جريدة الجرائد

علاوي: الأكراد سيرجحون الكفة والصدر لم يتعرض لضغوط لتأييد المالكي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عمّان - علي عبد الأمير

أعرب زعيم "القائمة العراقية" رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي عن قناعته بأن زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر لم يتعرض لضغوط لدعم منافسه رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، معتبراً أن موقف الصدر "ينبع من قناعته". وتوقع أن يرجح الأكراد "كفة العراق، وليس جهة ضد أخرى" في قرارهم المتوقع قريباً.

وقال علاوي في مقابلة مع "الحياة" اثناء توقفه في عمّان قبل أيام، إنه طلب "من بعض الدول الشقيقة التي لها علاقات مع إيران أن تسعى إلى إفهام طهران أننا لسنا ضدها، لكننا لا نرضى بالتدخلات في الشؤون (العراقية) الداخلية". وفي ما يأتي نص الحوار:

gt; ما هي حصيلة جولتك الأخيرة في دمشق والقاهرة والرياض؟

- محادثاتنا مع الأشقاء العرب صبّت في مجموعة محاور، الأول هو إطلاعهم على أوضاع العراق ومخاطر ما آلت اليه، والثاني هو إبراز مدى التدخلات في الشأن العراقي من قبل جهة إقليمية، والمطالبة بوقف هذه التدخلات التي أصبحت تمس سيادة العراق وكرامته.

أما المحور الثالث، فهو الطلب من بعض هذه الدول الشقيقة التي لها علاقات مع إيران أن تسعى إلى إفهام طهران أننا لسنا ضدها، لكننا لا نرضى بالتدخلات في الشؤون الداخلية والسيادة، وأخيراً الدعوة إلى أن تقف كل القوى الإقليمية موقفاً واحداً محوره عدم التدخل في الشأن العراقي الداخلي، كما طالبنا الجامعة العربية وأمينها العام بتنشيط الدعوة إلى مصالحة وطنية حقيقية في العراق.

* هل تعقدت المهمة أمامكم بعد ترشيح المالكي لرئاسة الوزراء؟ وهل تعتقدون أن إيران ضغطت على "التيار الصدري" للتحالف معه؟

- جهة واحدة رشحت المالكي، وهي "دولة القانون"، ومن ثم "التيار الصدري"، ولا تزال قضية الترشيحات جزءاً من الحوار الدائر الآن بين الكتل الفائزة. وبالنسبة إلى الأخ السيد مقتدى الصدر، فهو لا يخضع لضغط، ومعلوماتي وتقويمي أنه يرفض الضغوط من حيث جاءت. وبالتالي، فموقفه ينبع من قناعته. أما بالنسبة إلى ايران، فأوضحت على لسان حكومتها ومرشد الثورة الإسلامية أنها تدعم السيد المالكي.

* هل يعني قرار "العراقية" مقاطعة أي حكومة يترأسها المالكي، أنكم وصلتم إلى طريق مسدود إزاء ما اعتبر اقتراحاً أميركياً بتقاسم السلطة؟

- "العراقية" ستعمل من أجل ما يرضي العراقيين ويحقق الاستقرار والنمو، لكنها لا تعمل وفق إملاءات خارجية ولن تذعن لهذه الإملاءات بسبب إيمانها بالعراق. شخصياً، لا أعرف شيئاً عن اقتراح أميركي لتقاسم السلطة مع دولة رئيس الورزاء المالكي الذي كنت التقيته واتفقنا على بحث قضايا عدة انطلاقاً من موقف كنت فيه داعماً له ولحكومته أثناء توليه رئاسة الوزراء داخلياً وإقليمياً ودولياً، لكننا اكتشفنا أن هناك خلافات جوهرية بين برنامجينا، وأبرزها اعتماده على المحاصصة الطائفية، وأبلغناه ملاحظاتنا، لكننا انتظرنا شهوراً من دون رد أو اهتمام بنقاط جوهرية، ما قادنا إلى اتخاذ قرار الانسحاب من حكومته.

