الانتخابات البحرينية : تحدٍ وانقسامات... وحسم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الصالح : نتمنى أن تكون حظوظ البحرينية مماثلة لنظيرتها الكويتية
المنامة -ادمون اسحق
عاشت البحرين، امس، ساعات هدوء وترقب، بعدما اطفأت الحملات الانتخابية "محركاتها"... لكنه هدوء يسبق "عاصفة الحسم الانتخابي" اليوم، حيث يتوجه الناخبون الى صناديق الاقتراع لاختيار 35 نائبا و39 عضوا بلديا، بعد فوز خمسة مرشحين نيابيين ومرشح بلدي واحد، بالتزكية.
وفي حين يتوقع المراقبون ان تكون نسبة المشاركة اكثر من 70 في المئة من اجمالي الناخبين، رجحت قراءة اولية لساحة الانتخابات النيابية ان تحسم 27 دائرة من الجولة الاولى، فيما ستشهد ثماني دوائر جولات اعادة. وكانت انتخابات 2006، دفعت 12 دائرة انتخابية للاعادة.
وفيما تبدو "جمعية الوفاق الوطني الاسلامية" بزعامة الشيخ علي سلمان، واثقة من الحصول على 18 مقعدا من اصل 40، في المجلس الجديد، ويتنافس "الاخوان المسلمين" و"السلفيون" في المناطق السنية، تمثل المناطق المختلطة الامل الوحيد لمرشحي اليسار والمستقلين والنساء.
من ناحية ثانية، ولان الدين جزء اساسي من تكوين الشعوب العربية، حاول العديد من رجال الدين اقحامه في العملية الانتخابية واستغلال رموزه من اجل مصالح خاصة، في حين عملت وزارة العدل والشؤون الاسلامية على تحييد المنابر الدينية وعدم الزج بها في المنابر الانتخابية، وسط دعوات الى "معركة برامج لا معركة فتاوى".
وفي اطار الاستعدادات لانتخابات اليوم، اكد الشيخ خالد بن علي آل خليفة، وزير العدل والشؤون الاسلامية رئيس اللجنة العليا للانتخابات، ان اللجنة تجهد لان تجري الانتخابات بشفافية وحرية، واصفا يوم الانتخابات بانه "يوم الناخبين وعرس لكل البحرينيين".
وشدد الوزير على ان كل مراكز الاقتراع تخضع للاشراف القضائي، وهناك مراقبة وطنية فاعلة، حيث يراقب العرس الديموقراطي نحو 379 شخصا.
من ناحيته، قال رئيس مجلس الشورى علي الصالح، لـ "الراي"، ان "العرس الديموقراطي يسير بكل شفافية، وحرية"، معربا عن امله في ان تعبر النتائج عن رغبة الناخبين، الذين راقبوا جيدا اداء المجلس النيابي للسنوات الاربع الماضية، "وسيصوتون للافضل".
وفيما شدد على ان "الخبرة المكتسبة مطلوبة، اضافة الى الوجوه الجديدة، للدفع بالعملية الديموقراطية قدما"، تمنى ان تكون حظوظ المرأة البحرينية افضل هذه المرة، وان تحقق ما حققته نظيرتها الكويتية، لاثراء الحياة السياسية وفق تطلعات المشروع الاصلاحي، مشيرا الى ان الدور الحيوي والرائد الذي تقوم به العضوات العشر في مجلس الشورى، المكون من 40 عضوا، يعينهم الملك الشيخ حمد بن عيسى آل ثاني.
وأكد رئيس مجلس الشورى، ان المرأة البحرينية وعبر عضويتها في مجلس الشورى، "لعبت دورا متميزا في دعم كل ما يصب في مصلحة المرأة من قوانين وتشريعات، مترجمة بذلك، تطلعات القيادة السياسية نحو تعزيز دور المرأة في صنع القرار".
من ناحية ثانية، رفض الصالح "زج الدين في قضايا سياسية، فنحن كلنا مسلمون وملتزمون الشريعة الاسلامية"، مضيفا "ولذلك يجب ان تكون المعركة، معركة برامج، وليس استخدام الدين لاغراض سياسية".
هدى المطاوعة، المرشحة للانتخابات للمرة الثانية، تقول عن حظوظها في دخول مجلس النواب، ان الكثيرين يتعاطفون معها، وتضيف ضاحكة "لكن اتمنى ان تتعاطف معي صناديق الاقتراع هذه المرة".
وترد اسباب فشل المرأة في تحقيق اختراق كبير في المجلس النيابي، الى "الميراث الديني". وتتابع لـ "الراي" ان "المرأة البحرينية ورغم انها وصلت الى اعلى درجات العلم، الا ان صوتها لا يزال حياديا او حتى سلبيا، فعندما تريد المشاركة في التصويت فانها تطلب رأي زوجها او عائلتها في الموضوع، او تفضل البقاء في المنزل".
وترى ان "المطلوب توعية النساء واقناعهن بان عدم المشاركة في الانتخابات يعني دفع الشخص الخطأ الى تسلم زمام الامور". وتتابع: "كما ان عدم المشاركة يعني مشاركة سلبية، ولا تساهم في دفع المشروع الاصلاحي الذي اطلقه الملك حمد بن عيسى آل خليفة". وترى المرشحة المطاوعة، ان عدم وجود "نظام كوتا" نسائية "ظلم للمرأة" وطالبت باقامة هذا النظام "ولو لثلاث دورات مقبلة، حتى يتعود الشعب على وجود النساء في البرلمان، وماذا باستطاعتهن تحقيقه من انجازات".
وأكدت الدكتورة في قسم الاعلام في "جامعة البحرين"، ان برنامجها الانتخابي يدفع الى التغيير بقوة وبصدق وشرف، بعيدا عن الرشوة". وتابعت: "كتبت في احد مقالاتي عن مرشحين يقدمون الرز والسكر للناخبين، مقابل اصوات انتخابية". وتوجهت الى من يقبلون مثل هذه الهبة قائلة: "لن يستطيع النائب المنتخب سوى ان يقدم لكم الرز والسكر والخمسين دينارا اليتيمة، فلا تحملوه فوق طاقته وتطلبوا منه ان يأتيكم بخطط ومشاريع مستقبلية لتطوير مناطقكم، فهذا الامر غير مطروح على ارض الواقع، ولا تنتظروا سوى البصل في السنوات الاربع المقبلة منه".
وانتقدت من ناحية ثانية، استخدام الدين في الحملات الانتخابية. واضافت: "كلنا نتحلى بالشعور الديني والميول الاسلامية، وليس من حق اي احد استخدام الدين وسيلة ليزكي نفسه، كما ليس من حق احد ان يدعي انه الارقى من الاخرين، وهو يكفر غيره".
الامين العام لـ "جمعية المنبر الديموقراطي التقدمي" (يسار) حسن مدن، تحدث من ناحيته، عن فرص جيدة للمرشحين المستقلين على حساب الجمعيات الدينية، خصوصا السنية منها، "وهذا يعني ان المجلس المقبل، افضل في كسر هيمنة التيارات الدينية".
كما اعتبر ان "الدوائر المختلطة تمثل افضل فرصة للتيار الوطني وللمرأة في احداث اختراق محدود".
وقال مدن ان "الشارع السني قد يميل للتصويت لمصلحة مستقلين، سواء من الاسلاميين او الليبراليين"، في اشارة الى المنافسة بين المنبر الاسلامي (اخوان مسلمين) والاصالة (سلفيون)، اثر فشل التحالف بينهما على عكس ما حدث في الانتخابات الماضية. وعن سبب الخلاف مع حليفته السابقة، جمعية "الوفاق"، قال: "هذه معركة انتخابية، والكل لديه حساباته الخاصة، والوفاق لا تريد ان تتنازل، وتصر على الدوائر المغلقة، ولا تضع خيارا امام القوى الاخرى الا ان تدخل المعركة". وانتقد مدن "استغلال الدين لامر سياسي من قبل البعض". وقال ان "الهدف من ذلك تحطيم المرشح غير المتدين والتأثير على العامة، بدل مقارعة البرامج السياسية والافكار والتطورات".
وأكد: "نحن نريدها معركة برامج وليس معركة فتاوى".
وفي هذا الاطار، اشار استاذ علم الاجتماع في "جامعة البحرين"، الى حالة تململ تجاه مرشحي ونواب الجمعيات الاسلامية عموما. وقال ان "هذه الحالة تنطبق على الشارع السني بدرجة كبيرة، وعلى الشارع الشيعي، بدرجة اقل".
واذ اكد ان "لدى الوفاق دوائر مضمونة"، لفت الى قلقها من الدوائر المغلقة، التي تمثل املا للتيار الوطني والمرأة والمستقلين، "لذا تشدد الجمعية كثيرا على دعم المرجعية الشيعية لقائمة مرشحيها الـ 18". رئيس جمعية الصحافيين البحرينيين نائب رئيس مجلس الادارة رئيس تحرير صحيفة "الايام" عيسى الشايجي، اشار الى ان "الناس تأمل في حدوث تغيير في المجلس الجديد، اثر المرارة التي ولدها الانقسام والمواضيع الطائفية".
لكنه توقع حدوث "خلخلات واختراقات في بعض الدوائر، وصعود شخصيات جديدة، قد لا تفوز، الا انها ستشكل قضية جيدة للفصل التشريعي المقبل".
كما اعرب عن امله في ان يكون للتجار، "على الاقل ممثلان اثنان في المجلس الجديد".
ورفض رئيس جمعية الصحافيين "اقحام الدين في السياسة".
الإنتربول تصدر مذكرة توقيف بحق
ناشطين بحرينيين
واعلنت الشرطة القضائية في المنامة ان الشرطة الدولية "انتربول" اصدرت مذكرتي توقيف بحق ناشطين في البحرين مطلوبين لتورطهما المفترض في مخطط ضد النظام الملكي في البلاد. وجاء في بيان نشرته "وكالة انباء البحرين" مساء اول من امس، ان المدير العام للمباحث والادلة الجنائية صرح ان الشرطة الدولية "الانتربول" "اصدرت نشرة توقيف بحق كل من سعيد الشهابي وحسن مشيمع المطلوبين في قضية تنظيم الشبكة الإرهابية التي تم ضبطها أخيرا في مملكة البحرين".
واضاف البيان ان "الانتربول وافقت على طلب تقدمت به وزارة الداخلية على وضع اسم المشار إليهما الفارين في الخارج ضمن +النشرة الحمراء+ الصادرة عن الانتربول".
وسعيد الشيباني هو الامين العام لـ "حركة حرية البحرين الاسلامية" بينما يدير مشيمع "حركة الحريات والديموقراطية" (حق) المنشقة عن ابرز الحركات الشيعية في البحرين "جمعية الوفاق الوطني الاسلامية". ويتهم الرجلان اللذان اعلن في مطلع سبتمبر الماضي عن توقيفهما مع 21 ناشطا اخرين بالتخطيط للاطاحة بالملكية في البحرين.