جريدة الجرائد

قاسم حسين وسركيس نعوم : نصرالله و نساء الضاحية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نصرالله يضع الحلفاء والأعداء على المحك

سركيس نعوم النهار اللبنانية أثبت المسؤولون الكبار في بلادنا، او على الاقل غالبيتهم، انهم إما ساذجون وبسطاء وحسنو النية، وإما يتصنعون السذاجة والبساطة وحسن النية، عندما صدّقوا او اوحوا انهم صدّقوا ان ايجاد حل او مخرج لقضية شهود الزور مقبول من "حزب الله" وحلفائه الاقليميين داخل مجلس الوزراء سينهي التوتر القائم بين اعضائه، والاحتقان السياسي والمذهبي على الصعيد الشعبي، وسيفتح الطريق امام حكومة الرئيس سعد الحريري لمباشرة عملها فعلياً بعدما مُنِعت من ذلك منذ تأليفها بذرائع شتى. واثبتوا ذلك ايضاً عندما راحوا يبحثون، كل في اتجاه، عن المخرج العجائبي او السحري وعندما فشلوا في ايجاده، كان عليهم انتظار الموقف الذي اعلنه من على شاشات التلفزة مساء يوم الخميس الماضي الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لكي يستيقظوا من سذاجتهم او بساطتهم او صدق نياتهم. وتضمَّن هذا البلاغ اعلاناً رسمياً بمقاطعة حزبه، واستطراداً حلفائه في 8 آذار، وبموافقة اقليمية طبعاً، المحكمة الدولية. وتضمن ايضاً مطالبة للدولة بمقاطعة هذه المحكمة. وتضمن ثالثاً مطالبته للشعب او للذين منه معنيين بالمحكمة في رأي محققها والمدعي العام فيها بمقاطعتها. وتضمن رابعاً واخيراً اتهاماً واضحاً وصريحاً للمحكمة بـ"التجسس"، او بالعمل لمصلحة اسرائيل وذلك من خلال ايصال كل "الداتا" او المعلومات التي تحصل عليها في لبنان وعن لبنان الى الاجهزة الاستخباراتية فيها.وبهذه الامور الاربعة يكون السيد نصرالله اذاع ما يسمى في لغة الانقلابات العسكرية او الثورية او حتى السياسية "البلاغ رقم واحد". وبلاغ من هذا النوع يكون عادة اولى خطوات إعلان فريق ما الانقلاب على "السلطة الشرعية" في بلاده. علماً ان إعلاناً كهذا ترافقه عادة خطوات تنفيذية للانقلاب او للتغيير المطلوب كما يسميه البعض. والذي حصل ان الامين العام لـ"حزب الله" اكتفى بـ"البلاغ رقم واحد" ولم يزامنه مع الخطوات التنفيذية اللازمة، ربما لأنه اراد تحذير فريق 14 آذار، اي فريق الموالاة، وكل اركان السلطة وللمرة الاخيرة بضرورة تلبية المطالب المتنوعة التي قُدّمت له ولهم على مدى الاشهر الماضية، والتي تبدأ بالتبرؤ من "المحكمة الدولية" واعتبارها غير موجودة بسبب تسييسها وانحيازها الى اميركا واسرائيل، واستهدافها مقاومي احتلال الاخيرة في لبنان، وتنتهي بقبول وضع لبناني رسمي وسياسي ولاحقاً شعبي فيه الكثير من ملامح الوضع الذي كان سائداً في البلاد قبل انتفاضة الاستقلال في 14 آذار 2005 سواء كانت داخلية او اقليمية. وربما لأن حلفاءه الاقليميين وفي مقدمهم سوريا، التي تسانده في مطالبه المتعلقة بـ"المحكمة" لانها مستهدفة بها، مثل "حزب الله" تريد الافادة من قوة الأخير لاستعادة السيطرة على لبنان بواسطته وحلفائه كلهم. وربما لأنهم (اي الحلفاء الاقليميين ومنهم سوريا) يريدوناعطاء