صحيفة إيرانية : فشل العرب في العراق ولبنان و«النووي»
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أعنف هجوم لصحيفة إيرانية على المملكة ومصر وآخرين
طهران
شنّت صحيفة مؤيدة للنظام الإيراني هجوماً عنيفاً ولاذعاً على بعض الدول العربية، منها السعودية ومصر، وشملت سوريا ايضاً، في وقت انتقدت صحيفة أخرى الوثائق التي سربتها ويكيليكس حول حرب العراق والدور الايراني فيها. في المقابل، انتقدت صحف المعارضة تصعيد الضغوط على السنة في ايران، وتناولت الوساطة التي يقوم بها الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز بين موسكو وطهران بأسلوب ساخر، مشيرة إلى انها فشلت في تقريب وجهات النظر.
نشرت صحيفة عصر ايران مقالا شنت فيه اعنف هجوم على المملكة العربية السعودية وسياستها الاقليمية، واعتبرت ان ايران هي المنتصرة، على حد زعمها، على المملكة سواء في العراق ام في لبنان ام في الموضوع الشرق اوسطي، وفي النووي الايراني..الخ.
والصحيفة لم توفر في هجومها مصر ورئيسها حسني مبارك، مع انتقادات خفية للرئيس السوري بشار الاسد!
جاء في المقال:
يجب اعتبار الفترة من يونيو2009 الى يونيو 2010، الايام الذهبية للسعودية في الشرق الاوسط. وعلى الرغم من كل الخلافات داخل المملكة في سبتمبر 2008، فان افاق المنطقة في يونيو 2009 بدت جلية امام الملك.
ففي السابع من الشهر ذاته، فاز الحريري الابن في لبنان على منافسه القوي حزب الله وحلفائه المسيحيين والسنة. وبعد ستة ايام، اي بعد الانتخابات الرئاسية في ايران، تصل الغيوم السوداء الى سماء طهران، وتبذل قناة "العربية" السعودية كل ما بوسعها لاظهار ان ايران قد "انتهى" امرها.
وتستغل الرياض الازمة التي حدثت في طهران وتضغط على زر تشغيل مشروع محاصرة ايران اقليميا. ولم ينتبه احد بعد في طهران الى اي مدى يمكن للصراع في الشارع ان يهدد المصالح القومية، واولئك الذين يعرفون اما انهم لاذوا بالصمت او منشغلون واما ان صوتهم لا يسمع!
وفي يناير 2010 يخوض جنوب السعودية حربا مع الحوثيين، وهذا لا يعد علامة جيدة بالنسبة للرياض.
لكن العراق اهم كثيرا. فالانتخابات في بلد تحده حدود مشتركة بطول 1300 كلم مع ايران، على الابواب وعلى الجهاز الدبلوماسي والامني في بلدنا ان يراقب هذه التطورات بدقة.
ويخوض الحلفاء التقليديون لايران في العراق الانتخابات من خلال جبهة مضطربة، رغم ان نوري المالكي لا ينوي تمرير الكرة الى احد. وفي اواخر مارس تعلن النتائج الرسمية للانتخابات، وتتقدم قائمة "العراقية" بزعامة اياد علاوي على "دولة القانون" بزعامة نوري المالكي بفارق مقعدين، وتتحول الى كتلة الأغلبية، الا ان السلطة الفعلية اكثر قوة من الـ 89 مقعدا للعراقية والدولارات النفطية السعودية. ويفهم رئيس الوزراء العنيد سريعا انه يجب عليه ان ينال دعم الحكيم والصدر، وكان عليه ان يعلم منذ البداية بان طريق تشكيل الحكومة يمر عبر بوابة التعامل مع طهران.
وفي بيروت، يبدأ ربيع عام 2010 ساخنا. ومع انه تبين ان شهود المحكمة الدولية ادلوا بشهادة زور، وبالتالي مرت ظلال تهمة اغتيال رفيق الحريري على دمشق، الا ان لعبة المحكمة وصلت الى دقائقها الحساسة. وتتحقق تنبؤات غابي اشكنازي رئيس الاركان الاسرائيلي. وتهتز دعائم حكومة الوحدة الوطنية في لبنان مع سماع صوت الحكم الظني للمحكمة حول ضلوع عناصر من حزب الله في اغتيال الحريري.
اما السيد حسن نصر الله وفي جلسة وجها لوجه مع الحريري الذي يطلب منه ان يقبل بتدخل عناصر "غير منضبطة" في حزب الله في اغتيال والده، او ان يحمل عماد مغنية مسؤولية الاغتيال لكي ينتهي كل شيء على ما يرام، فاذا به يبتسم ابتسامة ذات مغزى لرئيس الوزراء الشاب ويقول له "انس عماد، فانه رمز المقاومة، لكن فيما يخص سائر الاشخاص يجب ان اقول ان حزب الله يسوده النظام وتنفذ فيه جميع القرارات بتأييد الامين العام. كن على ثقة اننا لن نسلم حتى نصف شخص بسبب هذه التهمة".
