جريدة الجرائد

نحن والسويد: تحليل لمرتبة الفساد

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

علي سعد الموسى

ما بين ترتيب بلد مثل السويد وبين موقعنا في قائمة - الفساد - الدورية تكمن مسافة التربية التي تتلقاها الشعوب المختلفة وتؤثر في تصديها للظواهر والممارسات السيئة والخاطئة. تتصدر السويد قائمة - النزاهة والشفافية - بينما سأحتفظ بترتيبنا لأنه لا يصح أن يصبح وثيقة في مقال مكتوب. ولكن في المقابل كيف وصل المجتمع السويدي إلى صدارة التصنيف العالمي وكيف تربعنا بامتياز على مكان قصي في الصفحة الثالثة من أسماء المجتمعات العولمية، رغم أن - الأدبيات - التي يتلقاها الشعبان المتناظران (هم ونحن) نظرياً يجب أن تؤدي إلى النقيض: لا يستمع المجتمع السويدي إلى مئة ألف خطبة جمعة في الأسبوع، وكلها تحث على مخافة الله وتقواه، مثلما لا يوجد في السويد نصف مليون مسجد للصلاة التي تجب أن تنهى عن الفحشاء والمنكر. لا توجد في السويد وزارات للأوقاف ولا للشؤون الدينية وفي سجلاتها ثلاثون ألف داعية يقيمون في العام الواحد مليوني منشط دعوي، هدفها حض المجتمع على الصلاح والنزاهة. لا يوجد في السويد مخيم أو معسكر توعوي دعوي مثلما لا يوجد فيها عشر كليات للشريعة تضم الآلاف من الدعاة ومن طلبة العلم الذين يقرؤون على هذا المجتمع عقاب الآخرة ويحذرونه ليل نهار من أكل المال الحرام ومن مغبة هضم حقوق الخلق بالباطل. لا يوجد في فضاء السويد 47 قناة فضائية دينية تبث ليل نهار تعاليم هذا الدين العظيم عن تحريم الربا حتى (وإن تكن حبة من خردل). لا يدرس الطالب السويدي عشرين حصة في الأسبوع من كتاب الله وسنة نبيه التي لم تترك فضيلة واحدة أو سيئة من دبيب النمل إلا ووضعت لها منهاجاً في الترغيب والترهيب. لا يقرأ المجتمع السويدي هذا القرآن العظيم الذي لو أنزل على جبل لتشقق من خشية الله فيما نحن نقرؤه تلاوة وتفسيراً وتجويداً بهذه الكثافة ونحمله أمانة فلم نتشقق، وهذا من طلب المستحيل، ولكن لم نرتفع في ترتيب الفساد سطراً واحداً من الصفحة الثالثة حيث موقعنا في ترتيب المجتمعات والأمم. سؤالي: أنا لا أسأل عن السويدي لو أنه أيضاً استمع إلى كل ما نستمع إليه وأين سيكون، ولكن سؤالي أين سنذهب لو أننا، مع وضعنا المخيف، لم نستمع أيضاً إلى كل هذه التعليمات السماوية الخالدة؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
المفتاح
MOUSA -

أثرت هموما و شجونا كاتبنا ,ليت الأجابة هينة على ما نحن فيه,ربما السر هو فيما نقتنع لا بما نستمع.أو ربما فيما نؤمن لا بما ندمن.متى تنجلي الغمة عن أمة تغط في سبات و تنخر في عظامها كل أمراض التقهقر و الجهالة.ربي اليك نشكوا دينا أضعناه و رسالة لم نحملها كما أمرنا رسول الرحمة.لك و لأيلاف و للجريدة الناشرة شكري على هذه الشفافية, و لا أنسى المنضمات اللتي ترصد مثل هكذا أوضاع.

المفتاح
MOUSA -

أثرت هموما و شجونا كاتبنا ,ليت الأجابة هينة على ما نحن فيه,ربما السر هو فيما نقتنع لا بما نستمع.أو ربما فيما نؤمن لا بما ندمن.متى تنجلي الغمة عن أمة تغط في سبات و تنخر في عظامها كل أمراض التقهقر و الجهالة.ربي اليك نشكوا دينا أضعناه و رسالة لم نحملها كما أمرنا رسول الرحمة.لك و لأيلاف و للجريدة الناشرة شكري على هذه الشفافية, و لا أنسى المنضمات اللتي ترصد مثل هكذا أوضاع.

مقال رائع
ابو فادي -

مقاله رائعه جدا ولكن لللأسف الشديد لايوجد سوى رد واحد عليها ولكن لايعني ان كاتب المقال لم ينجح في مقاله ولكن المتطرفي والمتشددين الذين قرأوا هذه المقاله قد خجلوا من انفسهم ولم يتمكنوا من ايجاد رد واحد يستطيعون الرد به على هذه المقاله الرائعه فلاذوا بالصمت المطبق والخجل فمثل هذه المقالات لاتفسح لهم المجال في سب وشتم الاخرين بسبب الحقائق الموجوده في هذا المقال حقا مقال رائع جدا ومن اجمل المقالات التى قرأتها في ايلاف هذا الاسبوع شكرا للكاتب الرائع على مقالته ونطالب منه المزيد من هذه المقالات وشكرا

مقال رائع
ابو فادي -

مقاله رائعه جدا ولكن لللأسف الشديد لايوجد سوى رد واحد عليها ولكن لايعني ان كاتب المقال لم ينجح في مقاله ولكن المتطرفي والمتشددين الذين قرأوا هذه المقاله قد خجلوا من انفسهم ولم يتمكنوا من ايجاد رد واحد يستطيعون الرد به على هذه المقاله الرائعه فلاذوا بالصمت المطبق والخجل فمثل هذه المقالات لاتفسح لهم المجال في سب وشتم الاخرين بسبب الحقائق الموجوده في هذا المقال حقا مقال رائع جدا ومن اجمل المقالات التى قرأتها في ايلاف هذا الاسبوع شكرا للكاتب الرائع على مقالته ونطالب منه المزيد من هذه المقالات وشكرا

باختصار
ابو راشد -

مشكلتناليست في الدين قطعيا كون الدين يدعوا للفضيله ولكن مشكلتنا مشكلتنا في القبليه مشكلتنا في الواسطه او الشفاعه كما يحلوا للبعض مشكلتنا بان العاطفه مسيطره بشكل كبير على المسؤولين مشكلتنا العاطفه في كل شيء

باختصار
ابو راشد -

مشكلتناليست في الدين قطعيا كون الدين يدعوا للفضيله ولكن مشكلتنا مشكلتنا في القبليه مشكلتنا في الواسطه او الشفاعه كما يحلوا للبعض مشكلتنا بان العاطفه مسيطره بشكل كبير على المسؤولين مشكلتنا العاطفه في كل شيء