جريدة الجرائد

العراقيون ومفاجأة الملك عبد الله

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عبد الرحمن الراشد

أدهشنا الملك عبد الله بن عبد العزيز، أمس، بمبادرته إلى قمة عراقية دعا إلى عقدها في الرياض يجمع فيها كل القيادات السياسية والحزبية. مفاجأة لأكثر من سبب، أبرزها أن المملكة العربية السعودية كانت ترفض التعاطي مع شأن الحكم العراقي، وتحاشت على مدى سنوات أن تقترب من الجدل العراقي. فجأة أعلنت البارحة أهم خطوة بدعوة كل العراقيين إلى مؤتمر عراقي وبرعاية الجامعة العربية. عمليا هذه أكبر خطوة سياسية بحق العراق في سبع سنوات، فانتقلت الرياض من الابتعاد التام إلى طرح مشروع مصيري لمستقبل العراق.

ومن الطبيعي أن يحاول البعض إفشال المبادرة، ربما اعتقادا بأن هدفها صياغة الرئاسات المقبلة، أو يحاول البعض الآخر إفشالها، لأنه يعتقد أن حظه في الرئاسة ضعيف، ولا يريد مؤتمرا لحسم الوضع المعلق، على اعتبار أن الفراغ الدستوري هو الأفضل. لكن أهمية دخول الملك عبد الله على الخط العراقي يعني أن الأمور في بغداد وصلت إلى مرحلة بالغة الحساسية، وقد تصبح بالغة الخطورة. وحتى لو حقق طرف من القيادات النصاب المطلوب لبلوغ رئاسة الحكومة، فإن ذلك سيظل محل شك عراقي وعربي ينتقص من شرعية الحكم العراقي الجديد. ومهما يكن، وإن اتفقت القوى على شخص بعينه لرئاسة الحكومة، فإن السعودية لا تستطيع أن تلغي أو تفرض اسما أو حزبا، لكن الذي تستطيع أن تفعله هو منح الفائز الشرعية الكاملة، كما حدث تماما في مؤتمر الطائف اللبناني.

رئيس الحكومة المقبل، سواء كان المالكي أو غيره، سيحتاج إلى أن يحكم في مناخ عربي مؤيد بدلا من الرئاسة الماضية التي شابها الكثير من الإشكالات السياسية والشكوك والقطيعة العربية. المؤتمر السعودي لن يقرر من يحكم العراق، بل سيمنح من يرضى به العراقيون الشرعية العربية تحت علم الجامعة العربية. عمليا السعودية تمنح النظام العراقي ما عجز عن الحصول عليه في السابق، الاعتراف الكامل والرعاية السياسية.

ومن الخطأ افتراض أن النتائج محسومة قبل أن يلتقي العراقيون في الرياض ويعلنون خيارهم في الرئاسات الثلاث. ربما يتفق قادة الأحزاب قبل أن يغادروا بغداد إلى مؤتمرهم في الرياض، وبالتالي يصبح دور المؤتمر تتويج الخيار العراقي وتعميده عربيا، والاحتفال بمرحلة جديدة. أما إذا وصلوا إلى الرياض وهم في حالة الاشتباك السياسي، فسيفعلون ما فعل اللبنانيون في الطائف قبل عشرين عاما، حيث تصبح القمة طائفا آخر للنقاش حتى الاتفاق. ولا يمكن مقارنة أزمة لبنان آنذاك بإشكالات العراق اليوم لأنها مختلفة. فالسياسيون العراقيون متفقون تماما على النظام السياسي وإطاره، لكنهم عاجزون عن الاتفاق حول الأنصبة التي تحدد مواقع الحكم.

السعودية لن تقول للعراقيين من يختارون، وهم بالطبع لن يقبلوا بهذا، ولن ترفض السعودية المالكي إن اتفقوا عليه، ولن تفرض عليهم اسما إن عجزوا عن التوصل، ولا تستطيع التدخل في مسار النقاش الذي سيتم كما حدث في الطائف، حوار فقط بين العراقيين، وستكون الجامعة العربية حاضرة كمنظم والسعودية كراع. نحن نعتقد أنها فرصة لجميع الذين يؤيدون السعودية، والذين يختلفون معها.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
Appreciation
Dr. Ali -

With all appreciation to King Abdullah for this but I am noticing that Abdul Rahman Al-Rashid is always supporting and pro any opinion from the Saudi government, I really did not like that, I did not believe in a writer who is supporting any government all the time. It is impossible that you and the Saudi Government have the same opinion all the time UNLESS ...........

وقت المباردة
حسين -

المباردة التي اعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد بن عبد العزيز، لو تمعنا فيها لوجدنا فيها حرص ومسؤوليه من قائد عربي حصيف يهتم بالامه واستقرارها وتقدمها واحترام خصوصيتها.... ولكن هل ان وقت المبادرة الان ؟ الجواب التمني لو ان المبادرة جاءت قبل اشهر وبعد مرور اكثر من شهرين على اعلان نتائج الانتخابات النهائية في حزيران الماضي ودون الاتفاق على تشكيل الحكومة.... كما ان جلالة الملك دعى عدد من القادة العراقيين منهم رئيس الجمهورية ونائبيه، عبد المهدي والهاشمي، والدكتور اياد علاوي عدة مرات، ورئيس اقليم كردستان وعدد من القيادات السياسية العراقية ولكن لم توجه الدعوة الى اي شخصية سياسية من دولة القانون ولا اقول المالكي زعيم الكتله وهو المهم ...اذن ما الهدف من توجيه الدعوة الان ؟ في وقت نلاحظ ان وكالات الانباء تتناقل الاخبار عن قرب الاتفاق على تشكيل الحكومة وقد تكون حكومة اغلبية سياسية بوجود معارضة برلمانية؟ وما يخشى انه قد تعود الاوضاع الى نقطة الصفر او الى المربع الاول في حالة عدم الاتفاق قريبا جدا على انهاء الجلسة المفتوحة ودعوة النواب الى الاجتماع لانتخاب رئيسا له ونائبين وكذلك انتخاب رئيس الجمهورية الذي سيكلف رئيس الوزراء من الكتله البرلمانية الاكبر حسب المادة 76 من الدستور... والله الموفق والتصرف بحسن النيه لخدمة شعبهم وامتهم

وقت المباردة
حسين -

المباردة التي اعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد بن عبد العزيز، لو تمعنا فيها لوجدنا فيها حرص ومسؤوليه من قائد عربي حصيف يهتم بالامه واستقرارها وتقدمها واحترام خصوصيتها.... ولكن هل ان وقت المبادرة الان ؟ الجواب التمني لو ان المبادرة جاءت قبل اشهر وبعد مرور اكثر من شهرين على اعلان نتائج الانتخابات النهائية في حزيران الماضي ودون الاتفاق على تشكيل الحكومة.... كما ان جلالة الملك دعى عدد من القادة العراقيين منهم رئيس الجمهورية ونائبيه، عبد المهدي والهاشمي، والدكتور اياد علاوي عدة مرات، ورئيس اقليم كردستان وعدد من القيادات السياسية العراقية ولكن لم توجه الدعوة الى اي شخصية سياسية من دولة القانون ولا اقول المالكي زعيم الكتله وهو المهم ...اذن ما الهدف من توجيه الدعوة الان ؟ في وقت نلاحظ ان وكالات الانباء تتناقل الاخبار عن قرب الاتفاق على تشكيل الحكومة وقد تكون حكومة اغلبية سياسية بوجود معارضة برلمانية؟ وما يخشى انه قد تعود الاوضاع الى نقطة الصفر او الى المربع الاول في حالة عدم الاتفاق قريبا جدا على انهاء الجلسة المفتوحة ودعوة النواب الى الاجتماع لانتخاب رئيسا له ونائبين وكذلك انتخاب رئيس الجمهورية الذي سيكلف رئيس الوزراء من الكتله البرلمانية الاكبر حسب المادة 76 من الدستور... والله الموفق والتصرف بحسن النيه لخدمة شعبهم وامتهم

شر البلية ما يضحك!
احمد المهاجر -

كعراقي ويشاطرني الراي ملايين العراقيين الاحرار عربا وكردا وتركمانا ................. والعراقيين لانهم بالحقيقة لم ولن يقدموا لنا اي شيئ . نحن اقدر على حل مشاكلنا واتمنى عليكم ان تحلوا مشاكل بلدانكم وشعوبكم اولا قبل ان تفكروا بحل مشاكل الاخرين.شكرا لايلاف للنشر.

شر البلية ما يضحك!
احمد المهاجر -

كعراقي ويشاطرني الراي ملايين العراقيين الاحرار عربا وكردا وتركمانا ................. والعراقيين لانهم بالحقيقة لم ولن يقدموا لنا اي شيئ . نحن اقدر على حل مشاكلنا واتمنى عليكم ان تحلوا مشاكل بلدانكم وشعوبكم اولا قبل ان تفكروا بحل مشاكل الاخرين.شكرا لايلاف للنشر.

دعوة هامة
د محمود الدراويش -

ان دعوةخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قد جاءت لتحيي الامل في نفوس كل الغيارى على العراق ,وهي دعوة في الوقت المناسب ,خاصة وان ازمة تشكيل الوزارة العراقية قد طال أمدها ويستمر مسلسل التراجع والانحدار في كل مجالات الحياة وتتعقد امكانية الاتصال السليم والحوار المجدي , وهي بالفعل دعوة جريئة وجريئة جدا بل ومفاجئة فالمعروف عن السياسة السعودية اتزانها ورصانتها وهدوؤها وابتعادها تماما عن المغامرات السياسية غير المجدية وغير المضمونة نتائجها , خاص اذا ما امعن النظر في المشهد السياسي العراقي و ما يحيط بالمسالة العراقية من تقاطع وتشابك مصالح متنوعة ولكثرة اللاعبين فيها ولرغبة الكثيرين استمرار الوضع المتازم في العراق وما يرافقه من فلتان امني وفساد وتدمير للعراق ,دعوة الملك عبد الله ليست دعوة للاسترزاق وليست دعوة للنفوذ بل فيها من الغيرة والسمو الكثير الكثير والا لما قدمت السعودية دعوتها هذه وفي ظل ظروف محبطة وعوامل لا تصب في امكانية نجاح جهد عربي لحل ازمة العراق,,طبعا الدعوة عامة لا تستثني احدا , والدعوة تتضمن اشراك الجامعة العربية واشرافها ولهذا فان لها درجة عالية من المصداقية واعتقد فرص النجاح والا لما كانت المملكة تطلق دعوتها هذه ,,,وانا اعتقد ان هذه الدعوة المباركة لخادم الحرمين ربما ستحدث فرزا واصطفافا يدلل على من هو جاد من القوى العراقية المختلفة في عمله من اجل العراق ومن يعمل لاجندات ليست عراقية وليست في مصلحة العراق ,,,ان هذه فرصة ان كتب لها النجاح او لم يكتب فانها ربما تكون آخر الدعوات والمحاولات الجادة لمساعدة العراق للخروج من ازمته ومحنته وفتح باب للاستقرار والسلام الاهلي لاعادة بناء ما دمرته الحروب الماضية ووضع شعب العراق في مكانه اللائق على طريق التقدم والازدهار ودحر الاحقاد وتطهير العراق من علقم وزعاف الطائفية والكراهية ,,, ان السعودية قد وقفت على مسافة متساوية مع كل العراقيين العاملين من اجل العراق ونأت بنفسها بعيدا عن التدخل في الشان العراقي وان دعوة خادم الحرمين اليوم هي احساس بحجم المسؤولية الملقاة على كاهل المملكة في خضم تازم المسالة العراقية وتعقدها وعبث العابثين بها , وهي ربما دالة على حجم الوضع الماساوي للعراق لا في صراع قواه السياسية المختلفة بل وفي كل جوانب حياته ومستقبل وحدة وسلامة اراضيه , نبارك لخادم الحرمين فطنته وغيرته وحرصه عل

دعوة هامة
د محمود الدراويش -

ان دعوةخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قد جاءت لتحيي الامل في نفوس كل الغيارى على العراق ,وهي دعوة في الوقت المناسب ,خاصة وان ازمة تشكيل الوزارة العراقية قد طال أمدها ويستمر مسلسل التراجع والانحدار في كل مجالات الحياة وتتعقد امكانية الاتصال السليم والحوار المجدي , وهي بالفعل دعوة جريئة وجريئة جدا بل ومفاجئة فالمعروف عن السياسة السعودية اتزانها ورصانتها وهدوؤها وابتعادها تماما عن المغامرات السياسية غير المجدية وغير المضمونة نتائجها , خاص اذا ما امعن النظر في المشهد السياسي العراقي و ما يحيط بالمسالة العراقية من تقاطع وتشابك مصالح متنوعة ولكثرة اللاعبين فيها ولرغبة الكثيرين استمرار الوضع المتازم في العراق وما يرافقه من فلتان امني وفساد وتدمير للعراق ,دعوة الملك عبد الله ليست دعوة للاسترزاق وليست دعوة للنفوذ بل فيها من الغيرة والسمو الكثير الكثير والا لما قدمت السعودية دعوتها هذه وفي ظل ظروف محبطة وعوامل لا تصب في امكانية نجاح جهد عربي لحل ازمة العراق,,طبعا الدعوة عامة لا تستثني احدا , والدعوة تتضمن اشراك الجامعة العربية واشرافها ولهذا فان لها درجة عالية من المصداقية واعتقد فرص النجاح والا لما كانت المملكة تطلق دعوتها هذه ,,,وانا اعتقد ان هذه الدعوة المباركة لخادم الحرمين ربما ستحدث فرزا واصطفافا يدلل على من هو جاد من القوى العراقية المختلفة في عمله من اجل العراق ومن يعمل لاجندات ليست عراقية وليست في مصلحة العراق ,,,ان هذه فرصة ان كتب لها النجاح او لم يكتب فانها ربما تكون آخر الدعوات والمحاولات الجادة لمساعدة العراق للخروج من ازمته ومحنته وفتح باب للاستقرار والسلام الاهلي لاعادة بناء ما دمرته الحروب الماضية ووضع شعب العراق في مكانه اللائق على طريق التقدم والازدهار ودحر الاحقاد وتطهير العراق من علقم وزعاف الطائفية والكراهية ,,, ان السعودية قد وقفت على مسافة متساوية مع كل العراقيين العاملين من اجل العراق ونأت بنفسها بعيدا عن التدخل في الشان العراقي وان دعوة خادم الحرمين اليوم هي احساس بحجم المسؤولية الملقاة على كاهل المملكة في خضم تازم المسالة العراقية وتعقدها وعبث العابثين بها , وهي ربما دالة على حجم الوضع الماساوي للعراق لا في صراع قواه السياسية المختلفة بل وفي كل جوانب حياته ومستقبل وحدة وسلامة اراضيه , نبارك لخادم الحرمين فطنته وغيرته وحرصه عل

مبادرة متاخرة
عراقى -

انا من المعجبين بحكام الخليج لمحافظتهم على شعوبهم واوطانهم طول المحن وخاصة احداث سبتمبر حيث قلبت البوصلة باتجاه العراق وكان ال18 هم من العراق اما عن المبادرة فهى ارجعتنى الى تفرير قبل 3 اعوام عن استقتال بندر مع بوش الاب لضرب العراق اذن مانمر به هو ابعادكم العراق من حساباتكم بعد انتهاء خدمات حارس البوابة صدام ولا تفيد اى مبادرة واعتقد ان العراق سيكون يمن ثانية واشرس حيث الملاذ الامن للقاعدة الشيعية والسلفيه وكله من وراءكم

مبادرة متاخرة
عراقى -

انا من المعجبين بحكام الخليج لمحافظتهم على شعوبهم واوطانهم طول المحن وخاصة احداث سبتمبر حيث قلبت البوصلة باتجاه العراق وكان ال18 هم من العراق اما عن المبادرة فهى ارجعتنى الى تفرير قبل 3 اعوام عن استقتال بندر مع بوش الاب لضرب العراق اذن مانمر به هو ابعادكم العراق من حساباتكم بعد انتهاء خدمات حارس البوابة صدام ولا تفيد اى مبادرة واعتقد ان العراق سيكون يمن ثانية واشرس حيث الملاذ الامن للقاعدة الشيعية والسلفيه وكله من وراءكم

التعليق رقم 1
عربي -

التعليق رقم 1، نحن علينا بالحاضر و مضمون و فحوى الموضوع، فإذا كان إيجابي و يخدم المصلحة فلماذا البحث في مواضيع لا معنى لها و التعليق بما لا يخدم الغرض من هذه المقالة.

التعليق رقم 1
عربي -

التعليق رقم 1، نحن علينا بالحاضر و مضمون و فحوى الموضوع، فإذا كان إيجابي و يخدم المصلحة فلماذا البحث في مواضيع لا معنى لها و التعليق بما لا يخدم الغرض من هذه المقالة.

لماذا الآن؟؟؟؟؟
رجاوي -

لقد قلتها ايها الكاتب لماذا صمتت المملكة طوال هذه المدة ولماذا تحركت الآن ومن يريد ان يفشلها ..السؤال لماذا تحركت السعودية الآن؟؟؟؟؟

لماذا الآن؟؟؟؟؟
رجاوي -

لقد قلتها ايها الكاتب لماذا صمتت المملكة طوال هذه المدة ولماذا تحركت الآن ومن يريد ان يفشلها ..السؤال لماذا تحركت السعودية الآن؟؟؟؟؟