* لكن "العراقية" و "دولة القانون" أصدرتا إشارات متفائلة بعد لقاءاتك مع المالكي؟

- نهج المالكي استمر بعد الانتخابات باتجاه إقصاء الآخرين، وتحديداً محاولة الالتفاف على الاستحقاق الانتخابي لـ "العراقية"، فمرة يصفها "قائمة سُنّية" وثانية "قائمة بعثية" وثالثة "قائمة إرهابية"، ولاحقاً اتهمنا بتزوير الانتخابات فيما نحن في صفوف المعارضة. هذه كلها لا تدل على تغير النهج، إضافة إلى محاولة الاستحواذ على السلطة حتى عبر اختراع اسمه "التحالف الوطني" الذي استحدث بعد الانتخابات بهدف واحد هو سلب استحقاق "العراقية".

حاولنا تغيير دفة الحديث أثناء اللقاءات مع المالكي من توزيع المناصب إلى البحث في الشراكة الوطنية وكيفية تجسيدها، كما بحثنا في ثغرات بارزة في الدستور الذي كُتب على عجل، ومنها أن الدستور لم يحدد سقفاً لتشكيل الحكومة، وتحدثنا عن "خارطة طريق" للخروج بالعراق من أزمته، واتفق معي السيد المالكي في شأنها، لكن لاحقاً وبعد محادثات وفدينا، ظهرت التباينات جلية خصوصاً في مسائل جوهرية.

* وما هي ملامح "خارطة الطريق" تلك؟

- الخروج من الأزمة نراه من خلال الالتزام بالاستحقاق الانتخابي وتنفيذ مبادئ وأسس الديموقراطية والإيمان بمبادئ الشراكة الوطنية وتوزيع الصلاحيات، وفق منظار التوازن والرقابة والمشاركة الواقعية في القرار السياسي الاستراتيجي وإبعاد النفوذ الخارجي من أي جهة. هذا ما تراه "العراقية" وما تؤمن به.

* إلى أي مدى ستذهبون بخيار المقاطعة في حال تشكيل حكومة برئاسة المالكي؟ وهل تضمنون بقاء ائتلافكم موحداً؟

- الخيارات كلها مفتوحة أمامنا، والقرار هو لكل كتلة "العراقية" وقيادتها. وهي كائتلاف ستظل موحدة بإذن الله.

* يأخذ عليكم خصومكم أنكم تتحدثون عن عودة العنف في حال عدم تشكيلكم الحكومة، كيف تردون؟

- العنف ازداد في العراق منذ شهور وتصاعدت وتيرته وتراجع الأمن، وهناك مخاوف دولية متزايدة من زيادة احتمال تصاعده أكثر، فما بالك إذا عادت المحاصصة الطائفية السياسية إلى الصدارة في الحكومة المقبلة مرة أخرى، واستمر تهميش "الصحوات" ورجالها الذين قاتلوا "القاعدة"، واستمرت بعض الدول الإقليمية، وفي مقدمها إيران، في إذكاء المشاكل في العراق، أليس هذا تصعيداً خطيراً وإنذاراً مبكراً لاسمح الله؟

* هل تستبعدون ترجيح الأكراد كفة المالكي في حال موافقته على شروطهم؟

- أعتقد أن القوى الكردية حريصة على أوضاعها بقدر ما هي حريصة على أوضاع العراق ككل وكوحدة، وبالتالي هم حريصون على الشراكة الوطنية والصلاحيات وتوزيعها، وأرى أن الكرد سيرجحون كفة العراق وليس جهة ضد أخرى.

* هل تعتقدون أن تركيا قادرة على أن تلعب دوراً مقابلاً لإيران؟

- لا أعتقد أن المطلوب قيام محاور متعاكسة، بمعنى دولة ضد أخرى أو مجموعة دول ضد مجموعة أخرى. ما نريده أن تقوم حال من عدم الاعتداء والتدخل، وألا تستعمل أراضي الدول ضد دول أخرى، والاستعاضة عن ذلك كله ببناء سلم إقليمي يقوم على توازن المصالح والربط الاقتصادي التجاري، وهذا الدور يمكن لتركيا أن تلعبه بامتياز.

* هل ترون أن واشنطن تخلت عما تعتبرونها التزاماتها بدعم الديموقراطية في العراق ؟

- نعم. أميركا رأت بواقعية أن أحلامها ببناء ديموقراطية ناجزة مشابهة لديموقراطيتها تراجعت بقوة الضربات الإقليمية والتدخلات. ولم يعد ممكناً التعويل على أي موقف أميركي لإعادة الحياة إلى تجربة حملت أخطاء أكبر مما حملته من وعود حقيقية ببناء دولة عراقية معاصرة وحيوية وديموقراطية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف