إرهاب الطرود!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يوسف الكويليت
بدأ إرسال الطرود المفخخة مع إسرائيل عند نشأتها، واستمرت مع ضرب الفلسطينيين أو النازيين وقد شهد العالم مظروفات وأدوات مختلفة ترسل بها السموم والمتفجرات، وهي استنساخ بدأ مع الحروب الصغيرة ولن ينتهي..
القاعدة تستعمل كل محرّم بدءاً من الاستفادة من أموال المخدرات، ونهب الأماكن وانتهاءً باستخدام وسائل القتل والنسف والإبادة الجماعية، ولعل عملية الطرود التي اكتشفت قبل أن تصل أمريكا، ليست حالة رمزية، أو اختباراً لقدرة رصدها أو تمريرها، بل هي نوع من الحضور في الميدان في أي مناسبة، وقد استطاعت المملكة اختراق موانعها من داخلها عندما حذرت في العديد من المرات قوى غربية من عمليات محتملة، وسبق أيضاً دعوتها إنشاء مركز لمكافحة الإرهاب يكون مقره الرياض حتى يمكن للتعاون الدولي أن يكون فاعلاً وقوياً..
القاعدة تريد أن يكون اليمن قاعدة أخرى مع أفغانستان وباكستان مستغلة الظروف الراهنة، غير أن السلطة هناك لديها إمكانات عزل تلك الفئات وضربها ويفترض من المجتمع الدولي تعزيز قدراتها بالدعم المادي والتقني حتى لا تحدث ثغرة في الأمن الوطني لليمن، ومن ثم الأمن العالمي، وتحديداً في المنطقة العربية، ولو قُدر للقاعدة أن تنجح في بناء هياكل متينة لها، فإن الصومال هي الامتداد الطبيعي لها، وفي كل الأحوال سيكون العالم في مواجهة عريضة لهذه القواعد وتعدّد مصادر دعمها..
اليمن هو المتضرر الأول لأن إيقاف حركة الطائرات من مطاراته، أو إخضاع كل صادر منه إلى التفتيش والمراقبة، سيشل تجارته وعلاقاته بالعالم الخارجي، بل سيجعل كل فرد يمني عرضة للمساءلة والتدقيق في هويته وانتماءاته، مما يعني فرض حظر معقد يتسبب في مضاعفات صعبة إذا ماعلمنا أن العمالة اليمنية في الخليج العربي وخارجه، هي مورد اقتصادي مهم للأسر والمجتمع، وهنا لابد للمواطن هناك أن يعي مصالحه ووطنه ويتجرد من السلبية في الوقوع بحضن القاعدة، أو غيرها والتي تسعى، في سبيل أهدافها، إلى تدمير كل شيء..
الواقعة خطيرة، لكن اكتشافها يوسع دائرة العمل العالمي بحوافز أن الاستهداف لا ينحصر في دولة أو أشخاص ومنظمات، وإنما بكل ما تصل إليه أذرعة القاعدة وأساليبها، والدور هنا لا ينحصر في حدود حالة طارئة، إذا كانت المعركة ممتدة إلى أزمنة غير معروفة مع عدو يتلوّن ويعمل على توسيع أدواته، واستعمال كل أساليب التحايل والاختراق، إذ إن كل ضربة موجهة للإرهاب تعد انتصاراً عاماً لكل الدول، وبالتالي إذا كان العمل لا يجري على تعاون مفتوح، فإن الخاسر هو المجتمع الدولي برمته..
الإرهاب الماضي كان في عهدة حماية دول عظمى، وهو الآن مفتوح للانتقام لمن يدّعي عداوته مع أي دولة باستخدام القاعدة أو غيرها وسيلة، والدليل أن كشف ممولين ومراكز إيواء لعناصرهم هو جزء من خطوط مفتوحة لتنمية الإرهاب وتقويته..