سورية تتجه لتثبيت علمانيتها عبر تأكيد فصل الدين عن الدولة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الإجراءات تتجاوز مسألة الرموز الدينية وتطال سلوكيات وطقوسا في العبادة
دمشق ـ كامل صقر
أكدت مصادر سورية ذات صلة مباشرة، أن التعليمات التي صدرت مؤخراً بخصوص مسألة الرموز الدينية التي يضعها البعــــض على سياراتهم في سورية، لم تقتصر على المسألة تلك واستخـــداماتها، بل طالت جوانب أخرى أبعد وأهم، في سياق تثبيت علمانية الدولة السورية وفصل الدين عن الدولة بجزء كبير من تفاصيل الحياة اليومية والعامة.
وكشفت المصادر، وهي معنية تماماً بما صدر بهذا الشأن لـ 'القدس العربي'، عن أن تعليمات حاسمة صدرت مؤخراً من وزارة الأوقاف السورية تطال سلوكيات دينية متعددة، منها تنظيم الارتياد إلى الجوامع ومنع الاعتكاف فيــــها، كما تطال تنظيم المآدب الرمضانية، والتأكيد على ممارسة الشعائر الدينية في دور العبادة فقط، بحيث يُمنع وجود مصلى في المطاعم، كما يُمنع ممارسة الطقوس الدينية في أماكن العمل وما شابه، ومنع إبراز الأفراد لشعاراتهم التي توحي بانتمائهم الديني أيا كان هذا الانتماء.
المصادر أكدت أيضاً أن القرارات الأخيرة تلك لا تنفصل عما سبقها من توجيهات ذات صلة، ومنها منع دخول المنقبات لحرم الجامعات السورية والحكومية والخاصة من قبل وزارة التعليم العالي، وإبعاد وزارة التربية لمئات المعلمات المنقبات عن حقل التعليم والتربية إلى قطاعات إدارية خارج هذا السلك، وإعداد مناهج تعليمية تبتعد بالنشء عن التعليم الإيديولوجي.
وجزمت المصادر أن هذا التوجه يشمل معتقدي الديانتين الإسلامية والمسيحية وجميع المذاهب والطوائف والأقليات من دون استثناء، في إجراء نحو تثبيت علمانية الدولة وحصر المظاهر الدينية في أماكنها المخصصة.
وكان وزير التعليم العالي غياث بركات أعطى توجيهات تقضي بمنع دخول الطالبات المنقبات إلى حرم الجامعات السورية، مؤكداً رفضه لهذه الظاهرة التي نُقل عنه أنه اعتبرها تتعارض مع القيم والتقاليد الأكاديمية ومع أخلاقيات الحرم الجامعي، وكانت وزارة التربية السورية أبعدت مئات المدرسات المنقبات عن سلك التعليم إلى وزارة الإدارة المحلية، وبررت إجراءها بهدف الحفاظ على علمانية حقل التربية والتعليم في سورية وعدم أدلجته دينياً من جهة، ولعدم قدرة المنقبات على التواصل الفعال مع الطلبة والتلاميذ خلال الحصص الدراسية، لغياب ملامح الوجه الذي يشكل الحلقة الأبرز في أي عملية اتصال مباشر.
وأوضحت الوزارة حينها ان 'العملية التعليمية تسير نحو العمل العلماني الممنهج والموضوعي، والنقاب لا يتوافق مع متطلبات الواقع التربوي لتتكامل الإيماءات والحركات وتعابير الوجه وإيصال المعلومة للطلبة'، وأوضحت أيضاً أنه سيتم النظر في جميع الاعتراضات المقدّمة من المعلمات، مع حفظ حقوقهن. وبالتزامن مع ذلك أيضا أصدر وزير التعليم السوري غياث بركات قراراً بمنع دخول المنقبات إلى حرم الجامعات السورية.
وأبقت وزارة التربية السورية على كتب التربية الدينية في مناهجها الجديدة، واعتبرت الوزارة منهاج مادة التربية الدينية انعكاسا دقيقا وأصيلا لقيم المجتمع السوري، انطلاقاً من العلاقة الوثيقة بين العروبة والإسلام، وفق تعبير وزير التربية أمام البرلمان السوري.
'