة العربية شاهد على هذا الامر فلم يعرها الصهاينة اي اعتبار رغم ما تقدمه من نوايا وما تتضمنه من جدية ورغبة في تحقيق السلام ,ولم ياخذ عباس المسالة الايديلوجية الصهيونية بعين الاعتبار خاصة في ظل حكومة يمينية متطرفة تعطى الاعتبار الاعظم للمسالة الدينية وللفكر والايديلوجية الصهيونية المتطرفة و المتزمتة بطبيعتها,وافرط بجهالة في تقدير نوايا الصهاينة وجديتهم في مسالة السلام وقدرة المجتمع الدولي في الضغط على الصهاينة , واستخف باوراق الضغط الشعبي الفلسطيني تماما وجرد نفسه من اي دعم او التفاف شعبي , وصدح ومرح خارج سرب شعبه وثوابته العقلية والعاطفية , ووقف امام الصهاينة عاريا لا يقف معه الا بطانته وجموع مستشاريه ,الذين لا يهمهم الا بقاؤهم ومنافعهم ليس الا , ولم يقدموا له نصحا او محاولة تصحيح مساره وثنيه عن اندفاعه الاعمى باتجاه الصهاينة والادارة الامريكية, بل وقفوا موقف المطبل والمثني والصامت المبارك لنهجه رغم معرفة الكثيرين بخطله وزلله ,وقمع كل راي مخالف وابعد كل غيور على قضيتنا ووطننا ,وقدم نفسه حارسا وحاميا للصهاينة مستجيبا طيعا لاوامرهم, ينسق معهم لهدف واحد هو حمايتهم وتامين الامن لهم , وما تردد في القتل والاعتقال والتعذيب والملاحقة وتقارير منظمات عربية وفلسطينية ودولية شاهدة على تعسفه وبطشه بابناء شعبه ,اضافة الى الممارسات اليومية البشعة للاحتلال في طول الضفة وعرضها , لقد تصرف عباس بجهالة سياسية وقلد بدقة الراحل انور السادات , لكنه فشل تماما في تقدير حجم مصر وقوتها العسكرية واوراق الضغط لديها ,لقد كان نموذج عباس في التعامل مع الصهاينة نموذجا للاسفاف والابتذال والانحطاط السياسي ليس الا , هل من المعقول ان يذهب عباس وبطانته الى المفاوضات دون احتياطات ومحاذير احتمال فشله وفشل الوسيط الامريكي في اقناع الصهاينة ,بمشروع مسخ للسلام وعلى حساب حقائق التاريخ وعدالة ا