فرصة اخيرة لفريق 14 آذار كي يلبي ويتجاوب، والبعض يقول يستسلم، وذلك كي يستطيعوا تبرير ما حصل للمسؤولين السعوديين الذين دخلوا معهم في محاولة لترتيب البيت اللبناني. وربما لأن الحليف السوري المواكب ومنذ اشهر حركة "الحزب" الاحتجاجية على "المحكمة" في الداخل والمساعد في تهيئة الاجواء لها والمتريث في اعطاء "الحزب" الضوء الاخضر لتنفيذ الخطة الموضوعة في حال رفض التجاوب، ربما لأنه يحاول تحقيق انتصار بواسطة "الحزب" وشعبه وحلفائه الاخرين، لكنه يريد ان يضمن ان يعيده ذلك "ضابط الايقاع" الوحيد للبنان لا ان يحل مكانه "ضابط إيقاع" آخر محلي هو "حزب الله" المحمي من ايران وإن متحالفة مع سوريا. وربما لأن السيد نصرالله الامين العام لـ"حزب الله" خشي ان يصاب جمهوره باحباط مماثل للذي اصابه بعد فشل "اعتصام المخيم" في وسط بيروت وعلى مدى 17 شهراً في اسقاط حكومة السنيورة وفريق 14 آذار، وفي "تشليح" الاخير الغالبية النيابية في الانتخابات العامة التي اجريت بعد اشهر. علماً انه وفريقه حققا انجازات غير قليلة بواسطة "اتفاق الدوحة" وهي التي سمحت لهما بالتحكم بالحكومة او ربما بشلها وشل البلاد وبوضعها امام خيار الاستجابة او "الاستسلام" او "التغيير" كي لا نقول الانقلاب. والخشية المذكورة قد تكون نجمت عن ان "السيد" حضّر الناس جدياً لقرارات خطيرة بظهورات تلفزيونية منتظمة. ثم "هدأ" قليلاً رغم عدم تخلّيه عن مواقفه. ونجمت ايضاً عن تصالح السعودية وسوريا وعن اعطاء الاولى للثانية معظم ما تريده في الموضوع اللبناني لأنها تريد منها اموراً اخرى خارج لبنان. ومن شأن ذلك كله ربما اعادة سوريا ترتيب اولوياتها او تمكينها من اعادة الجميع حلفاء واصدقاء واخصام واعداء الى "بيت الطاعة"، وعذراً لهذا التعبير.الا ان الاسئلة التي تطرح نفسها منذ "البلاغ رقم واحد" للسيد نصرالله مساء يوم الخميس الماضي هي الآتية: ما هي الخطوة التالية؟ وهل تكون سياسية، اي حل "المشكلة" داخل مجلس الوزراء سواء بالاستسلام او بتطيير الحكومة او بتعطيل العمل الحكومي الرسمي؟ ام تكون سياسية - عسكرية؟ ام تكون شعبية سلمية او شعبية عنفية؟ وماذا ستكون ردود فعل حلفاء 14 آذار العرب وغير العرب؟ وهل يكون لاسرائيل رد فعل على سيطرة سوريا وايران و"الحزب" على لبنان؟ كل هذه اسئلة لا اجوبة لاحد عنها ولذلك لا بد من الانتظار. لكن السيناريوات التي يجري تداولها وخصوصاً في الدوائر القريبة من "حزب الله" ومن فريق 8 آذار تتميز بالحسم وتبدأ بالسياسة وتنتهي بغيرها. الله يستر.نساء الضاحية في الميدان!قاسم حسينالوسط البحرينيةفجأةً يتصدّر الفضائيات خبر تصدّي مجموعة من نساء الضاحية الجنوبية لفريق تحقيقٍ تابعٍ للمحكمة الدولية التي تكاد تفجر الوضع اللبناني من الداخل!الحدث سيبقى متصدّراً لنشرات الأخبار خلال الأيام الثلاثة المقبلة على الأقل، هذا إذا لم يتطوّر أكثر. فالخبر من نوع الأخبار التي تثير الكثير من علامات التعجب والاستفهام والاستغراب. فما الذي تفعله لجنة تحقيقٍ دوليةٍ في عيادةٍ لمعالجة أمراض النساء والولادة؟ وما ربط هذه العيادة بتحقيقٍ في جريمة اغتيال سياسية؟ ولماذا يسأل الفريق عن معلومات شخصية تعود للعام 2003، أي قبل عامٍ من الجريمة؟ ولماذا يطلب معلوماتٍ عن نساءٍ في بيئةٍ إسلاميةٍ محافظة؟ وهل يتوقع هذا الفريق أن يقابَل مثل الطلب المستهجَن بالتصفيق والزغاريد؟لو كان الاقتحام لعيادة رجالية لأمكن تفهّم الأمر بالبحث عن معلومات لمشتبه بهم! أما وقد حدث الاقتحام لعيادةٍ نسائيةٍ، فذلك سيلقي المزيد من الشكوك حول محكمةٍ تحرّكها الولايات المتحدة وتطرب لها "إسرائيل".طبيبة النساء إيمان شرارة التي لا يعرفها أحد، أصبحت فجأةً ضيفةً على الإعلام، وقد روت القصة من بدايتها، حيث اتصل بها شخصٌ يبدو من لهجته أنه فلسطيني أو أردني، لترتيب الزيارة برفقة فرنسي وأسترالي ومترجمة، وسألوا عن كيفية استقبال المريضات وأرشفة الملفات. وعلّقت قائلةً: "كنت حائرة، فأنا طبيبة نساء، وإذا اتصلت والدة إحدى المريضات لا أعطيها معلومات عن ابنتها". فكيف يطلبون منها أرقام وعناوين مريضاتها؟ ويبدو أن احتكاكاً حدث بسبب تجمّع بضع نساء (قدّرها المحامي بعشر سيدات) لعلاج حالةٍ طارئة، فأثار التأخير غضبهن وحدث نزاع ومشادات.في اليوم الأول تجنّب "حزب الله" التعليق على الحدث، ولكنه في اليوم التالي أعلن عن مؤتمرٍ عاجلٍ لأمينه العام، فـ "لعب العيال والمراهقين" زاد عن حدّه، حتى انقلب عرضاً مسرحياً هزلياً. وربما دفعه إلى ذلك رد فعل الفريق الآخر (الموالاة)، الذي أسرع إلى شن هجومٍ سريعٍ، معتبراً ما حدث اعتداءً خطيراً في إطار الحرب الشاملة التي تشنها المعارضة على المحكمة الدولية، واستهدافاً مباشراً للشرعية الدولية! وتحدث عن "اعتداء فرقة (نسائية) من الأهالي تابعة لحزب الله على المحقّقين"، وقدّرها بـ 150 كوماندوزة!الغريب أن ردود الفعل "الدولية" توالت بسرعة، فالمدعي العام للمحكمة الدولية أدان اللجوء إلى كلّ أشكال العنف! ورئيس المحكمة اعتبر الحادث "محاولة مدانة لإعاقة العدالة"، وتوعّد برفع تقرير إلى الأمين العام للأمم المتحدة. أما الولايات المتحدة فأدانت بـ "أشد العبارات الممكنة التي تمتلكها" هذا الهجوم العسكري! ومن المؤكد أن بقية الزعماء الغربيين المناضلين (ساركوزي وبراون وميركل وبرلسكوني...) لن يناموا (البارحة) قبل إصدار بيانات إدانة! وربما نقرأ صباح اليوم (الجمعة) روايات أخرى عن فرقة "الكوماندوز" النسائية التي هاجمت الفريق، وتفاصيل الهجوم العسكري وكيف تم الإعداد له والتدرّب على تنفيذه منذ العام 2003!لبنان عجز عن حلّ ملف شهود الزور. وقبل أسبوعين كشف عن سيطرة "إسرائيل" التامة على شبكة اتصالاته الوطنية، دون أن يصدر عن فريق الموالاة أدنى استنكار، بينما يذهب أحد نوّابه إلى أميركا ليضع الزهور على قبور جنود "المارينز" الذين "استشهدوا" أثناء غزوهم للبنان!لم تكن مجرد اقتحام لمستشفى نسائي في الضاحية، وإنّما غباءٌ إعلامي، ومكايدة سياسية رخيصة، وفضيحة أخلاقية لأرجوزات السياسة الطائفية في لبنان.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
معلومات خاطئة
ابن الارز -

