لو كنتُ محلّ نجاد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
هاشم عبده هاشم
** لديّ شعور قوي بأن زيارة الرئيس الإيراني (محمود أحمدي نجاد) إلى لبنان لن تتم كما هو مقرر لها.. يومي الأربعاء والخميس القادمين..
** ليس.. لأن لبنان الرسمي سوف يعتذر عن إتمامها..
** وليس .. لأن الأجهزة الأمنية الإيرانية.. تتخوف على حياة محمود أحمدي نجاد من تعريضها للخطر في هذه الزيارة..
** وليس .. لأن حزب الله اللبناني قد اكتشف مؤخراً بأن هذه الزيارة سوف تغذي روح الاحتقان.. وبالتالي فإنه لا يرى مصلحة في انجازها..
** وليس .. لأن القوى اللبنانية الأخرى تنظر إلى الزيارة وكأنها ستكون من باب صب الزيت على النار.. وبالتالي فإنها تبذل جهوداً قصوى لإلغائها..
** وإنما لأن فخامة الرئيس الإيراني (محمود أحمدي نجاد) نفسه قد لا يرى أن في إتمام هذه الزيارة مصلحة حقيقية .. لا لإيران ولا للبنان في هذا الوقت بالذات..
** وإنما أيضاً لأن حكمة مرجع كل السلطات في إيران ( على خامنئي) قد تغلبت في النهاية .. ورأت ان قيام (احمدي) بهذه الزيارة ضار وغير مفيد.. وبالتالي فإنه سوف لن يباركها..
** وإنما كذلك.. لأن أجهزة صناعة القرار السياسي في إيران بدأت تفكر بصورة مختلفة.. وبموضوعية شديدة.. في إعادة صياغة مواقف إيران.. وسياساتها.. وتوجهاتها.. في المنطقة بشكل عام وليس في لبنان فحسب..
** ولست أدري إن كان هذا قد حدث بالنسبة لي.. كنتيجة لتحليل سياسي عام.. ام انه لايعدو ان يكون مجرد تمنيات ليس أكثر..
** لكن الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان هي .. ان هذه الزيارة - في حالة إتمامها - ستكون كارثة كبيرة بحق لبنان.. وبحق إيران.. وبحق المنطقة بأسرها..
** فلا هي ملائمة من حيث التوقيت..
** ولاهي مناسبة من حيث القضايا التي ستناقشها مع بعض الفعاليات اللبنانية دون البعض الآخر..
** ولا هي مفيدة لإيران على مستوى الداخل الإيراني فضلاً عن انها تزيد مواقف الأطراف المعادية لها في الخارج تشدداً وتصلباً من الوقوف بمواجهتها..
** ولو كنتُ محل فخامة الرئيس (نجاد) لتوقفت عن إتمام هذه الزيارة..ولأعلنت .. بأن لبنان للبنانيين.. وانه لا شأن لإيران بما يحدث فيه.. وأن على جميع اللبنانيين ان يتصرفوا من واقع مواطنيتهم، ولا يستجيبوا لأي ضغوط خارجية.. ولايسمحوا لأي أطراف أخرى بالتدخل في شؤونهم الداخلية.. وان إيران - بعد اليوم - مع كل اللبنانيين.. وليست وراء حزب الله ومعه .. فقط..
** ولو كنتُ محل الرئيس الايراني.. لغيّرت بهذا الموقف بوصلة الأحداث.. ولأعطيت المنطقة والعالم فرصة حقيقية للتعامل مع إيران بصورة مختلفة.. ولدفعتهم إلى الثقة بها.. والتعاون معها على تأمين سلامة المنطقة وليس إلى خلخلتها..
** فهل يحقق لي (الرئيس نجاد) هذه الأمنية.. ويغير صورة إيران في أذهان شعوب المنطقة والعالم.. ويبدأ في مسح تلك الصورة وتصحيحها .. ويفتح الطريق أمام تعاون حقيقي بين بلاده وبين أخوتها.. وأشقائها.. وجيرانها .. على أسس جديدة .. وبناءة ؟
***
ضمير مستتر:
**(هناك فارق كبير بين الأحلام والتمنيات.. وبين حسابات المصالح الضيقة.. والسياسات القائمة على الهيمنة والتسلط.. في ظل غياب الوعي.. وصوت العقل).