جريدة الجرائد

إصلاح الباطن ودوره في الابتعاد عن منزلقات التكفير !!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عاصم حمدان

* لقد حان الوقت الذي يفترض فيه على التوجهات والتيارات الإسلامية أن تعيد النظر في خطابها الذي اتسم في بعض جوانبه بالغلظة والجفوة والشدة وذلك لأنها لم تركز في أدوات هذا الخطاب بما فيه الكفاية على تنقية الباطن من الكدورات وتصفيته بالذكر الخالص لله -وحده- "فإن تمادت به العبادة -أي المسلم- إلى حقيقة التقوى وتطهير الباطن عن كدورات الدنيا وملازمة ذكر الله -تعالى- تجلت له أنوار المعرفة وصارت الأمور التي كان قد أخذها تقليداً عنده كالمعاينة والمشاهدة".

* وهذه التنقية للداخل هي التي تضبط تصرفات الإنسان إزاء أخيه المسلم فلا يرميه في عقيدته بمجرد الشك والريبة، ولا يتطاول على علماء الأمة الذين سبقونا عن صدق بالاجتهاد والدعوة إلى الله، وكثيراً ما نسمع من بعض صغار طلبة العلم الشرعي قولهم الذائع: "نحن رجال وهم رجال".

* ولقد فتش بعض من هؤلاء في كتابات هؤلاء العلماء الربانيين فوجدوا فيها شيئاً من الاختلاف عن وجهة نظر من تلقوا عنهم شيئاً من العلم في هذا الزمن المتأخر، فتمادوا في نقدهم لهم وتطاولوا بجرأة عليهم ولعل شيئاً من اللوم يُلقى على كاهل من تركوهم يستبيحون لحوم ودماء كل من خالفهم ولم ينبهوهم إلى خطورة هذا المنحى الذي عانت منه الأمة كثيراً وكأن المريد وأستاذه لم يمرا على الحديث الذي رواه الإمام البخاري -وسواه- عن أسامة بن زيد رضي الله عنه - أنه قتل رجلاً شهر عليه السيف فقال: "لا إله إلا الله"، فأنكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم أشد الإنكار، وقال: أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله؟

فقال إنما قالها تعوذاً من السيف، فقال: هل شققتَ عن قلبه وفي بعض الروايات كيف لك بـ"لا إله إلا الله" يوم القيامة؟ ولقد جعل كثير من العلماء هذا الحديث قاعدة ومنطلقاً في التحذير من مغبة التكفير فهذا الإمام أبوحامد الغزالي -رحمه الله- يقول: (والذي ينبغي أن يميل المُحصِّل إليه الاحتراز من التكفير ما وجد إليه سبيلاً فإن استباحة الدماء والأموال من المُصلِّين إلى القبلة المُصرِّحين بقول لا إله إلا الله محمد رسول الله خطأ، والخطأ في ترك ألف كافر في الحياة أهون من الخطأ في سفك محجمة من دم مسلم، فاللهم عفوك ورضوانك وهدايتك.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف