جريدة الجرائد

«حوار المنامة»... دبلوماسية ناجحة في جمع المتخاصمين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

منصور الجمري

ينطلق المؤتمر السابع لـ "حوار المنامة" في الفترة 3 - 5 ديسمبر/ كانون الأول 2010، وهذا المؤتمر السنوي الذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية منذ العام 2004 في البحرين يعتبر "قمة غير رسمية للأمن الإقليمي" لمسئولي الخارجية والدفاع والأمن والمخابرات يمثلون أكثر من 30 بلداً لتبادل الأفكار حول التحديات الأمنية والاستراتيجية في المنطقة.

الحضور إلى "حوار المنامة" أصبح يمثل نفوذاً للدبلوماسية البحرينية التي تستطيع - بالاستعانة بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية - احتضان كبار المسئولين في القطاعات الإستراتيجية من دول مجلس التعاون الخليجي، وإيران والعراق واليمن والأردن ومصر، وكذلك من أميركا وبريطانيا وفرنسا وأستراليا وروسيا والصين والهند واليابان، وكل الذين يلعبون - أو يسعون إلى لعب - دوراً إيجابياً في أمن المنطقة. الاجتماعات التي عقدت (وستعقد) تجمع "المتخاصمين في السياسة" في غرف وقاعات مشتركة، إذ ترى الوفد الأميركي ليس بعيداً عن الوفد الإيراني، ويتحاوران بطريقة غير مباشرة، وغير رسمية.

المؤتمر يحتوي على نوعين من الجلسات، إحداهما عامة ومفتوحة للإعلام، والأخرى خاصة ولا يحضرها إلا من سجل حضوره في المؤتمر واختار المواضيع التي تهمه. وهذا العام هناك قضايا متكررة، وأخرى مستجدة بشكل أكثر خطورة، تتعلق باليمن والسودان... فأميركا تستعد لدخول الساحة اليمنية على النمط ذاته الذي تمارس فيه عملياتها في باكستان، وذلك لمحاربة تنظيم "القاعدة"، والسودان ينتظر استفتاء مطلع العام المقبل قد يؤدي إلى انقسامه عبر فصل الجنوب عن الشمال.

المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) افتتح فرعاً دائماً له في البحرين في مايو/ أيار 2010 في المرفأ المالي، ونظم مؤتمراً استراتيجياً آخر يركز على الجوانب الاقتصادية في منتصف العام الجاري، ومن ثم شرع في تنظيم ندوات لشخصيات مهمة حضرت إلى البحرين وتحدثت حول قضايا إستراتيجية ودولية، يستفيد منه المسئولون في الدولة والسلك الدبلوماسي والمهتمون في مثل هذه القضايا.

إن هذا كله يعني أن البحرين فتحت بوابة جديدة للدبلوماسية عبر الحوارات الاستراتيجية "غير الرسمية"، والبحرين القادرة على تنشيط الحوار الإقليمي حول قضايا رفيعة المستوى يفترض أن تكون قادرة أيضاً على فتح "بوابة مماثلة" للحوار الوطني، يأخذ سمات "حوار المنامة" الذي يطرح نفسه على أنه "غير رسمي" ولكن أهميته قد تكون أكثر من المؤتمرات الرسمية


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف