جريدة الجرائد

داود الشريان وفهمي هويدي: الفضائيات الدينية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إنها العين الحمراء يا سادة الشرق القطريةفهمي هويديفى الأسبوع الماضي قررت مصر وقف بث خمس قنوات فضائية، ووجهت إنذارا إلى قناتين أخريين، بحجة مخالفتها لشروط التراخيص الممنوحة لها. وفي تفسير ذلك ذكرت بعض الصحف أن تلك القنوات شاركت في التحريض على العنف، وإثارة الجماهير ونشر أخبار غير صحيحة.نشر خبر الإيقاف يوم الأربعاء 13 أكتوبر الحالي، وفي اليوم التالي مباشرة صدرت تعليمات إلى مكاتب 9 قنوات تلفزيونية أخرى تقدم خدمات البث المباشر في القاهرة بضرورة توفيق أوضاعها طبقا للقواعد المنصوص عليها لتجديد التراخيص. واشترطت تلك القواعد ضرورة موافقة اتحاد الإذاعة والتلفزيون على تحريك وحدات البث المباشر. كما اشترطت نقل تلك الوحدات إلى مكاتب دائمة بمدينة الإنتاج الإعلامي التابعة لوزارة الإعلام.في الأسبوع ذاته، صدر قرار حكومي آخر بإخضاع عملية بث الرسائل الإخبارية عبر الهواتف الجوالة لتنظيم جديد، يقضي بضرورة الحصول على تصريح من الجهات المختصة قبل ممارسة تلك الأنشطة، وهذه الجهات تختلف باختلاف طبيعة الخدمة المقدمة. وإن كان من الواضح أن الجهات الأمنية هي المرجع الأساسي في إصدار تلك التصاريح. والتفسير الرسمي الذي قيل في تبرير هذه الإجراء هو أنه اتخذ لمنع إثارة البلبلة في المجتمع، بما يعني إخضاع تلك الرسائل للرقابة المسبقة.هذه الإجراءات اتخذت في أعقاب خطوات أخرى تمثلت في منع بث برنامج القاهرة اليوم الذي كان يقدمه الإعلامي عمرو أديب على قناة أوروبيت. ومنع الناقد الرياضي علاء صادق من تقديم برنامجه اليومي على شاشة التلفزيون الرسمي، لأنه انتقد وزير الداخلية على الهواء. ومنع زميلنا إبراهيم عيسى من تقديم برنامجه على قناة أو. تى. في. ثم تمت إقالته من منصبه كرئيس لتحرير صحيفة الدستور، والانقضاض على الصحيفة لتغيير سياستها وطاقم العاملين فيها.ما أعلن من إجراءات ليس كل شيء. لأن هناك رسائل أخرى لم تعلن مضت في ذات الاتجاه. بعضها طلب من بعض الصحف القومية والخاصة وقف استكتاب أناس معينين، وبعضها استخدم الترهيب الاقتصادي في الضغط على أصحاب الصحف الخاصة، من خلال افتعال المشكلات التي تؤدي إلى إيقاف أنشطتهم الأخرى أو الإيعاز للبنوك للحد من تعاملها معهم. هذا غير الرسائل الشفوية التي تنقل عبر الوسطاء تتضمن إيحاءات مسكونة بالتحذير والتهديد.حين تتلاحق تلك التصرفات خلال الأشهر الأخيرة. فإننا لا نستطيع أن نقول إنها مجرد مصادفات. وبالتالي لا يستطيع المرء أن يقاوم الربط بينها، خصوصا أن موضوعها واحد ولا يخرج عن نطاق الإعلام، كما أن اتجاهها واحد أيضا، من حيث إنها تصب في مجرى التضييق والرقابة وتقييد حرية تداول المعلومات.بعض زملائنا الذين علقوا على تتابع الأحداث حذرونا من أمرين، منهم من دعانا إلى عدم الربط بينها بحجة عدم الاستسلام لنظرية المؤامرة. ومنهم من طالب بعدم تسييس الوقائع، والنظر إليها باعتبارها أحداثا منفصلة كل منها له دلالته الخاصة، التي ليس للسلطة علاقة ضرورية بها.لا نستطيع أن نفصل الحاصل الآن عن الدعوة المبكرة إلى إحكام الرقابة على البث التلفزيوني، من خلال وثيقة تنظيم البث الفضائي التي فشلت مصر في تسويقها من خلال الجامعة العربية قبل سنتين.. وهي خلفية كاشفة عن النية المبيتة مبكرا لتكميم وسائل الإعلام وحصارها. بالتالي فلست أرى وجها سواء لتجاهل تلك الخلفية، أو لاستبعاد الربط بين الوقائع السابقة بعضها البعض، أو بينها جميعا وبين الانتخابات النيابية الراهنة أو الرئاسية المقبلة. وأزعم أن ذلك التجاهل هو من قبيل الاستهبال أو الاستعباط. إذ لا يستطيع أحد أن ينكر أن تلك الإجراءات تخدم هدفا واحدا هو إعداد المسرح للتعتيم على ممارسات "النزاهة" المفترضة في الانتخابات القادمة، خصوصا بعدما قرر الإخوان المشاركة فيها، وأعلنوا أنهم سيخوضون حتى آخر رمق معركة الحيلولة دون تزويرها. الأمر الذي يفسر مثلا لماذا كان ينبغي من الآن أن يوضع البث التلفزيوني المباشر تحت الرقابة الشديدة، ولماذا اتخذت إجراءات إطفاء الأنوار، وإسكات الأصوات، وإظهار العين الحمراء، ولماذا هذه الأيام يُضرب المربوط لكي يخاف السائب.معركة القنوات الدينية الحياة اللندنية داود الشريانقبل أيام أصدرت الشركة المصرية العامة للأقمار الاصطناعية قراراً بإغلاق مجموعة من القنوات الدينية، أبرزها قناة "الناس". رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية "نايل سات" أحمد أنيس، قال أن "أسباب وقف البث الموقت للقنوات هي الحض على كراهية الأديان والفتنة الطائفية، ونشر الخرافات، والترويج لمستحضرات طبية وأساليب علاج غير مرخص بها من وزارة الصحة". لكن أنيس ترك الباب موارباً، وأشار الى إمكان عودة البث في حال تصويب مسار تلك القنوات.القنوات الدينية تمارس رهبانية إعلامية، ليست في مصلحة الإسلام والمسلمين، وهي تمهد للحروب الدينية في المنطقة. لكن بعض الدول العربية ما زال خائفاً، ومتردداً في الوقوف أمام هذه الظاهرة ومناقشة مضارها وفوائدها، واتخاذ قرار جريء وشجاع في شأنها، خشية اتهامه بمحاربة الإسلام... على رغم ان تلك القنوات باتت وسيلة لتحريض مضاد، على الدين والمنطقة، وفرّقت بين المسلمين، وكرّست المذهبية، وخلقت "إسلاماً تلفزيونياً" مغشوشاً يحض على الرهبنة، ويكرّس تسييس الدين، وتديين السياسة. لا شك في ان خلط الدعوة الإسلامية بالمصالح قضية خطيرة. هذا لا يعني ان تلك القنوات تخلو من برامج مفيدة، ودعاة صادقين، يؤدون عملاً عظيماً، لكن المشكلة ليست مع داعية نذر نفسه للدفاع عن الإسلام والمسلمين، بل مع أصحاب مصالح جعلوا الدعوة الإسلامية صناعة ومهنة، ووسيلة للنجومية، والتكسب. والقريب من واقع المحطات الدينية و ما يسمى "صناعة الدين" يدرك ان معالجة هذه الظاهرة بحاجة الى خطة طويلة المدى تستند الى رؤية بحجم الظاهرة وخطورتها. والحل لن يكون بإغلاق هذه المحطات، ومصادرتها. فهذا الحل، فضلاً عن انه يتنافى مع حرية التعبير، سيجعل أصحاب تلك القنوات شهداء، وربما وجدوا في هذه المواجهة وسيلة لتكريس شرعيتهم ودورهم. الأكيد ان القنوات الدينية صارت واقعاً، يصعب الفكاك منه بالقوة، والحل هو إيجاد بديل موضوعي منها. والاعتناء بالإسلام وقضايا المسلمين، في القنوات العامة، بداية صحيحة لوقف هذا المد من القنوات الدينية، فضلاً عن ان التركيز يجب ألا ينصبّ على القنوات الإسلامية، ولا بد ان يتعداها الى كل القنوات الدينية.هذه القضية بحاجة الى قادة رأيٍ في شجاعة أحمد بن حنبل، في مواجهة فتنة خلق القرآن.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هويدي الارهابي
slim -

آآآآآخر واحد يتكلم عن الإرهاب هو فهمي الهويدي الذي هو نتاج أكبر حركة إرهابية في القرن العشرين...حركة الإخوان !!! أما عن الاجراءات الترهيبية التي يعيب كاتب المقال...على الحكومة المصرية استعمال جميع الاساليب القهرية و التاديبة و الترهيبية ضد خصومها لإسكاتهم...و يصرخ مولولا على الحرية و الديموقراطية شهيدة النظام المصري و ديكتاتوريته...هذا الكاتب ينسى او يتناسى ان حركته هي من أكثر الحركات ظلما ز اعتداء و تعديا على الحريات و الديموقراطيات و حقوق الانسان تحت مسميات عدة اولها...الشريعة و الاسلام !! و نظرة واحدة فقط على أنظمة الحكم القائمة على أساس ديني تثبت كم الظلم و التعدي الهااااااائل الذي يعاني منهم مواكنو تلك البلدان !! فإيران و غزة و الصومال و غيرهم...يحكمون بالديد و النار و لا قيمة للانسان لديهم أصلا...و نظرة واحدة على ولية نعمة فهمي إيران...و ما فعلته في مواطنيها حين ثاروا بعد تزييف الانتخابات تبين حجم العنف و سفك الدماء القادره عليها الأنظمة الدينية !!! إذا سيد هويدي...نرجوك تكلم في كل شيء...كل شيء...الا الديموقراطية و الحرية !!!