ويغادر الحريري الضاحية وعندما يصل الى قريطم ، تتجاوز درجة الحرارة في لبنان حدود الاربعين درجة بحيث انه حتى زيارة بشار الاسد والملك عبد الله المشتركة الى لبنان لم تقدر على خفضها.
ويصل يونيو 2010، موعد قطاف الرياض لحصيلة جهودها في محاصرة ايران في ملفها النووي. ويصادق مجلس الامن على اقسى العقوبات. ولم تكن الدولارات السعودية غير ذي اثر على تغيير الموقف الروسي والصيني. لكن السعودية واميركا تعرفان ان ايران تملك اوراقا كثيرة في اللعب.
سوريا علاوي
وتبدأ الدبلوماسية الهجومية الايرانية: ففي لبنان حيث حزب الله لن يتراجع وان من مصلحة سوريا ان تتخلى في العراق عن اياد علاوي. ورغم ان بشار الاسد كان دائما الى جانب حزب الله لكن طهران تبلغ دمشق انه لا يمكن الامساك بالعراقية بيد وبحزب الله بيد اخرى.
ويعلم الرئيس السوري موقع حزب الله في الامن القومي لبلده، وانه مصلحة دمشق بالا تقترب اكثر من ذلك من الرياض، حتى وان اعتذر الابن الروحي سعد الحريري من الاسد بسبب اتهامه السابق لسوريا.
ومع ان السعودية لا تدعم تفتت حكومة الوحدة الوطنية في لبنان، لكن العراق بالنسبة للسعودية اهم في الظروف الحالية من لبنان. وتنظر المملكة بقلق كيف ان الرئيس السوري سافر الى طهران. فالاوضاع تسير على حساب السعودية. ويعرف احمدي نجاد جيدا ان اوباما ليست لديه مشكلة ازاء تولي المالكي رئاسة الوزراء. ويقنع الرئيس الايراني، بشار الاسد بان ينسى خلافاته مع المالكي وفي المقابل فان رئيس الوزراء سيعد باعادة تأهيل علاقاته مع دمشق.
قناة وسام الحسن ــــــ رستم غزالي الاستخباراتية الامنية
ان حزب الله يشكل الحدود الاستراتيجية بين طهران ودمشق، وبعبارة اخرى الخط الاحمر الذي لا يجب لاحد تجاوزه. ويعود الاسد الى سوريا، وتغلق قناة وسام حسن ورستم غزالي الاستخباراتية - الامنية، و بعد 24 ساعة، يصدر القضاء السوري 33 قرارا اتهاميا ضد شخصيات لبنانية وسورية وعربية وغربية فيما يخص شهادة الزور ضد سوريا بشأن ملف اغتيال رفيق الحريري.
والحريري لا يتلقى رسالة واضحة من الرياض. وتوقف ومن حواليه في مكانهم دون حراك. ويسمع صوت فارس خشان من باريس. والاهم، فقد فشلت محادثات التسوية. وكل شيء يصبح جاهزا لذهاب نجاد الى لبنان.
ويتم استدعاء الحريري الى القاهرة. وفي القاهرة يستذكر مبارك كلام جونز، مستشار الامن القومي السابق لاوباما والذي قال له في 2 سبتمبر في نيويورك ان احمل نجلك وارحل لانه ان فشلت المحادثات، فان الولايات المتحدة لن تستطيع دعم نجلك ليكون خليفتك.
مبارك وقفص الأسد!
وعلى غرار كل القادة العرب، حيث ان نجلهم يشكل اهم قضية بالنسبة لهم في اخر حياتهم، فان مبارك عازم على التمسك بهذا التقليد العربي العريق حتى وان كلفه ذلك ثمن الدخول الى قفص الاسد!
ويقول مبارك للحريري ان اسعوا جاهدين لتتم هذه الزيارة بهدوء وتحاشوا اتخاذ المواقف السلبية، وبلغ عزيزي جعجع (!) بالا يحرك حاليا يده اليمنى كثيرا.
وعلى اي حال، يصل الرئيس الايراني الى بيروت كبطل ويعود الى بلاده كبطل. لقد استطاعت ايران كسر الحصار العربي والذهاب من موقع القوة الى المحادثات النووية.
ولتعلم السعودية انه حتى اذا تم صفح عن بندر بن سلطان، فانها غير قادرة على تغيير الواقع الجديد. واذا اراد البعض اثارة فتنة جديدة في العراق، فحتى الوزارات الرئيسية في حكومة المالكي لن تصل الى علاوي.
انها الحقيقة. اذا تحولت يد ايران المفتوحة الى قبضة مشدودة، سيكون من الصعب فتحها، لذلك فالافضل ان يؤخذ رسالة الرئيس الايراني على محمل الجد. الملف العراقي قد اغلق، ولمصلحة الجميع ان يتم في لبنان نقل ملف شهود الزور الى القضاء اللبناني. لقد فتحت ايران مرة اخرى يدها ليعود الاستقرار الى لبنان.