جريدة الجرائد

رحيل «أم كلثوم إيران» في فرنسا عن 86 سنة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

باريس


غيب الموت أمس المغنية الإيرانية الكبيرة أشرف السادات مرتضائي، المعروفة باسم "مرضية"، عن 86 سنة، في المستشفى الأميركي في باريس، كما اعلن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي كانت تنتمي إليه.

وجاء في البيان الذي اصدره المجلس الوطني، وأكبر فصائله "منظمة مجاهدي خلق"، ان "نجمة الأغنية الإيرانية" مرضية توفيت أول من أمس "بعد صراع مرير مع مرض السرطان".

وأوضح ان مرضية شكلت "صخرة بوجه النظام الديني ولم تتراجع قيد أنملة في نضالها ضد الاستبداد اللاانساني الذي يمارسه الملالي".

وكانت مرضية، فنـــانة ذات شـــعبية لـــدى الشـــعب الإيراني مع ستين سنة من العطاء والنشاط الفني اللامع، وهي مستشارة رئيسة الجمهورية التي انتخبتها المقاومة مريم رجوي في شؤون الفنون وعضوة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.

وبدأت مرضية حياتها الفنية ممثلة مسرحية في طهران عام 1942. ولاقت نجاحاً كبيراً في الستينات والسبعينات، فصارت تقدم برنامجاً يومياً في الإذاعة تحلل فيه الأعمال الكلاسيكية في الموسيقى الإيرانية والأغاني الحديثة.

وأجبرها قيام الثورة الإسلامية في ايران عام 1979 على الانكفاء، ثم غادرت ايران عام 1994 معلنة التزامها مع "منظمة مجاهدي خلق".

وغنت مرضية ("أم كلثوم إيران") في حياتها امام ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية، والرئيس الفرنسي الجنرال شارل ديغول، والرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون، وقدمت حفلة في باريس في نيسان (ابريل) 2006.

وقال المجلس الوطني انه سيعلن لاحقاً موعد تشييع جثمان الفـــقيدة، وكذلك برنامج حفلة التأبين.

يذكر ان وزير الداخلية الفرنسي السابق شارل باسكوا منع في عام 1994 حفلة كانت مقررة لمرضية في قصر المؤتمرات في باريس، غداة هروبها من ايران والتحاقها بمنظمة مجاهدي خلق المعارضة. وشهدت العلاقات بين طهران وباريس توتراً، آنذاك، كان لا يحتاج الى مزيد من "الاستفزاز".

والمغنية الكبيرة الراحلة اقتحمت ميدان الفن في زمن صعب كان يزدري المغنين والعازفين. لكنها نشأت في بيت متفتح وسمح لها والدها بالتعلم وتلقي ثقافة موسيقية غربية، على غرار ابناء ما كان يسمى بالمجتمع الراقي.

لكنها عندما احترفت الغناء في سن الثامنة عشرة اتجهت الى التراث الإيراني التقليدي وإلى اشعار حافظ وسعدي، وحققت شهرة جعلت منها امتداداً لمطربة شهيرة في النصف الأول من القرن الماضي هي قمر الملوك وزيري.

وفي ايام عزها، كان لمرضية برنامج يومي عن الموسيقى في اذاعة طهران. لكنها لزمت بيتها طوال 15 سنة بعد الثورة، ولم تكن تغني سوى لنفسها وللشجر والطير، كما صرحت إلى محرر صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية قبل سنوات.

ومرضية، التي تنبأ لها طبيب روسي بأنها قادرة على الغناء حتى سن العشرين بعد المئة، كانت نأت بنفسها عن السياسة. وكانت تقول ان "المغني لا يجيد الحديث في السياسة إلا بقدر ما يجيد السياسي الحديث في الغناء".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف