جريدة الجرائد

نفط وعمائم إيران ... تزور لبنان!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بينة الملحم

إنها زيارة استعراضية، تلك التي قام بها الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في 13 أكتوبر الجاري. المصفّقون استقبلوه من طريق المطار، وكان آمناً مطمئناً أكثر من كونه يجوب شوارع طهران يلوّح بيده أمام آلاف الجموع. إنّها هي زيارة جيدة إذا حقّقت السلم للبنان. هذا ما قاله وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، وزيارة مهمة إن كانت ستدعم لبنان كمجتمع لا كطائفة اقتصادياً. لكنها ستكون زيارة تسيء إلى التركيبة اللبنانية في حال جاء الدعم الإيراني لطرف واحد من بين الشعب اللبناني. وكلمته في قصر بعبدا كانت معتدلة كما وصفها سمير جعجع أحد المناهضين للمشروع الإيراني في لبنان، لكن النبرة الساخنة كانت في كلمته في الضاحية الجنوبية. وهذا واضح لمن تابع الخطابين.

اللافت أن السيد حسن نصر الله قال: "إن إيران ليست معاديةً للعرب، وأنّ المشروع الإيراني بات مقبولاً من قبل الفلسطينيين والعرب" ! . من حق السيد نصر الله أن يتحدث عن الطائفة التي يمثلها، أو عن الناخبين الذين يعرف جيداً آراءهم واتجاهاتهم، لكن ليس من حقه الحديث نيابةً عن العرب كلهم والجزم بأن العرب ليست لديهم أيّ مشكلة مع المشروع الإيراني في المنطقة. ذلك أن الكثير من الدول لديها أسئلة كبيرة حول جدوى التحركات الإيرانية ودعمها لبعض الجماعات المنشقّة، ودورها في اضطراب العراق ولبنان واليمن، وهي أسئلة مفتوحة على مصراعيها من الصعب الجزم بطمأنينة العرب تجاه مشروع إيران.

إنّ العرب لا يحتاجون إلى مشروع تطرحه دولة واحدة، بل لدى كل دولة مشروعها التنموي والاقتصادي والأمني الذي تعتمده لشعبها. لدى السعودية مشروعها السعودي، ومصر لديها المشروع المصري، وكذلك بقية الدول العربية، إنها ليست بحاجة إلى اقتراحات لمشاريع ثورية غامضة قائمة على التسلح والرؤوس النووية. بعد الحرب العالمية الثانية بقيت ألمانيا من دون ترسانة عسكرية، لكنها قامت بأحد أسرع معجزات النموّ السريعة، وكذلك فعلت اليابان، وباتت هاتان الدولتان من أقوى دول العالم اقتصادياً وتنموياً.

إنّ زيارة نجاد إلى لبنان تأتي كردّ على الولايات المتحدة التي تريد عزله عن الفعل والتأثير في المنطقة. وهذا ما تنبّأ به الصحافي "روجر هارود" في كتابه: "نفط إيران ودوره في تحدي نفوذ الولايات المتحدة"، حيث رأى المؤلف أن لدى إيران ورقة النفط والطاقة ستلعب بها في المنطقة والعالم في حال تمّ عزلها من قبل الولايات المتحدة.

إنّ زيارة الرئيس نجاد إلى لبنان هي في الواقع زيارة "نفط إيران وعمائمها" إلى لبنان، ستتضح قيمة زيارته في ما سيستجد من أحداث في لبنان، خاصةً وأن جدل "القرار الظني" لا يزال يخيم بظلاله على لبنان، والكل يترقب المجهول.

ماذا لو اتهمت المحكمة الدولية حزب الله باغتيال الحريري؟ إن لم تحصّن زيارة نجاد لبنان من ذلك المجهول فلن تكون سوى زيارة نفطية بحتة!. لقد أصبحت ايران تقدم وجبتها الخاصة والمكونة من النفط والعمائم على شكل طبق سياسي تتناوله الشعوب التي يمكن أن تنتقل اليها عدوى الايديولوجيا فالمهدي الغائب كان حاضراً بجانب برميل النفط الايراني في خطاب نجاد في (بنت جبيل) قرب الحدود الاسرائيلية وعمّا قريب قد نجد ذلك النفط مع عمائمه في زيارة إلى الصومال أو اليمن.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف