جريدة الجرائد

خروج المعتدلين من العراق

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عبد الرحمن الراشد


اتفاق العراقيين على إنهاء أزمة الحكم إنجاز تاريخي يستحق الشكر. بعد أشهر من التوجس نستطيع أن نتنفس الصعداء، فلولا اتفاقهم ربما انزلق العراق إلى طريق الهاوية. ورغم اختلاف القادة على المناصب والحصص فقد برهنوا في الانتخابات، وما تلاها، أنهم عمليون وواقعيون ومعتدلون وإن بدرجات مختلفة. لكن أكثر القوى اعتدالا خسرت، وهي القائمة العراقية، أكثرها تمثيلا في تركيبتها للشعب العراقي من سنة وشيعة وعرب وغيرهم، إضافة إلى أنها أكثر من فاز بأصوات الشعب العراقي. كنا نرجو أن تأخذ دورها في الحكم، خاصة في هذا الزمن الذي يتشكل فيه العراق، لتعزيز مفهوم عراق مختلط لا مشرذم ومحصص. إنما، بكل أسف، صار الخاسر في الانتخابات هو الكاسب في الرئاسات. نتيجة يلام عليها العراقيون والأميركيون وقوى المنطقة المعنية باستقرار العراق ومستقبله.

يلام الأميركيون لأنهم لا يزالون مسؤولين عن دعم الدولة العراقية الجديدة وبإمكانهم تجنيبها السير نحو الظلام. كان همهم فقط حسم الوضع المعلق بأي صيغة ولا يهم كيف سيكون المستقبل!

نتنفس الصعداء مع شيء من القلق، لأن ثمن إنهاء أزمة الرئاسات جاء بحكومة مشوهة، كثيرة المناصب والوعود والصلاحيات، تظهر التوافق وتبطن الخلافات والفتن بين المتحاصصين. مثلا، تم إحياء مجلس السياسات لإرضاء الدكتور إياد علاوي، الذي حرم من رئاسة الوزراء. المجلس الجديد يكرر ويزاحم مجلس الوزراء، وينافس نظريا موقع الرئاسات. سيزيد المشكلات، ولن يمنح علاوي أي قيمة حقيقية، وإلا فكيف يمكن لمجلس لا تقر فيه القرارات إلا بنصاب ثمانين في المائة أن يصدر أي قرار؟ الحصول على ثمانين في المائة شرط تلبيته شبه مستحيلة خاصة في وجود أحزاب متعددة ومختلفة. نحن رأينا كيف أن السياسيين فشلوا في تأمين واحد وخمسين في المائة فقط من الأصوات لحسم رئاسة الحكومة في ثمانية أشهر فكيف يمكن أن يجمعوا ثمانين في المائة؟

صلاحيات رئيس الوزراء الهائلة، الذي يحكم عمليا كل شيء في البلاد من أمن ودفاع ونفط ومالية وسياسة، لم تقلم رغم وعود بذلك. ها هي حكومة الرجل الواحد تتكرر اليوم رغم أنها يفترض أن تكون حكومة ائتلاف أحزاب لا حزب واحد. كيف سيدار العراق في الداخل؟ وكيف سيدير علاقاته مع دول الجوار؟

وجه اللوم إلى الرئيس الأميركي السابق جورج بوش عندما حل الجيش والأمن فتسبب في انهيار الأمن. واليوم سيوجه اللوم إلى حكومة الرئيس باراك أوباما لأنه رغم فوز قائمة المعتدلين (العراقية) بالرقم الأكبر ووجود أكثر من فريق مستعد لدعمها، استسلمت وساندت الوضع القديم متخلية عن التزاماتها الأدبية. والخشية من تبعات الموقف الأميركي التي قد تكون كبيرة لاحقا.

فإذا كان العراق قد تجاوز ثمانية أشهر صعبة، فقد بقي أمامه نحو أربعين شهرا خطرة.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
Alawii
Hamza -

By defending alawii , you only defend the tazweer that took place in the last election. You know very well who paid for that tazweer and how much was paid. The problem in Iraq is that we have bad neighbors , all of them with no exception . I very much wish that the new government will build high walls at the Iraqi borders to separate Iraq from these so called neighbours.

Alawii
Hamza -

By defending alawii , you only defend the tazweer that took place in the last election. You know very well who paid for that tazweer and how much was paid. The problem in Iraq is that we have bad neighbors , all of them with no exception . I very much wish that the new government will build high walls at the Iraqi borders to separate Iraq from these so called neighbours.

تحليل غير موفق
مالك حسن -

تحليل غير موفق للاستاذ عبد الرحمن الراشد. ان دل على شيئ فانما يدل على انه لم يقرآ الواقع وانما كتب بناء على ميوله الشخصية وهو امر لاينبغي للكاتب والمحلل السياسي ان يقع فيه،انه يكرر الحديث عن القائمة الفائزة في حين ان هذه القائمة لايمكنها عمليا جحع الاغلبية المطلوبة لتشكيل الحكومة.

تحليل غير موفق
مالك حسن -

تحليل غير موفق للاستاذ عبد الرحمن الراشد. ان دل على شيئ فانما يدل على انه لم يقرآ الواقع وانما كتب بناء على ميوله الشخصية وهو امر لاينبغي للكاتب والمحلل السياسي ان يقع فيه،انه يكرر الحديث عن القائمة الفائزة في حين ان هذه القائمة لايمكنها عمليا جحع الاغلبية المطلوبة لتشكيل الحكومة.

تحليل منحاز
fadhel elbasri -

وهل ان مناصب رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الدراسات الاستراتيجية ونائب رئيس الوزراء وحقيبة الخارجية ومناصب رفيعة اخرى عند تشكيل الوزارات غبن بحق العراقية ؟ ماالمطلوب اكثر ؟ ولست ادري اي خاسر كسب المناصب ؟ انا ايضا اعتقد بان التحليل غير موفق بل منحاز

تحليل منحاز
fadhel elbasri -

وهل ان مناصب رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الدراسات الاستراتيجية ونائب رئيس الوزراء وحقيبة الخارجية ومناصب رفيعة اخرى عند تشكيل الوزارات غبن بحق العراقية ؟ ماالمطلوب اكثر ؟ ولست ادري اي خاسر كسب المناصب ؟ انا ايضا اعتقد بان التحليل غير موفق بل منحاز

عراق المعتدل
حسون -

اعتقد انه تحليل ملكي فقط

عراق المعتدل
حسون -

اعتقد انه تحليل ملكي فقط

تحليل منحاز
حسين -

ليس كل ما يكتبه السيد الراشد وما يدلي به من اراء موفقه بل هي منحازة لطرف معين مما يدلل على عدم حياديته وبشكل خاص ما تابعنا مقالاته عن الشان العراقي... لاحظنا انها منحازةبشكل ملفت للنظر الى قائمة الدكتور اياد علاوي ... وهو لم يقدم لنا اسباب انحيازه... على كل محلل وصاحب راي مثل السيد الراشد ان لا يكون منحازا لجهة معينة ضد الاخرى فيما يكتب بشان غير شان بلاده... اذا كان حريصا على العراق كما يعتقد هو فعليه ان يحث القوى على الاتفاق لمصلحة بلادهم... كما نراه يحاول الغمز واللمز فيما بين السطور ضد كل من لا يؤيد العراقية... ايها السيد الراشد ان الدستور العراقي النافذ اعطى صلاحيات واسعة لرئيس الوزراء وعليك مراجعته وقراءته جيدا... وعند تحديد صلاحية رئيس الوزراء بغض النظر عمن هو اسمه تحتاج الى تعديل دستوري وهذا في ظل الظروف الحاليه صعب المنال... لا نعرف نحن المتابعين لماذا يكره السيد الراشد وكذلك السيد طارق الحميد كتلة المالكي وغيرها من الكتل الاخرى نراهم يتهالكون مدافعين عن كتله معينه ضد الكتل الاخرى ... اتمنى على الكاتبين ان ياخذا طريق الموضوعية والحياد ... لا ان ينحازا واصبح الكل يعرف لماذا تنشر صحيفة الشرق الاوسط التي يعمل بها مقالاته فقط لمدح الجهات التي تتلقى الدعم المالي والمعنوي من دولة عربية مجاورة للعراق..للسير في فلك معين لا يخفى على الجميع... الامل بان يتركوا العراقيين يحلوا امرهم فيما بينهم لانهم ادرى بمصلحة بلدهم من غيرهم ولديهم الهمة والفدرة والخبرة بذلك وعلى الاخرين الالتفاف الى مصلحة بلدانهم

