جريدة الجرائد

علاوي يعارك إيران والأميركيين!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عبد الرحمن الراشد

أمام العراقيين صف من القيادات السياسية، والحقيقة أنهم جميعا يملكون نفس الخطاب ونفس الوعود ونفس التاريخ. وكل واحد منهم يستحق رئاسة الحكومة، لكن لكل مزاياه وعيوبه أيضا.

نوري المالكي، جربه العراقيون رئيسا لحكومتهم، ولا يستطيع أحد أن يشكك في زعامته أربع سنوات صعبة أدارها بحزم، لكن يعاب عليه أنه حصر الحكم في نفسه وحزبه (الدعوة). وهناك إبراهيم الجعفري الذي عانى من دعاية خصومه ضده، وتشويههم سمعته، ومع نجاحه السياسي لم يطرح مشروعا للبلاد يربط اسمه به. أما عادل عبد المهدي فهو أكثر الشيعة الإسلاميين قبولا، ويكاد يكون المفضل، لكنه يتهم بضعف القيادة في بلد يتطلب قائدا من حديد. أما إياد علاوي، فيكفيه أنه الفائز بأكثر الأصوات في الانتخابات.

علاوي شيعي بلا ارتباطات حزبية دينية، وصاحب طرح سياسي عروبي أيضا، وله اسم كبير في الساحة المحلية والعربية. أهميته أنه يمثل العراق الحلم، أي عراق أكبر من الطائفية، عراق يمثل عشرين مليون عراقي في إطار نظام يوحد ولا يفرق.

لكن يعاب على علاوي أنه رغم تجربته الطويلة فشل في التعامل بواقعية مع الوضع القائم، ففي العراق قوتان فقط تؤثران في القرار السياسي الكبير، الولايات المتحدة وإيران. ولا يمكن لأحد أن يكون رئيس وزراء إن كان على خلاف مع إحدى القوتين، فما بالنا بهما معا؟ لم يدخر وسعا في مناوشة الأميركيين والإيرانيين معا، رافعا شعار: "إنه لن يكون وكيلا لأحد". موقف وطني رائع، وليس مطلوبا أن يكون وكيلا، لكنه لن يصل إلى رئاسة الوزراء ما دام يهاجم، بلا كلل، الأميركيين، متهما إياهم بأنهم خربوا العراق، والإيرانيين بالتدخل في شؤون الحكم والسياسة العراقية. وهذا ما دفع أحد المسؤولين الأميركيين إلى السخرية من علاوي ردا على سؤال صحافي فيما إذا كان يرى أن علاوي يصلح لرئاسة الحكومة العراقية، فأجابه: أعتقد أن علاوي يصلح أن يكون رئيسا لشركة الطيران العراقية.

علاوي يظن أنه بمجرد كونه الرابح الأكبر في عدد الأصوات في الانتخابات فإن ذلك يكفي لتأهيله، وهذا صحيح، لكن الحكم العراقي لا يزال أيضا شأنا أميركيا وإيرانيا. عملية انتحارية أن يحارب قوتين في آن واحد.

في الصورة يبدو علاوي لبقا ومتسامحا، في حين يظهر منافسه المالكي عابسا وصلبا، لكن الحقيقة ليست بالضرورة كذلك. فالمالكي تعامل مع الأميركيين والإيرانيين، وأرضاهم بدهاء ولباقة في ذروة تقاتل القوتين للسيطرة على العراق. أما علاوي الذي كان يجلس مرتاحا بعيدا عن كرسي القرار فقد خاض حربا غير ضرورية مع طهران وواشنطن، معتقدا أنه بتوازناته الإقليمية الأخرى قادر على البقاء قويا، وقد ثبت أنه مخطئ.

السنوات الأربع المقبلة ليست مجرد دورة أخرى للحكم، بل هي الأهم في تشكيل مستقبل العراق لأربعين سنة مقبلة. وفي حال اعتلاء أي من قيادات الأحزاب الدينية الحكم، فإن ذلك سيثير تلقائيا الشك والشكوى والتمترس الطائفي. من حق علاوي أن يزعم، كونه شيعيا بلا انتماء حزبي ديني، أنه يبقى الأمثل لأسباب أبرزها أنه سينقذ العراق من مخاطر الاحتشاد السني الشيعي. أيضا علاوي مفتاح مهم لفك العراق من عزلته بخطابه الانفتاحي على العالم العربي، حيث لا يزال الكثير من الأنظمة العربية في حال خوف من العراق الحالي.

لكن يبدو أن قرار مستقبل العراق لا علاقة له بالعراقيين في هذه المرحلة رغم أنهم حجوا إلى صناديق الاقتراع واختاروا قياداتهم.



التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
العبو غيرها
جعفر العزاوي -

لقد ضحكت من قول الكاتب عندما قال أن علاوي يناوش أمريكا. حينما كان علاوي الذى انشق على صدام حسين (وليس على البعثيين) كان يستلم التمويل والدعم من الأمريكيين. وبعد سقوط البعث كان ثانى رئيس وزراء ودامت ولايته ستة أشهر فقط ، زار خلالها امريكا وألقى خطابا فى الكونغرس الأمريكي يشكر فيه أمريكا على تحرير العراق بقوله (Thank you America( شكرا أمريكا) وهذه الأيام وبعد 6 سنوات يعود علاوي فيهاجم أمريكا ويقول أنها دمرت العراق وخربت بنيته التحتية. كيف نفسر ذلك؟؟ يظهر أن أمريكا جيدة عندما يكون علاوي رئيسا للوزراء ورديئة إذا ما مانعت فى تسلمه الرئاسة. أيها البعثيون: إلعبوا غيرها

أتحدّى الكاتب
الهاشمي -

يقول الكاتب: ;نوري المالكي، جربه العراقيون رئيسا لحكومتهم، ولا يستطيع أحد أن يشكك في زعامته أربع سنوات صعبة أدارها بحزم، لكن يعاب عليه أنه حصر الحكم في نفسه وحزبه (الدعوة;.. أنا كقاريء لا أكثر أتحدّى الكاتب أن يذكر لي أسم شخص واحد من حزب الدعوة في حكومة المالكي عدا المالكي نفسه. لأن الحكومة بالكامل من غير حزب رئيس الوزراء. فهل أنت على قدر التحدي؟

تصحيح
سالم -

علاوي ليس الفائز باكثر الاصوات بل المالكي والفارق بينهما اكثر من مائتي الف صوت

مشكلة علاوي
شلال مهدي الجبوري -

تحية للكاتب الرائع عبدالرحمن الراشدبعد تحرير بغداد من عصابات البعث تصورنا نحن العلمانيين والديمقراطين من يسار الى ليبرالين الى مستقلين وكل من فرح بالتغير من الشريحة المتعلمة و المتنورة ان الدكتور احمد الجلبي والدكتور اياد علاوي سيقودان العراق نحو دولة ديمقراطية علمانية ليبرالية ولكن خاب املنا فالجلبي انتهي في احضان معممي ايران بعد ان ساهم في ترسيخ الطائفية من خلال تاسيس المجلس السياسي الشيعي وتحول حزبه المؤتمر الوطني الذي كان يضم كل الاطياف العراقية الى تجمع لعتاة الطائفين الصدريين وانتهى مستقبله السياسي اما الدكتور علاوي الذي شكل قائمة تضم كل القوى اللبرالية واليسارية والشخصيات المستقلة وكانت قائمة علمانية وكنا نعول عليها وعلى تطورها فانه وللاسف قام بهدمها وخروج افضل شخصياتها نتيجة للنزعة الفردية البعثية المتأصلة بشخصية الدكتور علاوي واخيرا انتهى علاوي في احضان البعثين الذين استطاعوا ان يتسلقوا للبرلمان عن طريق المحاصصة الطائفية اللعينة.واليوم علاوي يقود تجمع عشائري وطائفي سني وقد لجأ اليه البعثين لاحبا به وانما لاستغلاله كجسر للوثوب للسلطة كما يعتقدون ولهم خبرة عريقة بهذا المجال. القائمة العراقية مليئة بالزنابير البعثية كما نعرفهم نحن ابناء الطائفة السنية. للاسف الدكتوور علاوي احرق قواربه وحرق مستقبله السياسي وانتهى كما انتهى قريبه احمد الجلبي. كان الاجدر به ان يحافظ على علاقته بالامريكان اولا ويبتعد عن البعثين وان يكون البيت الحاضن للقوى الديمقراطية العلمانية وان يتمتع بالصبر وعدم التطير والتسرع والانفعال والروح الديمقراطية وليس بالنزعة الفردية البعثية. تجمع العراقية الحالي تجمع طائفي بعثي قومجي عشائري وقسم منه مرتبط بالارهاب وتجمع رجعي لاعلاقة له بالعلمانية واللبرالية لامن بعيد ولاعن قريب . كل توجهات هذه القائمة هي عودة البعث للسلطة ومن بعدها ازاحة الدكتور علاوي ولنا تجربة في انقلاب 17-30تموز عام1968ويتصورون التاريخ سيتكرر مرة اخرى. اعتقد وللاسف علاوي انهى بنفسه مستقبله السياسيمع تحياتي للكاتب الراشد

الحمدلله
عراقية -

الحمدلله يوجد صحفي وكاتب نزيه مثلك والله كلامك صحيح علاوي هو الحل للعراق يكفي انه غير متعصب لطائفة ومثقف وشايف فلوس مو مثل المالكي مع احترامي بس هو اكبر طائفي وغير مثقف

الى شلال وجعفر
فرات -

اولا انتو عايشين بالعراق!!! بالنسبة للتعليق الاول كل العراقيين استبشرو خيرا عند التغير لكن الذى حصل ان امريكا كان لها هدف التدمير والدليل ازاحت كل الليبراليين ودعمت الطائفيين والدليل حبهم لملوكى واما عن تعليق شلال فانا اقارن بين ربع علاوى وربع المالكى ربع علاوى يريدون عراق قوى مو مكفخة وان تتعامل ايران مع العراق تعامل الند للند لا وجه كباحة وحديقة خلفية واما عن ربع المالكى ياسبحان الله وكان لاغيرة لهم واقسم لو تغتصب 1000 عراقية فلا يرق لهم جفن وكذلك شعارهم الغاية تبرر الوسيلة مثل اسيادهم الفرس ودهاة عكس امير المؤمنين بقولته المشهورة لكنت ادهى العرب لولا مخافة الله واخيرا فهم متمسكين بلعنة 1400 سنة التى جلبت الخراب والدمار

شكر و تحية
عراقي محبط -

شكر و تحية للكاتب الرائع.

أيضا شكر وتحية
حميد -

شكر وتحية للأخ المعلق رقم 4 شلال مهدي الجبوري ، فوالله لقد وضع النقاط على الحروف ، وفاق في تعلقية قراءة وتصورات الأخ الكاتب ، فألف تحية له ولوعية ومتابعته ، حقا إنه متابع جيد للأحداث. شكرا لك أخي شلال.

أيضا شكر وتحية
حميد -

شكر وتحية للأخ المعلق رقم 4 شلال مهدي الجبوري ، فوالله لقد وضع النقاط على الحروف ، وفاق في تعلقية قراءة وتصورات الأخ الكاتب ، فألف تحية له ولوعية ومتابعته ، حقا إنه متابع جيد للأحداث. شكرا لك أخي شلال.