جريدة الجرائد

محللو الفضائيات العربية والبعبع الإيراني

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إبراهيم الأمير

وسط آراء واسعة النطاق بأن العقوبات الاقتصادية لن توقف البرنامج النووي الإيراني، وأن طهران لن تتراجع عن موقفها للمحافظة على ما يمكن الحفاظ عليه لأجل استقرارها الداخلي، لم يعد خافيا على أحد أن أمريكا ستخوض حربها لحماية إسرائيل.
إذن طبول الحرب تقرع والضوضاء الإعلامية حول حتمية المواجهة في تزايد. يزيدها تأجيجا القنوات الفضائية العمياء باستضافتها السياسيين المتعجلين الذين صوروا لنا الدول العربية والخليجية طرفا خاسرا في هذه الحرب. فلا توجد خيارات أمامهم سوى التسليم، باعتبار أن مبدأ الدبلوماسية الحذرة لم يعد مجديا. وستكون النتيجة المؤسفة (كما يرون) أن نفيق على خبر عاجل بقناة العربية مفاده اندلاع الحرب ونقل مباشر لأكبر كومة من الجثث في تاريخ البشرية.
وبصرف النظر عما إذا كانت الحرب هدفها تدمير أجهزة الطرد المركزي الإيرانية، فإن فهم الموقف لتغيير الشرق الأوسط يستند على إدراك حقيقة الرغبة الانتقامية السحيقة الممتدة جذورها إلى كينونة الوجود الإسرائيلي والحضارة العربية-الفارسية.
العجيب أن السياسيين الواقعيين خالفوا تلك التحليلات المتعجلة، حيث استنتجوا أن العواقب المحتملة للمواجهة المسلحة مع إيران محدودة التأثير، وذهبوا إلى أن ما تملكه دولة خليجية واحدة من سلاح جوي كفيل بقصف البنى التحتية الإيرانية وسحق صناعاتها وإسكاتها في غضون أيام، خاصة بعد تساقط حلفائها وطلاقها من سوريا طلقة غير بائنة وتحجيم حماس، وهي الرسالة التي فهمها حزب الله جيدا فأضحى يدافع جاهدا عن نفسه ليتبرأ من اغتيال الحريري. إذن فلتندلع الحرب بدلا عن الاستمرار في التخويف بالبعبع الإيراني وتواصل الاستنزاف الاقتصادي للشرق الأوسط. ربما عند قول هذا الأمر ستدخل على قائمة المنافسة قناة الاقتصادية لتنقل لنا خبرا يشير إلى اشتعال أسعار البترول إلى حدود المائتي دولار وهو ما سيملأ قطعا خزينة دول الخليج بالدولارات.
الشاهد.. دعونا نغلق آذاننا عن سماع أقوال أولئك المتعجلين وهؤلاء الواقعيين لنلتفت إلى من هم أهم. فثمة إشارات تلوح في الآفاق عن وجود علاقة سامية ـ فارسية خفية تسعى لتحقيق مصالح مشتركة في المنطقة. وهذا الأمر بطبيعته لن تفوته قناة الجزيرة وربما تستضيف سياسيين متشائمين ينسجون لنا خيوطا رفيعة تثبت بالدلائل وقوع صفقة ثنائية آثمة بين أمريكا وإيران قبل 3 سنوات، لتمكين الأخيرة من منطقة الخليج مقابل إنعاش الاقتصاد الأمريكي من مبيعات الأسلحة.
وفي حال تحقق هذه النبوءة المخيفة سيكون لزاما على سكان الخليج إنشاء قناة فضائية استثنائية تتفرد باستضافة سياسيين منطقيين يدعون لتوحيد وزاراتهم (النفط والخارجية والدفاع) لمواجهة الواقع المرير، فإيران وإسرائيل وجهان لعملة احتلالية واحدة بدأت بجزر الإمارات ومرت بأراضي فلسطين وسوريا ولبنان وستنتهي إلى حيث لا ندري.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف