جريدة الجرائد

إيران ليست عدواً... ولكن

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

محمد علي الهرفي

كنت ولازلت أعتقد أن إيران دولة مسلمة مجاورة لبلادنا العربية، وأن من حقها على العرب ومن حق العرب عليها أن يكون بينهما علاقات مميزة بحكم ما يجمع بينهما من روابط كثيرة لا يمكن فصلها مهما كانت الظروف...

ولكني أعرف في الوقت نفسه أن العلاقة بين إيران وبين بعض الدول العربية ليست جيدة، وأن هذا النوع من العلاقة هو الذي شجع أميركا على محاولة الضغط على هذه الدول لتكون إلى جانبها ضد إيران في أي مشروع عدواني قد تقدم به مستقبلاً في إيران...

وأعرف كذلك أن أميركا ومن ورائها إسرائيل تعملان بكل قوة لكي تقنعا بعض العرب أن عدوهم الحقيقي هو إيران وليس إسرائيل، وأن عليهم بالتالي أن يوجهوا كل جهودهم ناحية إيران، وأن يبتعدوا عن معاداة إسرائيل التي تقف إلى جانبهم ضد عدوهم إيران!!

الأميركان يعملون بكل قوة لتحقيق مصالحهم مهما كانت الوسائل المتبعة، ومصلحتهم هنا مع قضايا الصهاينة، ومادامت إيران تشكل تهديداً حقيقياً لليهود - بحسب قولهم - فإن المصلحة هنا في توجيه الجميع لعدو إسرائيل ومحاولة إضعافه...

لا تهمني هنا مواقف الأوروبيين تجاه إيران ومقاطعتها، ولا مواقف اللوبي اليهود ي والأميركان، ولكن الذي يهمني مواقف الدول العربية التي أرى أنها يجب أن تكون مغايرة لتلك المواقف رغم كل القرارات الدولية التي قامت على الظلم والاستبداد استجابة للضغوط الأميركية!

قد يقول البعض: لماذا لا نحترم هذه القرارات الأممية ونحن أعضاء في تلك الهيئات؟! وهذا سؤال وجيه لو أن الجميع يخدمون هذه القرارات! كم من قرار لم تقم له إسرائيل وزنا؟! وكم من قرار ضد أميركا من بعض تلك الهيئات هاجمته أميركا وانتقدته بشدة؟! فلماذا العرب وحدهم هم من يحترم تلك القرارات وهم يعرفون أنها ظالمة؟!

ولكن... أين دور إيران المطمئن للعرب لكي يقفوا معها؟! للأسف هناك مواقف إيرانية غير مفهومة ولا معقولة وما كان ينبغي للأخوة هناك أن يفعلوها!

الجزر الإماراتية لابد لها من حل جذري ولا يصح أن تبقى عقبة صعبة الحل، ووسيلة لابتعاد دول الخليج كلها عن إيران بسبب مواقفها من الجزر، وعندما تكون هناك نوايا طيبة فلن يكون الحل مستعصياً!

وتلك التصريحات التي يطلقها هذا المسئول الإيراني أو ذاك بين آونة وأخرى تجاه البحرين... صحيح أن الحكومة تنفي أنها مسئولة عن تلك الأقوال ولكن تكرارها يعطي انطباعاً سلبياً تجاهها...

السلاح النووي الإيراني يشكل معضلة للكثيرين، وأنا يهمني العرب وحدهم، ومع قناعتي أن من حق إيران أن تمتلك سلاحاً نوويا ليس للأغراض السلمية مادامت إسرائيل تملك السلاح نفسه إلا أن واجب إيران أن تفعل ما يطمئن العرب أن هذا السلاح لن يؤذيهم بأي صورة من الصور...

وفي هذا السياق فإن الخطوة التي قامت بها الدول العربية وغيرها في محاولة إجبار إسرائيل على الخضوع لتفتيش هيئة الطاقة الذرية عمل جليل يجب أن يتابعوه حتى يتحقق أسوة بما هو معمول به مع إيران...

والمفارقة هنا أن أميركا وبعض حلفائها يقفون ضد تفتيش المفاعلات النووية الإسرائيلية رغم علمهم أنها للأغراض العسكرية، ويقفون بكل قوة تجاه إيران!

الشيء المؤسف تعامل الحكومة الإيرانية بشكل سيئ وعنصري تجاه السنة في إيران مما يشكل هاجساً سيئاً من العرب تجاه إيران - فقد نشرت الصحف أكثر من مرة كيف تعامل إيران رعاياها السنة، وكيف تضيق عليهم في كل اتجاه...

زعيم الطائفة السنية في إيران مولي عبدالحميد منع أكثر من مرة من مغادرة إيران لحضور مؤتمرات يحضرها مسلمون من كل المذاهب!! والعجب أن إيران تحتضن مؤتمرات للتقارب بين المذاهب الإسلامية في الوقت الذي تمنع فيه رعاياها السنة من حضور مؤتمرات مشابهة خارج إيران!

وسنة إيران لا يجدون مسجداً يصلون فيه في طهران، وقد منعوا من بناء مسجد لهم رغم كثرة أعدادهم في العاصمة... والمستغرب أن تمنع إيران رعاياها من بناء مسجد بينما تسمح لغير المسلمين من بناء دور عبادة لهم!

قد يقول البعض: لماذا لا يصلون في المساجد المقامة فعلاً باعتبار المساجد لكل المسلمين... أقول: شخصياً أتمنى هذا ولكن الواقع المؤسف يقول شيئاً آخر! فالشيعة في كل أنحاء العالم لهم مساجد خاصة بهم ومادام هذا هو الواقع فلماذا تمنع إيران رعاياها من ممارسة عبادتهم؟!

هذه القضايا في غاية الأهمية، وهي التي تقرب بين إيران وبين جيرانها العرب، وهي التي تجعلهم لا يخضعون لأي ابتزاز من هنا وهناك...

من المهم أن تدرك إيران أنها إذا أرادت من العرب أن يقفوا معها ضد التهديدات الأميركية واليهودية أن تبتعد عن تأزيم العلاقات معهم بكل الوسائل...

إيران دولة إسلامية جارة لنا، تقوم بأدوار جيدة، وتقف مع قضايا العرب وخاصة مع إسرائيل، ومن مصلحة الجميع أن يضعوا أيديهم بأيدي البعض ليشكلوا قوة حقيقية تجاه الأطماع التي تهددهم جميعاً...

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ليست عدوا
د محمود الدراويش -

الاخ الهرفي اجاد وافاد , اذ يجب ان تتوقف حملة معاداة ايران وان تصحح ايران من اخطائها , لا استطيع الا ان اتوقف مندهشا ومبهورا من حجم الاتهامات التي وردت وترد تباعا في العديد من اجهزة الاعلام ووسائله, والتي تجمع ايران وحماس وحزب الله والاخوان المسلمين وتلميحا اطراف اخرى وتصب عليهم جام غضبها , وانا لا اود ان ادافع عن احد منهم في تعليقي لكني اود ان اشير الى خطا مجحف وضار وذو تبعات وهو خطر مقارنة الشعب الايراني بالصهاينة ,واني لمعرفتي بعلم نفس الشعوب مشفق على امتنا حاضرا ومستقبلا من طرح ومنطق غريب عجيب لا هوادة فيه ولا فسحة لمراجعة الذات وادخال عوامل تتصل بالعقيدة ارثنا المشترك مع ايران , او ادخال عوامل الجيرة والاهم من هذا كله العواطف التي تربط اخوتنا الشيعة العرب الاثنى عشريين بابناء طائفتهم الاكبر في ايران ,وغيرها الكثير من العوامل التي تلزمنا الحذر وتفرض علينا تخفيف و تلطيف لهجة الخطاب تجاه ايران , اننا وفي قمة ضعفنا وضياعنا مطالبون بالتصرف والتحدث بعقلانية وحكمة وان نبتدع افضل تقنيات الدبلوماسية للابتعاد بنا وبايران عن ساحة المواجهة والعداء والكراهية والاقتراب قدر الامكان من منطق التسويات والمساومات والحلول الوسط , وكحد ادنى المحافظة على حدود الاتفاق وتجميد موضوعات الخلاف الى فترة مناسبة اخرى , والا فهل بمقدور العرب فتح جبهة جديدة مع ايران ووضعها في ذات موقع العداء والاستعداء والكراهية التي تكنه الامةللاسرائيلين !!, ان ما يجري في اعلامنا العربي من تحريض على ايران وقدح وشتم واستخدام ذات الصيغ الموجهة للاسرائيلين بل حتى احيانا ما هو اسوء , زلل وخطب مؤسي ومبكي, ان المرء ليصاب بالغثيان والمرارة وهو يرى خلطا غريبا للاوراق , لا يخدم امتنا ,ولا يقربها من التقدم والحرية والخلاص من سطوة الصهاينة وبطشهم وسعيهم الحثيث لتامين تفوق على العرب مجتمعين والتحكم في شؤون المنطقة , لنقف ممحصين متمعنين امام مشهد المقارنة التي يحددها العديد من كتابنا ومعلقينا فلا اجد مصلحة او منفعة للامة من هذا الذي يجري ,بل تجيشا وتحريضا على ايران في الوقت الذي فيه نحن عاجزون عن حماية مقدساتنا والدفاع عن انفسنا من خطر اسرائيلي ماحق وواقع , ولست واجدا في المقارنة شيئا من الموضوعية والحكمة ,الا انني ارى ان من الضرورة تسطيح الامور خدمة للوعي والفهم وتحفيزا للذاكرة,,, الاسرائيليون يدمر

ياسلام
محمد عبدالله -

ياسلام على صوت العقل بالفعل كلام سليم حتى النقد هنا بعيد عن التشنج والعصبية أحسنت فكم والله أستغلونا وأستعمرونا والسبب أنقساماتنا مرة سني وشيعي مرة فلاني وعلاني وهكذا فرقوا ثم سادوا علينا أحسنت ياكاتبنا وفق الله

ايران..جارة متسلطة
بن ناصرالبلوشي -

يبدوأن(الافراط)في مجالسة ومصاحبة أصحاب العمائم..يعمي أبصار(البعض),لذايعملون على(ايهام واستغفال)الآخرين(بنفي خطورة وعدوانية الجارة)!ولن تجلي(الغشاوة)عن اعينهم الابعدأن تمسهم النيران(لاسمح اللة)-اللة يحفظ دول الخليج العربي وخصوصا(البحرين)..منهم!

شكرا ايلاف
فوزية علي -

مقال في منتهى العقل والحكمة...دعونا نكون يدا واحدة ...لافرق بين شيعينا وسنينا..شكرا لايلاف على اتحافنا بهذا المقال الرائع ويجب ان يفسح المجال في الاعلام لمثل هذه المقالات العاقلة.

تخدير الشعوب
سيف الحق العربي -

نحن في عصر المعلومات التي كانت حكراً على الإستخبارات وبات المواطن العادي ذو البصيرة يدرك خطر إيران ووهمها وغطرستها وحلمهاالفارسي الخبيث ومظلوميتها التي تدعيها وتأجج السذج لحقدها على من مرغ أنفها أكثر من مرة ومحاولاتها البائسة واليائسة لتحقيق مجرد إنتقام ممن هد عرش كسرى مستغلة الإسلام وشعاراته لتحقيق حلمها الواهم وما علمت أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأنه لن تقوم لها قائمة على المسلمين حتى قيام الساعة وأنهم سيهزمون في حرب مقبلة شر هزيمة وعلى الشعوب العربية اليقظة والحذر منها ومن إسرائيل وعدم الإنخداع بشعاراتها الزائفة

Egyptian
Salah -

مقالة جيدة جدا وللعلم غالبية الشعوب العربية والاسلامية مع ايران وحزب أللة ويعتبرونهم اخواننا و من نفس العاىٌلة الخلافات موجودة بين الاصدقاء فى جمىع دول العالم وليس مقتصرة بين ايران وبعض الحكومات العربية والتى في غالبها مصيطر عليها من قبل اعدآ كل ما هو عربي او مسلم, لاشك العرب والمسلمون جميعا امام خطر كبير الان واكثر في المستقبل لذا يجب علي كل من يحذو حذو اعداىٌنا من الحكومات العربية والصحف وشبكات التلفزة العربية ان تراجع خططها الموجهة ضد ايران بحزم,الاتحاد قوة وموٌكدا عدونا الحقيقي ليس ايران انها حتماَ مجرد اشاعات ولكن الواضح وضوح الشمس هو كما تعرفون جميعاَ فهي العصابات الصهيونية في الشرق الاوسط وامريكا والدول الغربية المحتلة والموجهة من الصهاينة عدوكم الي يوم الدين,اتحدو ينصركم أللة.

ايران عدوة نفسها
Adam -

أيران دولة عدوة نفسها. النظام الملالي صنع لنفسه هالة مقدسة و يريد اجبار الناس على تبعيتهن و لو بالقوة. تجربتنا مع ايران لم تكن يوما جيدة و دعمها للمنظمات الانفصالية في الوطن العربي ليس دليل محبة. الاحواز ما زالت محتلة وجزر الامارات الثلاث ايضا. اضطهاد مواطنبها من السنة و رصد المليارات لتشييع الفقراء في الدول الاسلامية. من اكبر الدول المصدرة للنفط و شعبها يركب الحمير للتنقلات لندرة و غلاء البنزين. ثرواتها تهدر على صنع الاسلحة و لدعم الارهابيين بالدول الاسلامية. شعبها مقيد الحرية و يعيشون على زمان نوح... من عدو من هنا. ليست حجة انها دولة اسلامية, فالمانيا على سبيل المثال بها مسلمين و يتمتعون بحرية اكثر من مسلمي ايران.

لا حياة لمن تنادي
حجي حيدر . ابو أيه -

لا حياة لمن تنادي يا د.محمود استطاع الاعلام من ادخال مفهوم ان ايران هي العدو وليس اسرائيل ...!!! الله كريم ... وعند الله تجتمع الخصوم يا عرب .