الى السيد قاسم حسين،ارجو منك الاكتفاء بمتابعة احداث البحرين وعدم التدخل بامور يبدو انك تجهلها بالكامل حتى تجهل الحد الادنى من المعلومات عنها.او ربما ان الجهات التي تحاول السيطرة على بلدك وضمها لبلدها طلبت منك مقاربة الموضوع بهذا الشكل..؟؟؟واخيراً تحية للبحرين العربية الحرة الديمقواطية الواقعة داخل الخليج العربي والموصولة جغرافيا وتاريخيا بالعالم العربي عبر جسر المحبة مع شقيقتها المملكة العربية السعودية.

خلك في البحرين
حنتوش -

قاسم حسين يا اخي انت وين ولبنان وين ما عندك الا اللغو في شئ ما لك شغل فية .. محكمة دولية تفتش وبأذن الدولة اللبنانية خلك من جارك الشرقي وانتبه ولا تتدخل في شئ لا يخصك لا من قريب او بعيد

ابن الأرنبيط
عدو الأغبياء -

هكذا هم جماعة أربعتعش آذار عندما تواجههم بالحقيقة يهربون منها فهم اتهموا ضباطا أربعة وسجنوهم ثم برأتهم المحكمة لعدم وجود أدنى دليل ضدهم. واخترعوا شهود زور ومولوهم ثم هربوهم من البلد، ثم قالوا ما من شيء اسمه شهود زور.اتهموا سوريا بقتل رفيق الحريري وشتموها ثم اعتذروا وقالوا عنها أنها بريئة. يخترعون الكذبة ثم يكونوا أول من يصدقها ويريدون من الآخرين تصديقها دو تعقل أوبرهان.وها هم يستمرون في غيهم وغرورهم انها لعبة المال التي أغرقهم بها الحريري فلم يعودوا يستطيعون الخروج منها.

BARI2,AW JARI2
BARAZIL -

MSTR.KASSSEM HUSSEIN ANSSA7AK LI 2ETELLA3 AFTHAL 3ALA LI MAWTHU3 BI WAKE3IA AKTHAR WE MEHNIEA 3ALEIA 7ATA YAMKUNENA AL KIRA2A .

قاسم حسين عراقي
حسان -

الأخ ابن الأرز المحترمالدكتور قاسم حسين عراقي وليس بحرينيا

ردود
ابن الارز -

سيد حسان شكراً على التوضيح.عدو الاغبياء بيدو انك عدو نفسك بالدرجة الاولى...وإن كنت لبنانياً وتتمسخر على شعار بلدك فهذه مصيبة وإن لم تكن فخلك بشغل بلدك استر لك...وبالنسبة لموضوع المحكمة فلم يعد احد بحاجة للمحكمة فالحقيقة بانت وظهرت وانكشف المستور، فالمريب ما كاد ان يقول خذوني بل قال خذوني.

قاسم حسين عراقي
حسان -

الأخ ابن الأرز المحترمالدكتور قاسم حسين عراقي وليس بحرينيا

قاسم حسين بحريني
ميا -

مجرد تعديل قاسم حسين صحافي بحريني ، وله عمود في جريدة الوسط البحرينية

قاسم حسين بحريني
ميا -

مجرد تعديل قاسم حسين صحافي بحريني ، وله عمود في جريدة الوسط البحرينية

ولماذا الخوف
عباس ناصر -

ولماذا حسن نصر الله خائف وغاضب وحائر ويخشى من المحكمة فهل يشعر بأنهم سيجروه الى السجن؟فاذا كان برئ فلماذا يخاف ويهتز كل بدنه؟ اما اذا كان هو من خطط للاغتيال فسيكون بنظر كل الشعب .....ولن ينظر اليه احد باحترام وسكون مصيره مصير ....