جريدة الجرائد

حسين شبكشي وجاسر الجاسر: كلمات في محمد عبده يماني

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

رحم الله الفقيد متعدد المواهب.. ومحبوب الجميع

جاسر الجاسرالجزيرة السعوديةرحم الله الدكتور محمد عبده يماني.. الرجل الذي أعتقد أن الجميع أحبه داخل المملكة وكل من عرفه من خارج المملكة. رجلٌ تعلو السماحة وجهه، يهب لمساعدة كل من يحتاج للمساعدة سواء أكان يعرفه أو لا يعرفه، ثمان سنوات عمل وزيراً للإعلام، فلم يُغضب الجميع، وأرضى كل من تعامل معه بالوزارة. في اجتماعات مجلس الوزراء كان يدافع عن الزملاء الصحفيين عندما يشتكي بعض الوزراء من مقالات الصحفيين التي تتحدث عن قصور في عمل تلك الوزارة. يحضر لمباني الصحف السعودية، ويتحدث مع الصحفيين كواحد منهم بحبٍ وبتواضع وبأدب جم، فيشعرك بأنك الوزير وهو الصحفي، متواضع إلى درجة تشعرك فيها بالخجل، وأنت تعلم من هو، فالرجل عالم جيلوجيا، وعالم محتسب في الشريعة والفقه، فوق كل ذلك أديب كتب باللغتين العربية والإنجليزية وأجاد، وقبل ذلك أستاذ أكاديمي نفع بعلمه جامعتين هما باكورتي التعليم الجامعي في بلادنا، جامعة الملك سعود، وجامعة الملك عبدالعزيز، وحاضر في المدارس العسكرية ثم في كليتي الملك عبدالعزيز الحربية وكلية القيادة والأركان، وإداري محنك فقد عمل وكيلاً لوزارة المعارف للشؤون الفنية ثم وكيلاً لجامعة الملك عبدالعزيز ثم مديراً لها. هذا الرجل الذي أثرى المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات التي تنوعت بين الأدب والعلوم، وأدب الدعوة إن صح التعبير، فقد تابع نشاط المسلمين الأمريكيين السود، والإسلام في إفريقيا، وكشف حقيقة البهائيين. إلى كل هذا اهتم الراحل بأبنائه الرياضيين، فكان حكيم رياضيو مكة المكرمة وابنها البار، فكان يرعى بحكمته نادي الوحدة الرياضي، فمثّل الرياضيين في العاصمة المقدسة، وظل يرأس مجلس الشرف في النادي المكاوي حتى وفاته -رحمه الله-. أبو ياسر، الدكتور محمد عبده يماني، ستظل أجيال الإعلاميين والصحفيين تتذكره، والعاملون في الدعوة، والإعلاميون والجيولوجيون وكل من درس واستفاد من علمه. رحم الله هذا الرجل الذي فقدناه، ونبتهل الله في هذه الأيام الفضيلة أن يتغمده برحمته ويدخله جنانه وأن يلهم أهله وذويه وأصدقاءه وتلامذته ومحبيه الصبر والسلوان و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. وداعا أبا ياسر الشرق الاوسط اللندنية حسين شبكشي غيب الموت وزير الإعلام السعودي الأسبق محمد عبده يماني بعد حياة مثيرة بالأحداث. أبو ياسر، وهو الاسم الذي اعتاد محبوه أن ينادوه به، عُرف عنه حب الإطلاع والتواصل مع الناس ومساعدة الكثيرين منهم. تخصص علميا في علوم الأرض الجيولوجية، وبرع في الجانب التعليمي حتى ترأس جامعة الملك عبد العزيز، ومن هناك انطلق بعدها ليرأس وزارة الإعلام في زمان مثير كانت السعودية تمر فيه بأحداث جمة، والمنطقة بالكثير من التقلبات.أجاد أبو ياسر التعامل معها بذكاء وحرص على "التوازن" مع الشخصيات المختلفة التي كانت تتابعه، ونجح في ذلك. كان أبو ياسر شخصية ثرية في الجوانب المختلفة؛ فهو يملك فضول الباحث والمثقف، ولديه حس الحارة الشعبي وقراءة الناس البسطاء و"خفة الدم" وحضور غير عادي يسرق المجلس في أي فرصة وبأقل جهد، سواء أكان بدعابة سريعة أم بتعليق خاطف ينال فيه استحسان الحضور وابتسامتهم، وكان كذلك ناصحا وجريئا ومدافعا عن الإصلاح والوسطية والمواطنة والمساواة، ولديه العديد من الكتابات والمحاضرات والمواقف التي تشهد بذلك.كانت تربطه بوالدي الراحل علاقة خاصة، وهو الذي رشحه لوزارة الإعلام، كما قال للراحل يوما أمير النبل والوفاء سلمان بن عبد العزيز واستشهد الراحل بهذه الواقعة في برنامج تلفزيوني بعدها. وتواصلت علاقتي، وأعتز بالقول صداقتي، بالراحل عبر الوقت، ورأيت فيه سماحة وسعة صدر واستيعابه لتقلبات الدنيا وتموجاتها وحفاظه على الصداقات والعلاقات دون أن يتغير. فظل هو كما هو ابن مكة وأحيائها وأزقتها باقيا على صداقاته التي كونها آنذاك دون أن يتنصل منها ولا أن تغيره صداقات علية القوم التي عرفها بعد ذلك.اهتم في السنوات الأخيرة بالتصدي لظواهر التشدد والتطرف الفكري التي ابتليت بها البلاد وكتب وحاضر كثيرا في ذلك الشأن، حاضر كثيرا كذلك في الوفاء للملك المؤسس عبد العزيز ومواقفه المهمة مع الكثير من الشخصيات المعروفة وغير المعروفة، وكذلك حاضر وفيا وذاكرا للمودة فيما يخص الراحل الملك خالد بن عبد العزيز، وهو الذي عاشره وكان وزيرا ناجحا معه وكذلك شارك في مناسبة تخص ذكرى الراحل غازي القصيبي الذي رافقه وزامله سنوات طويلة. عُرفت عنه فصاحته وبلاغته في السجالات الفكرية وعرف عنه استخدامه لجاهه وعلاقاته مع النافذين والمسؤولين لمساعدة المحتاجين وأصحاب الظروف الملحة.في السنوات الأخيرة بالذات كتب ما يقارب الـ30 كتابا في مواضيع فكرية ودينية واجتماعية ودعوية وترجم بعضها إلى اللغة الإنجليزية، وكانت له أيضا بعض الإصدارات الروائية. صادق الإعلاميين والرياضيين والساسة ورجال الدين وأصحاب الأعمال وكان ناجحا ولافتا في علاقاته، مما جعله "نكهة" المجلس الموجود فيه، خصوصا إذا ما بدأ في سرد ذكرياته و"سوالفه" وطرفاته، وهي جميعا تستحق التدوين والتوثيق، لما فيها من معانٍ ومعلومات جميلة.محبو محمد عبده يماني كثر وفي مناطق وبقاع مختلفة من السعودية والعالم العربي، سيفتقدون فيه الأخ والأب والصديق والناصح والعالم والمحب، كثير من الأحيان لم يكن بحاجة لأن يتحدث معك، فقط ينظر إليك ويبتسم ويلوح بيده فتنطلق الضحكة على شفاه الحاضرين. كان مواصلا لأحبابه وصحبه، عرف عنه ذلك، ولصحبته مذاق خاص وسيتأثر بفقدانه الأقرب إليه وهم: رجل الأعمال الكبير (وشقيق زوجة الراحل) صالح كامل، وكذلك السيد أحمد عبد الوهاب، والسيد أمين العطاس.. جميعهم سيشعرون بمرارة فقده، كما سيحسها غيرهم. كل العزاء لأبنائه البررة: ياسر وعبد الله وعبد العزيز، وكذلك لبناته وأسرته ومحبيه أجمعين. كان رجلا محبا وجميلا، ترك كل مجلس بابتسامة وتحية، وغادر الدنيا بمحبة وشوق إليه.نسأل الله له الرحمة والمغفرة وأن يسكنه الحق، عز وجل، فسيح جناته وأن يلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
رحم الله يماني
صالح -

رحم الله الدكتور محمد عبده يماني وتقبله في الصالحين لقد قابلته يوما وكنت شابا صغيراً وهو علم كبير فكان تواضعه وخلقه أميز ما رأيت وكان علمه المتدفق دلسلاً واضحاً على التزام بالوسطية دون تشدد. رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته.