حشود نسائية من "حزب الله" تعتدي على فريق من محكمة الحريري
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
في حادثة خطيرة تنذر بفوضى وتفتح باب الصراع المتفاقم على مصراعيه
المحققان كانا يريدان معلومات عن أرقام هواتف بين 14 و17 شخصاً قصدوا عيادة في الضاحية
النساء "الشرسات" تعرضن للمترجمة بشد شعرها وانتزعن حقيبة فيها معلومات مهمة من المحققين
العشرات هتفن بعد وصولهن بالباصات: "الله أكبر على الظالمين" "الموت لإسرائيل" "الموت للمحكمة"
بيروت
فيما كانت مساعي التهدئة ناشطة على أكثر من خط داخلي وخارجي, والاتصالات مستمرة لتأمين المخرج المناسب لعقدة ملف "شهود الزور" الذي سيطرح في جلسة لمجلس الوزراء لم تتحدد بعد, والاستعداد لاجتماع هيئة الحوار في الرابع من الشهر المقبل, فوجئ الوسط السياسي بحادثة الاعتداء على فريق المحققين الدوليين بالضاحية الجنوبية لبيروت, معقل "حزب الله", لتطرح أكثر من علامة استفهام لجهة المغزى والتوقيت في خضم المعمعة الحاصلة في موضوع المحكمة الدولية وما يتفرع عنه.
فالاعتداء على فريق من المحكمة الدولية كان يحقق في عيادة على طريق المطار وما تردد عن انتشال حقيبة من أحد المحققين تتضمن معلومات مهمة عن مسار التحقيق في عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري, فتح باب الصراع المتفاقم على مصراعيه بين المحكمة و"حزب الله", رغم أن الأخير رفض التعليق على ما جرى في الضاحية الجنوبية, نافياً أن يكون مكان الحادث تحت سيطرته.
لكن مصادر مطلعة أكدت أن ما يقارب 150 امرأة ينتمين إلى "حزب الله" هن اللواتي اعترضن محققين اثنين من المحكمة الدولية ترافقهما مترجمة, لدى تواجدهم في عيادة الطبيبة النسائية إيمان شرارة في محلة الأوزاعي, وذلك للاستفسار عن موضوع معين يتصل بعمل المحكمة.
أرقام هواتف
وروت شرارة ما حدث لوكالة "فرانس برس", موضحة أنها كانت ألغت مواعيدها في العيادة, صباح أمس, لاستقبال فريق من التحقيق الدولي بناء على موعد مسبق.
وقالت ان محققين يتكلمان باللغة الانكليزية وصلا إلى عيادتها برفقة مترجمة, وطلبا منها معلومات عن "أرقام هواتف بين 14 و17 شخصاً قصدوا عيادتك", مشيرين الى ان الملفات المطلوبة تعود الى العام .2003
وأبلغت شرارة المحققين ان هذا الامر سيتطلب منها وقتاً, فقالا لها "لا نريد ان نزعجك ويمكن للسكرتيرة ان تعطينا المعلومات".
وأضافت "خرجت من مكتبي لأتحدث مع السكرتيرة, فوجدت مشكلة طويلة عريضة: نحو 30 امرأة يصرخن ويعتدين على السكرتيرة بالدفع, حتى إن إحداهن أخذت ملفات (من احد الادراج) وداست عليها".
شد شعر
وأكدت شرارة أن "الممرضة والسكرتيرة تعرضتا للضرب", و"هناك من تعرض للمترجمة بشد شعرها", ووصفت النساء بأنهن "كن شرسات بطريقة غير طبيعية وكأنهن كن في تظاهرة", مشيرة إلى أن "المحققين هربوا" بعد الحادث.
وأشارت إلى أنها استشارت نقابة الاطباء ومحامياً قبل الموافقة على استقبال المحققين, وان النقابة أبلغتها بأنها "حرة في اعطائهم المعلومات التي يريدونها ام لا", مؤكدة أنها لم تنسق مع "اي جهة سياسية".
واستغربت الطبيبة "كيف أتت النساء اللواتي لا أعرفهن", مضيفة "أنا في وضع يشبه الانهيار العصبي, لم أتخيل أن يحدث هذا الشيء في عيادة".
وصلن بالفانات
من جهته, أكد مصدر أمني أن النساء تمكن من "انتزاع حقيبة" من احد المحققين قبل خروجهم من العيادة, مشيراً الى ان النساء "تعرضن بالشتم والسباب لفريق التحقيق".
ووسط معلومات عن أن النساء "وصلن الى مكان العيادة بالفانات التي كان يوجهها عناصر حزبية (من حزب الله)", أكدت مصادر أمنية أن العمل كان مدبراً, بدليل أنه وفور دخول المحققين إلى عيادة الطبيبة, حضر باص كبير يقل نساء "حزب الله", فيما بقيت دورية من الجيش اللبناني على مسافة بعيدة من موقع الحادثة.
الموت للمحكمة
وفيما أوضحت الأجهزة الأمنية المختصة أن زيارة المحققين كان يفترض أن تكون سرية وبمرافقة قوة من الجيش اللبناني, أوضح مصدر أمني مطلع لmacr;"السياسة" أن العيادة المذكورة كانت خالية إلا من عدد قليل من النساء الحوامل اللواتي كن في زيارة مراجعة دورية مع الطبيبة, وفجأة توقفت باصات كبيرة, يستخدمها عادة "حزب الله" في نقل المتظاهرين, أمام المبنى, وخرجت منها عشرات النساء وهن يطلقن صرخات موحدة مثل "الله أكبر على الظالمين", "الموت لإسرائيل", "الموت لأميركا", و"الموت للمحكمة".
وأشار المصدر إلى أن لجنة التحقيق كانت قد أجرت جميع الاتصالات اللازمة مع الأجهزة الأمنية لتسهيل هذه المهمة, وقد وافقت على طلب الدكتورة شرارة بالحضور إلى عيادتها بدلاً من حضورها إلى مقر رسمي, بعد حصول اللجنة على ضمانات أمنية وسياسية بعدم التعرض لها في الضاحية الجنوبية.
وأكد أن "حزب الله" كان في صورة هذه الاتصالات, ولكنه لم يعلن موقفاً واضحاً من مهمة التحقيق هذه, واكتفى مسؤوله الأمني وفيق صفا بالقول: "إن هذا الأمر من اختصاص الأجهزة الرسمية".
ورداً على سؤال, أكد مكتب المدعي العام لدى المحكمة الدولية دانيال بلمار انه "ينظر الى هذا الحادث بجدية كبيرة, ويتابع المسألة".