جريدة الجرائد

هؤلاء رجال الكويت أيها... السفهاء!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

جاسم بودي


عندما يتمكن "سفهاء" من ادارة بعض القضايا والملفات والمواضيع، فالنتيجة ستكون ما نراه اليوم من اساءة لاهل الكويت الشرفاء، ومن ضرب في ذممهم المالية وقيمهم الاخلاقية، ومن تنكر لتاريخهم في العمل الخيري، ومحاولة دنيئة لتسويد اياديهم البيضاء التي هي انقى من وجوههم ومؤامرات جواخيرهم واسطبلاتهم.
عندما يتمكن "سفهاء" من ادارة بعض القضايا والملفات والمواضيع فانهم يسيئون ايضا الى انجاز تاريخي ترأسه صاحب السمو الامير منذ عام 1954 وكانت له اشراقاته في مختلف الدول العربية والاسلامية.
ليعذرني القراء على هذا المدخل القاسي، لكن الامر لم يعد يحتمل الصمت خصوصا اذا تعلق بأهل الكويت ورجالاتها الشرفاء وتاريخهم الناصع البياض. نحن هنا لا نتحدث عن خلاف سياسي او رياضي او اقتصادي. لا نعرض وجهة نظر في مواجهة وجهة نظر اخرى. لا نناقش قضايا خلافية تتعلق بمختلف القطاعات. نحن امام عمل اسود حاقد وصلت سكاكينه الى العظم ويحمل كل بذور الفتنة بين بعض ابناء الاسرة وعموم الكويتيين.
الموضوع يتعلق بـ "اللجنة الشعبية لجمع التبرعات"، وهي اللجنة التي تأسست عام 1954 برئاسة فخرية من سمو الامير الشيخ صباح الاحمد ورئاسة المرحوم العم عبدالعزيز الصقر وعضوية المرحوم يوسف الفليج والمرحوم محمد عبدالمحسن الخرافي والمرحوم محمد بن يوسف النصف والسادة مرزوق المرزوق وبدر العبدالوهاب وجاسم القطامي وعبدالعزيز الشايع (رئيس اللجنة الحالي). واعيد تشكيل المجلس راهنا فضم الى الشايع والقطامي والمرزوق السادة محمود الفليج ورئيس مجلس الامة جاسم الخرافي وعصام الصقر وطارق العبدالوهاب وقيس النصف.
هذه اللجنة التي ضمت، وتضم، كبار رجالات الكويت كانت مدرسة عالمية في العمل الخيري قبل ان تعرف الكويت ودول المنطقة بل وبعض دول العالم نموذجا مثلها. كان المتبرعون فيها هم اهل الكويت على اختلاف تنوعاتهم. بعضهم يتبرع باسمه وبعضهم يوقع باسم "فاعل خير"، وكل شيء يعلن بشفافية وينشر ويعرض على الملأ لجهة المداخيل والجهات التي تذهب اليها التبرعات سواء لبلسمة جراح فلسطين او اعادة إعمار ما تهدم في لبنان ومصر من جراء الاعتداءات الاسرائيلية او بناء المستشفيات والمستوصفات ومد الكهرباء والمياه الى مناطق نائية في دول فقيرة... الى... الى. تطول اللائحة البيضاء من 1954 وحتى اليوم، وهي تحتاج مجلدات لعرضها.
وعمل رئيس واعضاء اللجنة الشرفاء على تنمية مصادر الدخل عبر توظيف المداخيل في قطاعات منتجة مؤكدة الارباح وذلك لتقديم اكبر قدر ممكن من الدعم للمحتاجين.
اليوم، وبعد كل ذلك التاريخ، وتحت مظلة كل هذه الاسماء الكبيرة، يأتي من يريد اقحام اللجنة في خلاف سياسي او رياضي من خلال الاساءة اليها والى رموزها بالقول ان غرفة التجارة وظفت خمسين مليون دينار تابعة للجنة في استرضاءات وترتيبات نيابية كما جاء في منابر تدعم وجهة نظر سياسية لفريق بعينه داخل الاسرة.
هل يعقل ان الرموز التي تولت رئاسة اللجنة بدءا من صاحب السمو الامير الى العم الفاضل عبدالعزيز الشايع مرورا بالمغفور له العم عبدالعزيز الصقر وجميع "الاعمام" الافاضل من رحل منهم ومن اطال الله في عمره... هل يعقل ان هؤلاء جميعا يخونون امانة التبرع ويتصرفون (او يسمحون بالتصرف) بأموال التبرعات لصرفها في استرضاءات وترتيبات نيابية؟ عيب ثم عيب ثم عيب.
هؤلاء الرموز ايها "السفهاء" هم من جعلوا الكويت تحلق بجناحي الديموقراطية السياسية والتنمية الاقتصادية الى جانب الحكماء... حكام الكويت.
هؤلاء الرموز هم من رسموا خريطة السيادة والاستقلال وسطروا الدستور وبنوا اعمدة النظام السياسي الحر الديموقراطي التعددي الذي سبقنا فيه كل دول المنطقة.
هؤلاء الرموز هم اشرف وانقى من ان تستطيعوا انتم وامثالكم تلطيخ مسام واحد من اياديهم البيضاء او تخلقوا بممارساتكم عداوة بينهم وبين ابناء الاسرة الآخرين المحترمين العاقلين.
والى ولي الامر، ومن بعده "اعمامنا" الافاضل ورجالات الكويت، نقول ان الموضوع يتطلب "فزعة" وطنية اجتماعية اخلاقية، نعم اخلاقية، لوقف العبث الذي يمارسه بعض منفلتي العقل والبصيرة من داخل الاسرة ومن خارجها ضد القيم والكرامات والسير البيضاء والتاريخ المشرف، لأن النار ستطول البيت كله واولهم... مشعلوها.




التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف