جريدة الجرائد

الديمقراطية المعلبة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

مرسى عطا الله

بعد انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية عقد المنتصرون مؤتمرات في مدينة مرسيليا الفرنسية بهدف رسم خريطة جديدة للعالمrlm;,rlm; وتوزيع المكاسب فيما بينهمrlm;...

rlm;ويومها أوصي مؤتمر مرسيليا بفرض الانتداب علي دول المشرق العربي بدعوي مسئولية الإنجليز والفرنسيين كقوتين عظميينrlm;-rlm; في هذا الوقتrlm;-rlm; عن إذاقة شعوب تلك المنطقة طعم الديمقراطية الغربية بالقوةrlm;...rlm; ويومها أيضا وفي ظل الهيمنة الفرنسيةrlm;-rlm; البريطانية أيدت عصبة الأمم توصيات مؤتمر مرسيليا وأقرت صدور صكوك الانتداب التي شملت ضمن ما شملت فلسطينrlm;,rlm; والشام الكبير بقسميه سوريا ولبنانrlm;.rlm;
وكما نشهد ونري من أحداث وتطورات منذ مطلع الألفية الجديدة يتكرر السيناريو ذاتهrlm;,rlm; حيث تسعي أمريكا لدس أنفها في الشئون الداخلية لدول المنطقة باسم مسئوليتها عن إذاقة شعوب الشرق الأوسط الموسع طعم الديمقراطية الأمريكية فهل من المعقول أن تتوقف عقلية الغرب الاستعمارية والتسلطية عند حدود الوهم الكاذب الذي كان سائدا منذ ما يزيد عن مائة عام وأكثر بادعاء الحق في إذاقة الآخرين طعم الديمقراطية رغم أن السجل التاريخي يشهد بعكس ذلك تماما ويؤكد أن الديمقراطية لم تكن سوي قناع كاذب لتغطية أهداف ومقاصد شريرة تبدأ بنهب وامتصاص ثروات الشعوب وتنتهي عند أهداف السيطرة علي الأرض وأكبر دليل علي ذلك هو ما حدث علي أرض العراقrlm;,rlm; حيث ذهبت أمريكا بجيوشها الجرارة إلي هناك بدعوي تحرير العراقيين من الاستبداد ونشر الديمقراطية وضمان احترام حقوق الإنسان ـ ولكن كل ما حصده العراقيون كان حزمة من الانتهاكات الفظيعة والمخجلة التي مورست بحقهم في السجون والمعتقلات وهي انتهاكات بلغت حد القتل العشوائي وهتك الأعراض وسحق كرامة المواطنين وإذلالهم وإهانة آدميتهم بكل وقاحة وقبحrlm;!.rlm;
وكما قلت في البداية فإن شواهد السياسة الأمريكية علي مدي يقرب منrlm;10rlm; سنوات تعيد إلي الأذهان ما قامت به فرنسا وبريطانيا بعد الحرب العالمية الأولي عندما فرضتا نظام الانتداب علي المشرق العربي وتقاسمتا دولهrlm;...rlm; ومن أجل تمرير الجريمة وتغطية الاحتلال باسم الانتداب سارعتا إلي تأسيس عصبة الأمم التي أقرت بنظام الانتداب وأكسبته الشرعية الدولية المطلوبة بمثل ما جري ـ قبل سنوات ـ عندما أعطي مجلس الأمن نوعا من الشرعية للاحتلال الأمريكي للعراق مع أن ذات المجلس لم يمنح أمريكا تفويضا بالذهاب إلي الحرب في العراق عامrlm;2003!rlm;
إن من خداع النفس أن ينبهر البعض في بلادنا بتلك الديمقراطية المعلبة التي يزعمون منذ مائة عام أنهم يريدون لنا أن نتذوقها ولو جاءت علي حساب السيادة الوطنية واستقلالية القرارrlm;!rlm;


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف