حين يقول الجيش كلمته
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
زيّان
كان من الضروري جدا ان يسمع اللبنانيون عموماً صوت الجيش باعتباره سياج الوطن وحامي الحمى، وسط تطورات متلاحقة ومتسارعة ولا تخلو من الدراماتيكية والتراجيدية، وخصوصا بعدما أضفت عليها زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد طابعا مثيرا جعل واشنطن تبكّر في اعلان موقفاً سلبياً من "الزيارة السيئة بالنسبة الى لبنان".
مما أعطى أهمية إضافية للكلام الصادر عن قيادة الجيش، والذي يضع النقاط فوق الحروف مباشرة، ومن دون أية مواربة، مؤكدا بحزم "ان لا مكان للفتنة في اي ظرف وتحت اي شعار، ولا للمصطادين في الماء العكر"، مع التزام الاستقرار والامن وحماية مؤسسات الدولة من عبث العابثين.
كذلك الامر بالنسبة الى موقف للنائب سليمان فرنجيه، وفي توقيت ملائم للغاية، وفيه يعلن ان معادلة "س. س." مستمرة، وان التواصل السعودي - السوري ما زال قائماً، وتهدئة الحوار السياسي والنضج الداخلي ضروريان لتحقيق الاستقرار.
لقد غادر الديار اللبنانية رجل الاحتفالات المتواصلة، والعجقة السياسية التي ضجّت بها بيروت والمنطقة، وتردد صداها في عواصم الدول الكبرى وتحديدا في باريس مربط خيلنا، ليعود بلد التناقضات والخلافات والسجالات الى المربّع ذاته.
والى بيت القصيد أو بيت الداء.
وإلى رقصة النار حول المحكمة الدولية، وما يحبل به القرار الظني من مفاجآت تهيّأ للبعض انه اكتشف شيئا او جزءا من "المندرجات" التي أخذت البلد من جديد الى حافة الهاوية وحافة الفتنة.
حتى الرئيس الايراني حرص على المرور بقضية المحكمة بلفتة "لمّاحة"، كي لا يُقال انه عبَر من فوقها، او تحاشى الدخول في سجالها.
من هنا كان السؤال عما اذا كان نجاد قد حمل معه كل تلك الاجواء المريحة، وكل ذلك الهدوء السياسي، لترجع حليمة الى عادتها القديمة، ولترجع الاصوات والاصابع والتسريبات الى الرقص في مدار التصعيد حيث تقيم الفتنة.
إلا أن التطمينات غير المباشرة التي تُرجمت بلقاءات ثنائية وموسّعة مع الرئيس الايراني، والتي تكرر خلالها وداخلها التطرق الى موضوع المحكمة وأزمة القرار الظني... بعدما استنفدت ملهاة "شهود الزور" زخمها وبريقها، لم يظهر بعد حجمها وصحتها واهميتها، كما لم يظهر خيرها من شرها وما بين بين.
وهذا ما يجعل الناس يلحّون في السؤال عما اذا كان احمدي نجاد قد أم الثغر ليشقّ الطريق واسعاً امام دخول ايراني موسّع على الخط اللبناني، وليأخذ مكاناً مميزاً وحضوراً مباشراً في واجهة الأحداث، وليصبح الوجود الايراني والدور الايراني من اهل البيت وفي صميم دورة الحياة والسياسة في لبنان.
إلا أن أي تسرّع في خوض غمار قضية بهذا الحجم، قد يكون الآن في غير زمانه ومكانه.