هآرتس: طلب متزايد على الأسلحة الخفيفة في لبنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تل أبيب
كشف الكاتبان في صحيفة هآرتس عاموس هاريل وآفي اسحاقروف عن اتجاه في اوساط المواطنين اللبنانيين الى التسلح خشية من اندلاع اعمال عنف بين حزب الله وتحالف سعد الحريري على خلفية القرار الذي سيصدر عن المحكمة الدولية في اغتيال رفيق الحريري.
وتفيد احدث التقارير الواردة من لبنان أن البلاد تشهد حالة من الخوف ازاء احتمالات الانزلاق الى حرب أهلية، وان الكثير من المواطنين بدأوا يتسلحون تحسباً لاندلاع اعمال عنف بين حزب الله وانصاره من جهة وسعد الحريري وحلفائه من جهة أخرى.
وقد يكون التحقيق الدولي في اغتيال رفيق الحريري الشرارة التي تشعل نار الحرب. فقد اورد موقع الكتروني لبناني اخيراً مقابلة مع احد تجار الاسلحة الذي يعيش في بيروت وقال ان هناك طلبا متزايدا على شراء الاسلحة الخفيفة.
ويقول ان مبيعات الاسلحة بلغت اوجها نتيجة للصدام المسلح الذي وقع في برج ابي حيدر بين مجموعة سنية موالية لسوريا ومسلحين من حزب الله قبل عدة اشهر وادت الى مقتل اربعة اشخاص منهم احد قيادات حزب الله.
ويرى البيروتيون ان اغتيال الحريري ترك ظلالا قاتمة على الحياة اليومية في العاصمة، واصبح يحتل مساحة واسعة من الجدل بين اللبنانيين في الاسابيع الاخيرة.
اتهامات دامغة
ويحفل لبنان بالتكهنات حول التقرير الذي سيصدر قريبا عن المحكمة الدولية التي تتولى التحقيق في اغتيال الحريري، وهناك احاديث عن توجيه الاتهام لقادة كبار في حزب الله، ويرى البعض ان ارجاء المحكمة لتقريرها يعكس رغبة منها في استكمال جمع معلومات دامغة عن تورط هؤلاء القادة في عملية الاغتيال.
ومع تصاعد التوتر في البلاد، تصف مصادر لبنانية مطلعة المناخ العام في البلاد بانه "قاتم" وان هناك عددا من المواطنين الذين يغادرون البلاد.
وفي حال أعلنت المحكمة الدولية أسماء المتورطين، فإنه ليس من المحتمل ان تبادر الحكومة إلى اعتقالهم، ولكن المحكمة مخولة - بموجب القانون الدولي - بمحاكمة المتهمين غيابيا. وفي هذه الحالة، فإن مداولات المحكمة ضد المتهمين ستنشر يومياً على شاشات التلفزة اللبنانية، لا سيما تلك التي لا تخضع منها لهيمنة سوريا أو "حزب الله".
ومن المتوقع أن يكون لهذه المحاكمة تأثير هائل في الرأي العام، فــ "حزب الله"، الذي يشعر بالقلق إزاء الكشف عن تورطه في الاغتيال، سيتخذ خطوات تهدف إلى إضعاف هذه المحكمة. وفي هذه المرحلة، يصر "حزب الله" على ان القاضي الدولي يعتمد في اتهاماته على شهادات مزورة، كما يحاول إقناع الحكومة اللبنانية بوقف تمويل المحكمة (حيث يتحمل لبنان 49 في المائة من تكاليف المحكمة)، ويؤيد مطالب حزب الله عشرة وزراء حتى الآن، والحزب بحاجة إلى صوت وزير واحد إضافي كي ينجح في إيقاف التمويل اللبناني للمحكمة الدولية.
النفوذ السوري
ومن المتوقع ان الحديث عن احتمال اتهام المحكمة الدولية لشخصيات رفيعة في "حزب الله" قد جعل زعيمه حسن نصرالله يفقد صوابه.
فمنذ توليه زعامة الحزب عام 1992 ظل نصرالله يحاول التقليل من عزلة "حزب الله" في الساحة اللبنانية وإلباسه وجهاً لبنانياً وهو يدرك ان اتهام الحزب في اغتيال الحريري سيدّمر سمعته كحزب وطني لبناني ويسيء الى قوته في صناديق الاقتراع.
وقد سعت سوريا - بالتعاون مع "حزب الله" - الى معارضة التحقيق الدولي في اغتيال الحريري، وقد تمكنت سوريا من تعزيز نفوذها في لبنان ثانية خلال الأشهر الستة الماضية، وبدأوا بملء الفراغات التي تركها انسحابهم القسري قبل خمس سنوات، نتيجة الضغوط الدولية واللبنانية التي مورست عليهم اثر اغتيال رفيق الحريري.
وعلى هذه الخلفية، يراقب الخبراء عن كثب تطور العلاقات السورية - الايرانية، فمن الواضح ان السوريين يشعرون بالقلق من محاولات طهران تعزيز قبضتها على الشأن اللبناني، ويراقب السوريون بقلق شديد زيارة الرئيس الايراني احمدي نجاد الى بيروت، وهم يدركون ان احلام اقامة سوريا الكبرى قد تتبخر على ايدي الايرانيين هذه المرة.