الأخ slim
haj -

أنت لم تكتب تعليقا . إذا كان الاسلاميون أرهابيين ولايحق لهم الحديث عن الديموقراطية ، فهل الأنظمة العربية الموجودة في مصر وسوريا والعراق ... هل هي أنظمة ديمقراطية؟؟؟؟؟

هويدي الارهابي
slim -

آآآآآخر واحد يتكلم عن الإرهاب هو فهمي الهويدي الذي هو نتاج أكبر حركة إرهابية في القرن العشرين...حركة الإخوان !!! أما عن الاجراءات الترهيبية التي يعيب كاتب المقال...على الحكومة المصرية استعمال جميع الاساليب القهرية و التاديبة و الترهيبية ضد خصومها لإسكاتهم...و يصرخ مولولا على الحرية و الديموقراطية شهيدة النظام المصري و ديكتاتوريته...هذا الكاتب ينسى او يتناسى ان حركته هي من أكثر الحركات ظلما ز اعتداء و تعديا على الحريات و الديموقراطيات و حقوق الانسان تحت مسميات عدة اولها...الشريعة و الاسلام !! و نظرة واحدة فقط على أنظمة الحكم القائمة على أساس ديني تثبت كم الظلم و التعدي الهااااااائل الذي يعاني منهم مواكنو تلك البلدان !! فإيران و غزة و الصومال و غيرهم...يحكمون بالديد و النار و لا قيمة للانسان لديهم أصلا...و نظرة واحدة على ولية نعمة فهمي إيران...و ما فعلته في مواطنيها حين ثاروا بعد تزييف الانتخابات تبين حجم العنف و سفك الدماء القادره عليها الأنظمة الدينية !!! إذا سيد هويدي...نرجوك تكلم في كل شيء...كل شيء...الا الديموقراطية و الحرية !!!

to haj
slim -

هو من اسمك مبين توجهك !! يعني اسمك حاج... أكيد راح تدافع عن الاسلاميين !! ما علينا !! تعليقك أثار انتباهي في شيئين !! أولهما أنك لم تنف صبغة الديكتاتورية و الاستبدادية عن الحركات الاسلامية و الانظمة المستمدة شرعيتها من الاسلام السياسي, و الذي لا علاقة له بالاسلام الحقيقي نهائيا, لأنه إسلام قائم على تجاوز الدين الاسلامي نفسه في سبيل الوصول للحكم, مثل قبول التعامل بالربا مع البنوك العالمية و ارساء علاقات ديبلوماسية مع الكفار قائمة على التنازل عن القيم الاساسية الاسلامية !!! إذا انت موافق على أن الاسلاميين لا يؤمنون بالديموقراكية و لا يحترومون حرية الآخرين, و هذا مستمد من روح الدين الاسلامي نفسها !! فهو دين يسمح للرجل بالزواج من امراة من ديانة اخرى و لا يسمح بذلك للمرأة !! و كل ذلك باعتبار ان الرجل سوف يجبر المراة على اعتناق دينه هو و التنازل عن معتقداتها... و هذا يبين جيدا مدى عدم احترام الاسلام لحريات الاخرين !! أما موضوع العبودية في الاسلام , و الذي ما زال شوكة في حلق الاسلاميين , لا يعرفون كيف يتعاملون معه ...فهو أكثر ما يبين ان الانسان لا قيمة له في الدين الاسلامي... بما أنه سهل جدا لأي انسان آخر أن يمتلكه و يبيعه و يشتريه !! و هذه العقلية هي التي تسود دول الخليج و جعلتها في آخر الدول في مجال حقوق الانسان !! فهم تربوا على دين يسمح لهم بامتلاك الناس و بيعهم و شراءهم و ممارسة الجنس معهم... لأنهم ملك اليمين !! إذا اشكالية الديموقراطية , هي انها صنيعة غربية يرفضها الاسلام...و لكنه مجبر على التعامل معها مثل لآلاف المواضيع الاخرى !! فماذا فعل الاسلاميون ؟ لعبوا عللى الحبال كعادتهم !! ايدوا الديموقراطية...وصلوا بها للحكم , ثم أجهزوا عليها و قضوا على بقاياها !! هذا أولا.. أما ثانيا فهو تساؤلك عن الانظمة العربية و مدى ديموقراطيتها...اجيبك انه لا توجد ديموقراطية عربية..لأنها نتاج دين لا يؤمن بالديموقراطية أصلا !! فالعيب ليس في الديموقراطية بل في مرجعيتنا الدينية التي تجعلنا لا نقبلها !! فكيف يقبل خليجي ان يعامل بنغاليا بنفس الطريقة التي يعامل بها هو ؟؟! كيف يقبل المساواة و هو يعرف ان هذا البنغالي هو عبده, حسب الشريعة ؟؟!! هذه المرجعية هي سبب فشل الديموقراطيات العربية !! أما الديموقراطيات الغربية, فهي لم تصبح ذات قيمة سياسية إلا حين فصل الغرب بين الدين و الدولة !! حينها اصبح

اخونجيين
khalil -

نفس هؤلاء الحكام عندما يحتاجون لشرعية فسيجدونها عند الاخوان كلنا قد تفاجانا عندما فاز الاحوان بالاغلبية سنة 93 في الاردن ولكن عندما قام الاردن في تلك السنة بتوقيع اتفاقية وادي عربة مع اسرائيل فقد بطل العجب

to haj
slim -

هو من اسمك مبين توجهك !! يعني اسمك حاج... أكيد راح تدافع عن الاسلاميين !! ما علينا !! تعليقك أثار انتباهي في شيئين !! أولهما أنك لم تنف صبغة الديكتاتورية و الاستبدادية عن الحركات الاسلامية و الانظمة المستمدة شرعيتها من الاسلام السياسي, و الذي لا علاقة له بالاسلام الحقيقي نهائيا, لأنه إسلام قائم على تجاوز الدين الاسلامي نفسه في سبيل الوصول للحكم, مثل قبول التعامل بالربا مع البنوك العالمية و ارساء علاقات ديبلوماسية مع الكفار قائمة على التنازل عن القيم الاساسية الاسلامية !!! إذا انت موافق على أن الاسلاميين لا يؤمنون بالديموقراكية و لا يحترومون حرية الآخرين, و هذا مستمد من روح الدين الاسلامي نفسها !! فهو دين يسمح للرجل بالزواج من امراة من ديانة اخرى و لا يسمح بذلك للمرأة !! و كل ذلك باعتبار ان الرجل سوف يجبر المراة على اعتناق دينه هو و التنازل عن معتقداتها... و هذا يبين جيدا مدى عدم احترام الاسلام لحريات الاخرين !! أما موضوع العبودية في الاسلام , و الذي ما زال شوكة في حلق الاسلاميين , لا يعرفون كيف يتعاملون معه ...فهو أكثر ما يبين ان الانسان لا قيمة له في الدين الاسلامي... بما أنه سهل جدا لأي انسان آخر أن يمتلكه و يبيعه و يشتريه !! و هذه العقلية هي التي تسود دول الخليج و جعلتها في آخر الدول في مجال حقوق الانسان !! فهم تربوا على دين يسمح لهم بامتلاك الناس و بيعهم و شراءهم و ممارسة الجنس معهم... لأنهم ملك اليمين !! إذا اشكالية الديموقراطية , هي انها صنيعة غربية يرفضها الاسلام...و لكنه مجبر على التعامل معها مثل لآلاف المواضيع الاخرى !! فماذا فعل الاسلاميون ؟ لعبوا عللى الحبال كعادتهم !! ايدوا الديموقراطية...وصلوا بها للحكم , ثم أجهزوا عليها و قضوا على بقاياها !! هذا أولا.. أما ثانيا فهو تساؤلك عن الانظمة العربية و مدى ديموقراطيتها...اجيبك انه لا توجد ديموقراطية عربية..لأنها نتاج دين لا يؤمن بالديموقراطية أصلا !! فالعيب ليس في الديموقراطية بل في مرجعيتنا الدينية التي تجعلنا لا نقبلها !! فكيف يقبل خليجي ان يعامل بنغاليا بنفس الطريقة التي يعامل بها هو ؟؟! كيف يقبل المساواة و هو يعرف ان هذا البنغالي هو عبده, حسب الشريعة ؟؟!! هذه المرجعية هي سبب فشل الديموقراطيات العربية !! أما الديموقراطيات الغربية, فهي لم تصبح ذات قيمة سياسية إلا حين فصل الغرب بين الدين و الدولة !! حينها اصبح