جريدة الجرائد

العرب أمة بلا تاريخ

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

مطلق سعود المطيري

الإنسان العربي يعرف جيداً مسؤولياته والتزاماته ككائن وضع داخل إطار من محددات التفكير والوعي ، فكيفما يكن ذلك الإطار تكن حياته ، وأي محاولة انسانية تسعى لتغيير حدود واقعه المؤطر بسياج حديدي من عادات واقعه وليس تاريخه ، سوف تواجه بالرفض التام للمحافظة على قيم الإطار ليستمر الواقع بحالة ثبات ، فتغيير مناهج تعليم الطالب ، واستبدال خبرة العامل بخبرات جديدة لا يعني ان هناك شيئا سوف يتغير ، فاستخدام التقنية الحديثة في التعليم والعمل يعد مهارة آلة وليس مهارة تفكير تضبط حركة الانجاز داخل الإطار وليس خارجه ، فالمواطن العربي يكمن ابداعه بالتزامه بتعاليم الواقع الذي صاغته ذهنيات التجاوز السريع الى الوراء!! ، وليس بالضرورة ان يكون هذا الوراء هو التاريخ حتى لو كان ماضيا فالانتساب لزمن معين لا يعني الانتساب لظروفه واحداثه ، فجميعنا كان موجودا الاسبوع الماضي او العام الماضي وشارَكنا في هذا الزمان كل اهل هذا الزمان دون ان نشترك معا في الانجاز والاحداث ، فالانتساب دائما للتاريخ أمر به وجهة نظر ولعل أسوأ وجهات النظر هي التي تقول إن عرب القرن الماضي امة لها زمن ماض وليس لها التاريخ .

وفي هذا الفراغ الحضاري تشكلت محددات إطار الواقع العربي التي جعلت من كل حركة تتطلع لتجاوز حدود الإطار تؤدي الى فوضى وارتباك معاني الحياة ، فكسر إطار الحكم الدكتاتوري في العراق ادى الى حرب مذاهب وعرقيات وجعل من الدولة لا دولة ، فمساعدة هذا البلد المنكوب تبدأ من منع استنساخ صور صراعه المدمرة ، وفلسطين قبل اوسلو ارض محتلة وشعب يملك شرعية المقاومة وبعد اوسلو او بعد كسر إطار شرعية المقاومة اصبحت هناك حكومة لقهر شعبها وشعب مقاوم لحكومته ، والقنوات الفضائية منجز حضاري ساهم في رفع سقف الحرية وتجاوز عقبات المكان والزمان لنقل المعلومات وجعلت الحصول عليها امرا ميسرا ، وعندما استخدمها العرب اصبحت أداة من ادوات الصراع المذهبي ومعول هدم يضرب التماسك الوطني وأبواقاً بيد مثيري النعرات الطائفية ، وبدلًا من نشر الحريات ودعم اسباب الوجود الحضاري تم نشر الكراهية وبيع مشاريع الاحتلال في القنوات او المزادات الفضائية ..

المشروع الايراني في بعض فضائيات العرب يعد انتماءً وطنيا وفي الآخريات يعتبر مقدمات احتلال ، وبين الجرأة على العمالة، والخوف يغيب كل حضور مشرف للكرامة العربية .

الجامعة العربية دخلت على الخط وبغفلة من ميثاقها التأسيسي لتسوّق للوهم الايراني بدون إدراك او وعي فتريد ان تتحصن من المشروع الايراني بقوة ايران ذاتها ، وحملت حالات العناد بعض الزعماء العرب لبعضهم على صياغة المخاطر بلغة التحالفات لاحياء فكرة مشروع الدولة الفاطمية القادمة من الماضي وليس التاريخ ، فسوف نشاهد في الايام القادمة شيئا من عبث الماضي والذي سوف تتكاثر به الاسماء المقدسة والمباركة بشجرة اجدادها المزيفة ، ولن تسقط عنها البركة المزيفة الا بكسر إطارها الفارغ من الكرامة واختراق زمانها الرديء بقدسية الهوية العربية ، وليس بحيل العمالة الرخيصة .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
السلام
منيرو972524754859 -

العرب مثلا انا منيرو