جريدة الجرائد

ماذا لو فاز الإخوان أو طالبان..؟!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ناصر الصِرامي

"حمار الانتخابات"،هي صورة وزعتها وكالة أخبار رويترز، خلال الانتخابات الأفغانية النيابية السابقة. الحمار يسقط على الأرض من فرط حمولة التجهيزات الانتخابية فوق ظهره، كصناديق واستمارات الترشيح. سقط منهكا بين مرتفعات وادي بإنشير العالية، صورة تجمع عددا من الأطفال الذين ينظرون للحمار المنهك بفرح.

طبعا تمت الانتخابات وفاز زعماء القبائل وأصحاب المال والمقربون من السلطة، ولم يتغير شيء في أفغانستان، وبقي الرئيس من جديد يفاوض جماعة طالبان على السلم الأهلي المفقود.

لكن لنفترض أنها أقيمت بنزاهة غير معهودة ماذا سيحدث؟، ستفوز طالبان بالتاكيد، لديها القوة والمال، من حماية طرق الأفيون، ولما تفرضه من أتاوت، ولديها أتباع في مجتمع تعمه الأمية والجهل.

ولو أقيمت انتخابات نزيهة في أي بلد عربي آخر، سينتصر الإسلام السياسي بفارق كبير، فالمجتمعات مسيطر عليها ولعقود في التعليم والمناشط الاجتماعية والعامة، مدعومة بالفتاوى والعواطف، وستتولى السلطة.

وهنا لا مشكلة إطلاقا لأننا اخترنا التصويت والديمقراطية كأفضل حل وصلت له البشرية حتى اليوم للتعبرعن رأيها و اختيارها. صحيح أنها قد ترجع مجتمعاته للخلف وتسبب أزمات اقتصادية واجتماعية، كما تفعل حماس مثلا، لأن هذه الجماعات لاتملك مشروعا غير بيع الأحلام والخطابات، لكن أيضا لا شيء يمنع تحمل هذه النتائج، طالما هذا هو خيار الناس وقدرتهم.

لكن تلك الممارسة ستكون مجرد وسيلة تبررالغاية، لنتابع حشد قوى الإسلام السياسي لأتباعها للمشاركة في العملية الانتخابية والإقبال عليها بعد تردد، أو في اللحظات الأخيرة - جماعة الإخوان في مصر والأردن نموذجا-، إنه يبرز هذ استخدام مؤقت لوسيلة تبررها الغاية، أي الانقلاب على الآلية الذي استخدمتها للوصل للسلطة-، والتمسك بها للأبد، كما فعلت كل الثورات العربية.

لديها مشروعية جاهزة لقلب أي نظام ديمقراطي عبر فتوى، بل عشرين فتوى تحرم وتجرم التصويت، يؤكد ذلك رفضها في أدبياتها للفكرة الديمقراطية أصلا. وهو ما يجعل الانتخابات مشروعا وصوليا بامتياز لجماعات قائمة على إلغاء الآخر تماما، والإقصاء.

وفي ظل غياب مؤسسات القانون المستقلة، وجهاز القضاء الرشيد والصالح ، وقوى حامية -المؤسسة العسكرية- لحماية الديمقراطية، كما في النموذج التركي، أي خروج المؤسسات من التبعية الأيدلوجية السياسية بشكل مستقل وقوي، تصبح الانتخابات لعبة جذب ليس إلا، بين السلطة الرسمية وقوى المعارضة أو تلك التي تعتقد أنها معارضة، أو إسلامية سياسية.

لذا الديمقراطية بصورة الحمار تلك، ليست مهمة دون حماية لها من انقلاب من يصلون إلى السلطة عبرها، أو حماية الحمار من أثقاله.

إلى لقاء..

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
yes
salaam -

مع التحية للكاتب الكريم..النموذج التركي هول الحل الامثل، غيره مجرد عبث.الدمقرطة بحاجة لحماية اولا قبل تطبيقها،ولنا في الوضع العراقي الان خير درس.شكر للكاتب الكريم.

لا اسلامية ولا غربية
غادة -

اللى يفوز يستحق، لكن على اى قوة ان لا تتكبر وتنقلب على شعوبها،لكن نحن نتذكر الجملة الشهيرة..الثورة تأكل ابناءها ومن وقفوا معها.والعالم العربي غير مستعد لا لاسلامية ولا غربية.والله اعلم

all right
Sam -

right well done sire.

لا اله الا الله
ابو عبدالله التميمي -

شيء غريب يتخوف الكاتب من فوز طالبان في افغانستان خوفا من حمايتها لزراعة الافيون . الم تكن تجارة المخدرات في عهد حكم طالبان في حكم المنتهية وحاربتها طالبان وبعد ما خلعت عن الحكم عادت تجارة المخدرات.ينتقد حكم حماس وانا لا ادافع عن حماس ولكن ماذا فعلت الحكومات الفلسطينية السابقة لحماس ماذا جلبت؟ ولا شيء رغم ان الجميع يساندها على الاقل حماس محاربة من غالبية الدول.اما الاخوان انهم يحكمون مصر فهذه مصيبة لان الرفاهية والاقتصاد القوي الذي ينعم به اخواننا المصريين سيزول وسيتبدل ياأخي حدث العاقل بما يعقل نسب الفقر في مصر يشيب لها الرأس وانت خايف من الاخوان.مقال مع الاسف يرى ان اي حكم مبني على الدين فاشل وكأن الحكومات التي تتبع البعد عن الدين اشبعت اممها بالحضارة والديمقراطية ورغد الغيش.اللهم اهدنا للخير .

THE TRUTH
SAMI ALMAJED -

الخزي والعار الى القاعده سفاكيدماء الابرياء وعلى راسهم الارهابيالعتيق بن لادن والمجرم الظواهري الحاقدعلى البشر -وانا هنا اقول لو كان هؤلاءمجاهدين كما يزعمون وانهم يسعون للجنهاقولها انه لايشرفني دخولها اذا تواجد هولاء الارهابين القتله-يرجى النشر حتى يعرف العالمكم هؤلاء الجبناء

اسئل المالكي؟؟؟؟
سهم بغداد -

الديمقراطية دون اسس قوية، اثبتت فشلها،و اول دليل وضع العراق المزري.لو كان الجيش قوى والقضاء مستقل والمحكمة الدستورية لها سلطة عليا.لما حدث هذا الخزي العراقي الديمقراطي. شكراااا للكاتب الفاضل.

شروط الديمقراطية
naiem -

يبدو لي احيانا انه لا بد من شروط للمشاركة في اللعبة الديمقراطية. فا