لقاءات ما قبل هجرة «القاعدة» إلى اليمن

الرياض - ناصر الحقباني

بدأت تتكشف أخيراً ملامح الاتصالات التي أسفرت عن تكوين التنظيم الإرهابي الذي يطلق على نفسه "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب"، والذي يتخذ اليمن مقراً له. وقالت مصادر مطلعة لـ"الحياة" إن الفكرة نبعت من لقاءات "انفرادية" نظمها النائب الحالي لزعيم التنظيم السعودي سعيد الشهري مع عدد من السعوديين الذين استعادتهم بلادهم من سجن القاعدة البحرية الأميركية في غوانتانامو.

وتشير التفاصيل إلى أن الشهري نجح في إقناع 11 معتقلاً سابقاً بعد إخضاعهم لبرنامج المناصحة وإعادة التأهيل وإطلاقهم، بالانضمام إلى "القاعدة" الجديدة في اليمن، خصوصاً أن الضربات الاستباقية والتكتيكات السديدة من قوات الأمن السعودية ضد عناصر "القاعدة" جعلت الأراضي السعودية مقراً مستحيلاً للتنظيم المزمع.

ويرد اسم الشهري باعتباره المطلوب رقم 38 في قائمة الـ 85 مطلوباً الذين أعلنتهم وزارة الداخلية السعودية. وقد التقى الشهري زملاءه السابقين في مدن مختلفة في السعودية، وبحث معهم إنشاء تنظيم جديد يعمل بعيداً عن أعين قوات الأمن السعودية.

وكان أول المنضمين إليه المعتقل السابق في غوانتانامو محمد عتيق العوفي الذي كوفئ بمنصب القائد الميداني للتنظيم.

وشارك العوفي الذي سلّم نفسه إلى السلطات السعودية في شباط (فبراير) 2009 في اجتماعات الشهري مع المعتقلين السابقين. وكان أبرز المنضمين إليهما المعتقل السابق جابر جبران الفيفي الذي سلّم نفسه أيضاً للسعودية قبل نحو شهرين.

وقتل عدد من المنضمين إلى الشهري في اشتباكات مع قوات الأمن في السعودية واليمن. واختار العوفي والفيفي خيار العودة بعدما تفاقم في دواخلهم شعور بالصدمة من الفرق الكبير بين ما طرحه عليهم الشهري وما لمسوه على أرض الواقع في اليمن من تغيرات فكرية وشرعية وطائفية سيطرت على أيديولوجيا التنظيم هناك.

وبعد أن حصل الشهري على الضوء الأخضر من المعتقلين السابقين على قيام التنظيم الجديد، اتفقوا على مغادرة السعودية في مجموعات منفصلة إلى اليمن. وغادر الشهري والعوفي وثلاثة عناصر آخرين في المجموعة الأولى. ولحقت بهم مجموعة ضمت جابر الفيفي والمطلوب رقم 53 في قائمة الـ 85 عثمان الغامدي والمطلوب رقم 55 عدنان الصايغ على متن إحدى السيارات.

وعلمت "الحياة" أن التنظيم الذي اندمج في عناصر تنظيم "القاعدة في اليمن واختار ناصر الوحيشي (يمني الجنسية) قائداً وسعيد الشهري نائباً له وجد نفسه عاجزاً منذ يومه الأول عن شن هجمات على السعودية بسبب المشكلات اللوجستية وعدم وجود كوادر للتنظيم في المملكة. كما أن عناصره القيادية الآتية من السعودية أَلْفَتْ نفسها مضطرة إلى تخطيط وتنفيذ عمليات إرهابية لمصلحة الشق اليمني للتنظيم الذي يتعامل مع العناصر السعودية باعتبارهم ضيوفاً على الأرض اليمنية، ينطلقون تحت حماية قبائل يمنية.