جريدة الجرائد

مجندة إسرائيلية سابقة تُثير الغضب بأكادير

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أكادير- أحمد الزاهدي

أثارت مشاركة مغنية كانت مجندة سابقة بالجيش الاسرائيلي فيما يسمى "حفل التسامح" حفيظة عدد من الحاضرين في الحفل المذكور، حيث تعالت الصيحات وعم الصفير مناطق مختلفة من فضاء الحفل المنظم بشاطىء أكادير السبت الماضي، احتجاجا على مشاركة هذه المغنية ولأول مرة في المهرجان. الغاضبون واجهوا المجندة الإسرائيلية سابقا بأبشع النعوت والأوصاف، معبرين في الوقت ذاته بضرورة رحيلها عن المنصة.

هذا، وسبق هذه الواقعة خروج أزيد من 50 شابا إلى ساحة السلام بعد صلاة عصر أول أمس السبت ينتمون إلى منظمة التجديد الطلابي بجامعة ابن زهر وكلية الشريعة بأيت ملول. الشبان الذين كانوا قد قرروا تنظيم وقفة احتجاجية تعبيرا عن غضبهم الشديد ورفضهم التام لهذه الخطوة الاستفزازية اصطدموا بكل أشكال الإرهاب النفسي والعنف المادي والسب والشتم من طرف السلطات والتي لا تليق بمسؤول أمني وبحرمة المسجد الذي تواجد أمامه الغاضبون يقول مصدر مسؤول من الفصيل الطلابي.

ذات المصدر قال:"في الوقت الذي كنا ننتظر فيه تحرك السلطة لمنع هذه الخطوة التطبيعية نفاجأ بتطويق للمسجد وضرب وشتم الشباب والطلبة الحاضرين.

هذا، وحمل بيان للبادرة الطلابية ضد التطبيع والعدوان توصلت "هسبريس" بنسخة منه الجهات المنظمة والحكومة المغربية مسؤولة استفزاز سكان هذه المدينة خاصة والشعب المغربي عامة، واعتبر أن استدعاء المسماة(يائيل نعيم) ما هو إلا خطوة في مسار الخضوع للاختراق الصهيوني للمغرب ثقافيا وسياسيا واقتصاديا، وأشاد ذات البيان بتحرك المجموعة الوطنية لمساندة العراق وفلسطين لمدافعة لوبيات التطبيع داخل الوطن..

وفي تصريح للمسؤول الإعلامي لمنظمة التجديد الطلابي قال صلاح الدين عياش:" ندد بما قامت به الجهات المنظمة واللوبيات الإقتصادية في استدعاء هذه المجندة الصهيونية، كما نطالب بمنع مثل هذه الأنشطة التي تستفز نفوس المغاربة، واتخاد الإجراءات التي يفرضها الموقف ضد المتطبعين والمتصهينين وأكد بأنه يجب فضح كل شكل من أشكال التطبيع والمطبعين، مضيفا بأنهم سجلوا بأسف التدخل العنيف لقوات الأمن في حق الشباب الذين عبروا عن غضبهم في دولة الديموقراطية وحرية التعبير..

من جهته الفاعل الامازيغي عبد الله أوباري أشار بأنه:" لا بد أن نفهم أولا أن لفظة "التسامح" غبر بريئة، وان الغاية في الأخير هي ايجاد منفذ فني وثقافي للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وهو ما تجلى واضحا في النسخة الأخيرة من المهرجان، وهي الرسالة الأساسية التي من اجلها جاءت فكرة إقامة المهرجان(سنة 2005). أوباري، استبعد انخراط الجهات الأمازيغية في هذا المهرجان لا من حيث الإعداد ولا من حيث التنفيذ، مؤكدا:" أن القائمين عليه مستغنين عن ذلك لحد الآن، ثم إن كل المغنين والمغنيات الحاضرين فرنسيين او أجانب، وان الجزء الأكبر من الدعم من مؤسسات اعلامية وفرنسية داعمة للتطبيع وتدعو لذلك بقوة.

من سماهم أوباري المهرولون - المحسوبون على الأمازيغ- لا يمثلون في الحقيقة الا انفسهم، وكل الخطوات والزيارات التي قاموا بها باءت بالفشل واستقبلت بالاستهجان و الامتعاض من طرف عموم الامازيغ ولا أظن أن مهرجانا يلقي دعما ماليا وإعلاميا كبيرين في حاجة إلى جهود مثل هؤلاء، لكن رغم ذلك من المرجح ان لا يكون اختيار مدينة اكادير عاصمة سوس عشوئيا يقول اوباري.

من جهته، ابراهيم بوغضن رئيس جمعية سوس العالمة للثقافة الامازيغية أوضح ان فكرة التسامح فكرة انسانية جميلة جدا، وهي من القيم الرئيسية التي جاء الاسلام لغرسها بين البشر على اختلاف اديانهم ومذاهبهم ومللهم، لكن هناك فرق كبير بين التسامح وبين مد اليد لمصافحة لمن تورط في جرائم حرب مثل هذه الفنانة معتبرا اياها"جزء من آلة حربية ساهمت في قتل الآلاف من إخواننا الفلسطينيين رجالا ونساء واطفالا"، وبالتالي من المفروض - حسب الناشط الأمازيغي - أن لا تطأ أرض المغرب ولا أرض مدينة أكادير التي هي حاضرة سوس العالمة، المعروفة عبر عصور التاريخ بالمقاومة والجهاد ضد الاحتلال الأجنبي، الفاعل الامازيغي اعتبر "استقبال هذه الصهيونية تنكرا للتاريخ وتشويها للذاكرة، وهي مدخل للتطبيع مع اسرائيل بل هو أخطر أنواع التطبيع لأنه يمس الوجدان ويكسر الحاجز النفسي بين الشعب المغربي وبين الكيان الصهيوني. ولا يمكننا إلا أن نستنكر ونشجب دعوة هذه الصهيونية للمشاركة في مهرجان يرفع شعار "التسامح"، بوغضن أضاف بان مشاركة هذه الصهيونية يطرح أكثر من علامة استفهام، ذلك انه يأتي في وقت يعرف تسارعا كبيرا في وتيرة التطبيع مع الكيان الصهيوني، خاصة على المستويات الرسمية، وهناك تسريبات اعلامية حول زيارة محتملة لرئيس الكيان الصهيوني -المجرم شمعون بيريز جزار قانا الفلسطينية- إلى المغرب كما انه يأتي في وقت تسعى فيه إسرائيل إلى النفاد إلى عمق المجتمع المغربي عبر بوابة المجتمع المدني، وهي خطة صهيونية جديدة وجب التنبه إلى خطورتها، وجميع شرفاء هذا الوطن مدعوون لتكوين جبهة لمواجهة التطبيع، وبالخصوص أدعو - يقول الناشط الامازيغي - نقابة الفنانين بالجهة وعلى الصعيد الوطني إلى التعبير عن موقفها الرافض لمشاركة هذه المجرمة إلى مهرجان"التسامح".

يذكر ان مهرجان التسامح هذه السنة تميز بقرار إغلاق جميع محلات بيع الخمور عشية تنظيم المهرجان، فضلا عن إنزال أمني قوي امتد من مدينة أيت ملول إلى اكادير، ولعل الميزة البارزة التي ميزت دورة هذه السنة ارتفاع نسبة الحاضرين إلى الحفل خصوصا بعد حل الطريق السيار اكادير- مراكش، وهو الطريق الذي عرف بدوره ازدحاما غير مسبوق في اتجاه مدينة الانبعاث.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف