جريدة الجرائد

لبنان... البحث عن الحقائق الناصعة!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

قاسم حسين

يقف لبنان على مفترق طرق، بعد الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله السيدحسن نصرالله، حيث ينذر الوضع بانفجارٍ وشيك.

الخطاب كان طويلاً، وكان نصرالله متبسّطاً وهادئاً في عرضه، وغائصاً في التفاصيل، رغم ما أطلقه من موقفٍ حاسمٍ بقطع أية يدٍ تمتد لتطال أي مجاهد أو قيادي في المقاومة التي قاتلت عشرين عاماً حتى حرّرت لبنان من الاحتلال وطردت الغزاة.

هذا الموقف الحاسم اختار نصرالله أن يطلقه في مناسبةٍ تمثّل شيئاً كبيراً في مشواره النضالي الطويل، المعمّد بالدم والتضحيات. وهو خطابٌ يعكس ما بلغه من يأس في حسن تصرف الطبقة السياسية الحاكمة، التي تتعامل باستخفافٍ غريبٍ مع موضوعٍ يرقص عليه الإسرائيليون طرباً، وهو إشاعة الفتنة وتفجير الوضع اللبناني من الداخل، بتوريط المقاومة بدمٍ سفكوه، وحقٍّ أضاعوه.

الملاحظ في خطابات نصرالله الأخيرة ميله في مواجهة مشروع الفتنة إلى عرض حججه ودفاعه بمختلف الطرق، حتى اضطر قبل أسابيع إلى الكشف عن أحد أسرار المقاومة العسكرية، ببث الصور الخاصة بعملية "أنصارية"، كل ذلك ليفتح ثغرةً في حائط الدخان السميك الذي أقيم للتغطية على جريمة اغتيال الحريري. والغريب للمتابع الخارجي كيف أن "إسرائيل"، (صاحبة المصلحة الأكبر في كل ما جرى)، تُستَبعد تماماً لدى عددٍ من اللبنانيين كفرضية، رغم تاريخها الدموي الطويل في لبنان، من عمليات قتل وتفجير واحتلال واستهداف (من بينها عباس الموسوي سلف نصرالله الذي قضى بتفجيرٍ مماثل للحريري)... فضلاً عن تجنيد تلك الأعداد الكثيرة من المتعاونين مع "إسرائيل".

طلاب العلوم الدينية يكرّرون دائماً أن "من أشكل المشكلات توضيح الواضحات"، وهو ما توحي به خطابات نصرالله الأخيرة. وفي خطابه الخميس الماضي بمناسبة يوم الشهيد، احتاج إلى مقدماتٍ طويلةٍ لإثبات أن الولايات المتحدة لا تهتم بشعب لبنان، ولا تكترث بأي سني أو شيعي، أو مسلم أو عربي... مادام الأمر يتعلق ببقاء وأمن "إسرائيل"، تلك الأيقونة التي تحكم السياسة الأميركية في المنطقة منذ ستين عاماً.

هذه الحقيقة الواضحة كالشمس، يحتاج نصرالله ليقنع بها بعض مناوئيه، إلى الاستدلال برسالةٍ "مفترضة" لوزير الخارجية الأميركي الشهير باستخفافه بالعرب هنري كيسنجر، كتبها صحافي لبناني على لسانه رداً على سياسي لبناني تجرّأ وسأله عن دوره في تدمير لبنان، استناداً على معلومات استقاها من مسئولين لبنانيين بينهم رئيس الوزراء ووزير الخارجية.

الرسالة "الأدبية" تؤرّخ لجو العلاقات اللبنانية الأميركية منتصف 1976، ويعترف كاتبها بأن كل ما نقل عنها بشأن السياسة الأميركية صحيح مئة بالمئة. وقد نُشر الكثير من الكتب في العقود الأخيرة عن دور هذا الرجل في إشعال الحرب الأهلية في لبنان، وتحدّث محمد حسنين هيكل عن انتماءاته المزدوجة بين مسقط رأسه (ألمانيا) ومهجره (أميركا) ومهواه (إسرائيل).

في لبنان اليوم فريقان سياسيان يختصمون. فريقٌ ناضل عشرين عاماً، ودفع كلفة عالية حتى حرّر الأرض وطرد المحتل وأعاد الاعتبار للاستقلال والسيادة اللبنانية. وفريقٌ تعاون بعض أقطابه مع المحتل طوال عشرين عاماً، ومن نصّبته رئيساً كان يتفاخر بوجود علاقاتٍ حزبية قديمة مع "إسرائيل" منذ 1958. ويعود ابنه قبل أسابيع للتفاخر بهذه العلاقات التاريخية التي ترسّخت أكثر وقت حصار العاصمة بيروت، ليكونا من دعاة ثورة الأرز وحماة حمى الاستقلال

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
Leave Lebanon alone
Khaled -

Dear Author, You are a stranger to Leabnon. You don''t know what hezbolla does inside Lebanon against other Lebanese. Do yourself a favor and keep your nose out of Lebanon and keep yourself in Bahrain. Enough falsafeh from ignorant authors who know nothing about Lebanon. Elaph please publish.

فضيحة هيلاري وحسن
معاوية -

حسن الايراني لم يحرر لبنان، بل على العكس يحرض اسرائيل على العودة ويستميت لإعادة الجيش السوري بعد أن طرده أحرار وأشراف وأبناء لبنان. حسن الايراني وحرسه الثوري المجوسي كرسوا المقاومة على الداخل اللبناني وغزوا بيروت والجبل وليس تل أبيب، حسن الايراني الطائفي يهدد كالعادة بدون طحين، نحن ننتظر لنرى قضاة المحكمة الدولية ورؤساء وأقطاب العالم الحر يتجولون بأيدي مقطوعة يلعنون الساعة التي ورطوا أنفسهم فيها مع حسن الايراني ، وخاصة هيلاري كلينتون .

قل الحق او اصمت
عادل -

اتمني من اخي قاسم ان يري العداله في لبنان. كما في البحرين وان ان لا يخلط بين من هو خارج علي قانون وسيادة الدوله وبين من يتمسك بها....وان يكون داعيه للحق وليس للفوضي والتمترس خلف سلاح البلطجه..... و الارهاب ...حفظ الله البحرين ولبنان من...الخارجين علي ...القانون.... وفساد المقاصد.

نواية
Adam -

حزبولا لم يقاوم المحتل لمصلحة البلد ككل. الاسرائيليون انسحبوا من الجنوب اللبناني سنة 2000 مربكا حجج الحزب بالتحرير الخ الخ. الحزب كان يعمل للاجندة الايرانية السورية لاكمال الهلال الشيعي بالمنطقة. بعد الانسحاب منع الجيش اللبناني من الدخول الى الجنوب مرتع الحزب لوحده.. بعد حرب تموز 2006 و اجبار حزبولا على التراجع الى ما بعد الليطاني, سمح للجيش اللبناني بدخول المنطقة على مضض من الحزب الايراني. ان اسقاط مروحية للجيش اللبناني و مقتل ضابط طيران من الدلائل التي تكشف مدى تسلبطه على المنطقة و الحزب كان على علم مسيق بتحليق المروحية لكن خطاه كان انه دخل المجال الجوي الايراني في سماء لبنان...