ذبح المسيحيين أم العروبة؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سعد محيو
المونسنيور فيليب نجم، ممثل الكنسية الكلدانية لدى الفاتيكان، على حق: المذابح ضد نصارى العراق لا علاقة لها بنزاع بين المسلمين والمسيحيين، بل هي جهد ممن أسماهم ldquo;الإرهابيينrdquo; الذين يريدون تصوير الأمر على أنه كذلك .
لكن، من هم هؤلاء ldquo;الإرهابيونrdquo;؟
حدد الهدف، تعرف السبب . حين يكون الهدف كبيراً، كما هو الأمر بالفعل بالنسبة إلى المؤامرة الكبرى الراهنة على العرب المسيحيين، يستحيل أن يكون المُسبب طرفاً إرهابياً صغيراً، يتعيّن بالأحرى أن يكون طرفاً في حجم دول كبرى إقليمياً وعالمياً .
الهدف الكبير هنا لا يقل عن كونه تتويج الحملة الشاملة لتدمير الهوية العربية التي بدأت منذ حرب يونيو/ حزيران 1967 وتتكامل فصولاً الآن في كل مكان .
انظروا حولكم، فماذا ترون؟
العراق انقلب بين ليلة وضحاها غداة الغزو العسكري الأمريكي من دولة عروبية إقليمية كبرى، إلى دولة هائمة على وجهها تنظر في المرآة فلا تعرف نفسها . العروبة في العراق باتت تُهمة، وحين يُراد تلطيف الأمر، يتم الحديث عن عراق ldquo;ذي وجه عربيrdquo; .
مصر، قبل العراق، مرّت بعد العام 1979 في حالة مُشابهة وإن بطريقة أخرى، لأن العروبة فيها ليست إيديولوجيا كما في المشرق العربي، بل (وهذا ربما أهم) استراتيجيا تتعلق بكل الدور الإقليمي المصري . وحين فُرِضت على أرض الكنانة قيود كاسحة على سياستها الخارجية، كانت العروبة فيها هي الضحية الأولى، والآن، يُراد استكمال فك الارتباط هذا عبر تفجير الفتنة الإسلامية المسيحية فيها .
السودان فيه مسيحيون هو الآخر، والعمل جارٍ الآن على قدم وساق لوقف ldquo;تعريبrdquo; هؤلاء عبر منحهم دولة مستقلة، ثم القضاء بعد ذلك على عروبة السودان نفسها من خلال الحرب بين درافور والخرطوم .
من بقي؟ هناك مسيحيو لبنان وسوريا، وهؤلاء تُعد لهم الآن سيناريوهات خاصة وأكثر خطورة، بسبب الدور الكبير الذي لعبوه تاريخياً في بلورة الهوية القومية العربية الحديثة .
ماذا يعني كل ذلك؟ الصورة واضحة، أو يجب أن تكون: مشروع الشرق الأوسط الجديد ldquo;الإسرائيليrdquo; الذي وضعه شيمون بيريز، ثم تبنته إدارة بوش، والقائم على إسقاط الهوية العربية عن النظام الإقليمي في المنطقة، لا يزال حياً ويركل، لابل هو يقترب الآن من ذروة نجاحاته، في العراق كما في السودان، وفي اليمن كما في لبنان، وفي مصر كما في المغرب العربي الذي قد يشهد قريباً بدوره إثارة الصراعات بين العرب والبربر .
في فترة ما، اعتقد البعض، ومنهم ldquo;جماعة الإخوان المسلمينrdquo; الأم في مصر، أن ضرب العروبة سيُفسح في المجال أمامهم كي يُطبقوا مقولة ldquo;الإسلام (كما يُفسرونه هم) هو الحلrdquo; . لكن، يتبيّن اليوم، من خلال ما يُثار من فتن سنيّة وشيعية، ومن صراعات داخل الفرق السنيّة والشيعية نفسها، أن البديل الوحيد عن الهوية العربية هو التقسيم والتفتيت والحروب الأهلية المُستدامة .
الحرب على العرب النصارى، إذاً، ليست مشروعاً مُنعزلاً، ولا هي تكتيك منفصل، بل هي جزء من توجّه استراتيجي عام كانت هذه الحرب مجرد فصل واحد من فصوله .
وغداً، وحين نسمع عن ارتكابات جديدة ضد العرب المسيحيين، فلنتذكّر أن ثمة طرفاً آخر مطلوباً رأسه في هذه المعمعة: الهوية العربية، أو ما تبقى منها .
التعليقات
ألعرب المسلمين
سيف العرب -اسلام العرب غير اسلام العالم اسلام العرب لايعرفون غير القتل والجرم وهم الأقليات السبب هو ان الفتوحات(استعمار)) الذى بقيت فى دماغهم على ألأسلام أن ينطبق مع ألوقت وليس الوقت مع ألأسلام
كلام عسل
شنيور المسعود -كلام عسل مثل الكاتب نعم العروبه في خطر فادا لو يبقى سوى العربي المسلم فانه بات مسلم وامه اسلاميه وهنا مكمن الخطر سيحارب العرب المسلمين بسهوله وتلفق لهم التهم من كافه الانواع نحتاج الى العوده الى الجدور القوميه واحياء المشروع القومي العروبي فلا يوجد فنيقيين واشوريين واقباط وكنعانيين و و و وانما يوجد عرب وامه عربيه واحده يجمعها لغه قوميه واحده من الشرق الى الغرب
ألعرب المسلمين
سيف العرب -اسلام العرب غير اسلام العالم اسلام العرب لايعرفون غير القتل والجرم وهم الأقليات السبب هو ان الفتوحات(استعمار)) الذى بقيت فى دماغهم على ألأسلام أن ينطبق مع ألوقت وليس الوقت مع ألأسلام
...
عراقي كلداني -عذرا لكن المقال ضعيف فكريا فما حاول الكاتب ايصاله الى المتلقي العروبي قد وصل و الدليل التعليق رقم2 . مشكلة العرب و المسلمين المزمنة هي النوم في العسل في حين تتسابق بقية الامم نحوالتطور الفكري اولا وقبل كل شئ. هناك العديد من الاسئلة التي تحتاج الى اجوبة ومن اهمها لماذا مشاكل الحروب والطائفية متعشعشة على الاغلب بين العرب و المسلمين؟ جوابي البسيط هو ظلمهم للاقليات سواء كانوا مسلمين او غير مسلمين . لو تعلم العرب و المسلمين اصول الديمقراطية لما تدهورت احوالهم كما هي الان. نصيحتي احترم تحترم و كن صادق في تعاملك و سيكون المقابل صادق معك.
التهم الجاهزة
جياي -من الواضح أن السيد الكاتب يحاول جاهدا تلبيس تهمة قتل مسيحيي العراق لأيران أو لأمريكا فالعرب مستعدون دائما لتعليق أخطائهم بشماعة الأخريين لا سيدي فالمجرمون لم يخفوا هوياتهم ولا ولائاتهم فهم من يمثلون الأمل للعروبيين المتطرفين ومع الأسف فأن حقد العروبيين على من يعتبرونهم أعداء لهم جعلتهم لا يرون الحقائق كما هي ولا يجيدون قراءة الأحداث كما يجب, بحيث يكون أملهم في الخلاص فيما هم فيه جماعات تعود عقولهم لزمن جنكيزخان, كأسامة وتنظيمه الظلامي والذي ألحق بالعرب وصورتهم وبالمسلمين الكثير من الضرر,ولا أدري كيف يبدي الكاتب أسفه وصدمته لأن عروبية العراق قد زالت وخاصةوأن أكثر من 20% من العراقين هم ليسوا بعرب بل ذاقوا ما ذاقوه لأنهم ليسوا عربا,وأرى بأن العراق لولا عروبيته المفرطة لما أل لما أل أليه الأن.والغريب أن الكاتب يزرف اللدموع حين يدرك بأن تعريب مسيحي السودان قد توقف ؟وكأن تعريب الأخرين هو هدف أسمى للعرب؟فنظرية المؤامرة حاضرة في ذهن الأخوان العرب وكأن لا هم للغرب والشرق سوى حياكة المؤامرات والدسائس ضدهم.
...
عراقي كلداني -عذرا لكن المقال ضعيف فكريا فما حاول الكاتب ايصاله الى المتلقي العروبي قد وصل و الدليل التعليق رقم2 . مشكلة العرب و المسلمين المزمنة هي النوم في العسل في حين تتسابق بقية الامم نحوالتطور الفكري اولا وقبل كل شئ. هناك العديد من الاسئلة التي تحتاج الى اجوبة ومن اهمها لماذا مشاكل الحروب والطائفية متعشعشة على الاغلب بين العرب و المسلمين؟ جوابي البسيط هو ظلمهم للاقليات سواء كانوا مسلمين او غير مسلمين . لو تعلم العرب و المسلمين اصول الديمقراطية لما تدهورت احوالهم كما هي الان. نصيحتي احترم تحترم و كن صادق في تعاملك و سيكون المقابل صادق معك.