Hard Luck
سعيد كريم -

السيد الراشد كان من منظري احتلال العراق والعربية ابدعت في تسويق الاحتلال والدعاية لNew Iraq من غير صدام. لكن حساب الحقل لم يطبق على حساب البيدر، وخرجت اللعبة عن السيطرة. امريكا تعمل وفق مصالحها، استخدمت العرب لتسهيل الاحتلال وتفاوضت مع الايرانيين لاقتسام النفوذ والايرانيون هم الرابح الاكبر وإلا لماذا تدعم امريكا مرشح ايران؟ الأمم تعمل لمصالحها بما فيهم ايرانيون ونحن العرب مجرد تابعين وكل ما نحسن عمله هو البكاء على الأطلال كما يفعل الراشد...هكذا نحن العرب خلف الأمم ولعبة في ايديهم نخدم مصالح غيرنا ولاعتب على من يحسن استغلالنا من فرس وأمريكان وغيرهم.

القائمة ال....
علي الأعرجي -

كرر السيد الراشد كلمة المعتدلين في وصف القائمة العراقية و هي أبعد ما تكون عنهم لأنه أي الراشد يعلم جيداً أن القائمة العراقية هي طائفية حد النخاع مثلها مثل القوائم الأخرى حيث أنها تمثل السنة العرب إلا أنها إتبعت تكتيكاً سياسياً في جعل راس قائمتها شخصية شيعية للتغلب على واقع ديموغرافي الا و هو وجود الشيعة كاغلبية بدليل أنك لو جمعت ما تسمى بالقوائم الشيعية الطائفية لرأيت أنها حازت على اصوات تفوق بكثير أصوات منتخبي القائمة العراقية مما أهل الأولى إلى المطالبة بحق تشكيل الحكومة فيما فشلت الثانية في حشد الدعم الكافي لتكوين الكتلة النيابية الأكبر داخل البرلمان.

فرصة طيبة للسعودية
عبد الله الناصر -

تحية لكل القراء الكرام وخصوصا المتحرقين على مستقبل العراق. ولكن أود ان أوجه كلماتي ومن اعماق قلبي للاخوة صانعي القرار السعودي ومن يوصل كلماتي لهم: ودعوتي هي أن ينفتحوا بقلوبهم وعقولهم للعراق الجديد ولا يقرأوه مايحصل بنفس عاطفي او طائفي بل بمصلحة شعوبهم والمنطقة. العراق يتألف من اغلبية ولا يمكن الالتفاف على وجودها بوجود رمزي وليس حقيقي. الدكتور علاوي كان طربوشا يمثل صبغة شيعية على قائمة مدعومة بالكامل من السنة. والمالكي كان يمكن ان يكتسح الساحة الغربية ( مناطق الاكثرية السنية) لولا الفيتو العربي والسعودي بالذات عليه. لا نريد تقليب تزوير الانتخابات فكلنا نعرف ماحدث. المهم ان اللعبة لم تكتمل ولمصلحتكم ولمصلحة المنطقة قبل مصلحة العراق لابد من التعاون الحقيقي والجدي لممثلي شعب العراق الحقيقييون ودعم الحكم الجديد بدل من النواح والبكاء ولوم امريكا او ايران او الحظ. الشعوب تحتاج الى قبادات ترتق وليس لمن يفتق! نصيحة مخلصة لكم ونسأل الله الرشاد لكل الامة وابناءها المخلصين.