ماذا قبل وبعد زيارة نجاد إلى لبنان؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
آمال عربيد
زار لبنان الدكتور محمد خاتمي كأديب ومفكر سنة 1996، وشارك اللبنانيين بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم السياسية في عدة محاضرات فكرية! أحدث من خلالها ضجة فكرية وإعلامية، لفتحه باب حوار الحضارات على كل الثقافات الشرقية والغربية التي يتمتع بها لبنان خاصة، فاعتبره خاتمي نموذجاً سياسياً وثقافياً متطوراً على صعيد التعددية الدينية والثقافية، مع إمكانية إقامة حوار حضاري فيه لمواجهة الطروحات السياسية والفكرية الغربية، وخاصة الأميركية، التي تبنت قاعدة "صدام الحضارات" في تعاملها مع دول العالم الثالث! وأسس خاتمي بعدها مركزاً لحوار الحضارات ليجمع بين أدباء العالم ومفكريه، ثم عاد إلى لبنان رئيساً لإيران في سنة 2003، واعدا إياه بتبادل علاقات ثقافية واقتصادية وسياحية ووديعة مالية بعد "باريس 2" تحييه من جديد، بعد عناء حربه مع إسرائيل بمساندته لحزب الله حكومة وشعباً! وحمل الشعب اللبناني بعد هذه الزيارة محبة للشعب الإيراني كنموذج حضاري متقدم بالنسبة للمنطقة، ليجمع شتى الحضارات بملتقى ثقافي متواز ومنسجم، دون نبرة التعالي والتفوق ولغة الوعد والوعيد لعلمائه ومثقفيه! التي أحدثها خلفه نجاد بعد توليه رئاسة إيران!
ما حدث بعدها من تغيرات استراتيجية سياسية وعسكرية، أدى الى سيطرة أميركية على المنطقة (تقسيم العراق واحتلال أفغانستان)، وأحدث خرقاً ظاهراً في جدار روسيا العسكري لينعكس إيجاباً على إيران بدعمها عسكرياً واقتصادياً لتحارب بها أميركا بمواجهة عسكرية غير مباشرة! مما جعل النظام الإيراني الحالي يستقوي بالسلاح النووي، محاولاً المشاركة في نيل حصته من عمالقة الحرب عند تقسيم المنطقة! وبدأت سلسلة المناورات السياسية بتغير نبرة الخطابات الإيرانية من الانفتاح بالحوار مع الحضارات إلى رفض الغرب بكل ثقافاته! وانعكس هذا على أرض لبنان وتغيرت لغة أعلام المقاومة الإسلامية اللبنانية "حزب الله" من الجهاد لتحرير لبنان وفلسطين من إسرائيل، إلى تهديد الداخل اللبناني لاختلاف العقيدة والمصالح، وسادت لغة التخوين والعمالة لكل من يحتوي ثقافة الغرب أو يحاورها، لتطبق عليه ثقافة الموت!
ماذا ستُحدث زيارة نجاد إلى لبنان من تطور على الساحة اللبنانية؟ هل ستتغير النبرة العدائية من حزبه تجاه من يخالفهم الرأي ويطلب إعادة التحقيق من جديد في اغتيال الحريري، أم سيفتح حرباً مع إسرائيل من لبنان للضغط مجدداً على المجتمع الدولي لإلغاء المحكمة الدولية، ويخفف من العقوبات الدولية عليه؟ هل سيبني للبنان ملاجئ نووية لحمايته من أخطار حربه مع العدو الإسرائيلي؟ هل ستشارك سوريا حليفته الودودة بفتح جبهة الجولان لتثبت حُسن نيتها تجاهه، أم تكتفي بتهريبها الأسلحة للعراق ولبنان، أم سيوقع اتفاقية اقتصادية وثقافية وعسكرية مع لبنان؟