جريدة الجرائد

وقاحة على أرض مصر

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

فهمي هويدي


هذه واقعة لا ينبغي أن تمر دون تحقيق وتدقيق، إذ طبقا لما نشرته صحيفة "العربي" يوم الأحد الماضي (14/11) فإن مراسلة الصحيفة في الأرض المحتلة، الزميلة صابرين دياب، كانت في زيارة للقاهرة وفي يوم عودتها إلى بلادها ــ مساء الخميس 11/11 ــ كان عليها أن تستقل طائرة إسرائيلية، وبعدما أنهت إجراءات السفر اتجهت صوب الطائرة، وقبل أن تدخل إليها استوقفها ضباط أمن إسرائيليون، واقتادوها إلى غرفة جانبية حيث جرى تفتيشها بشكل مهين للغاية، وأسمعوها سيلا من الشتائم البذيئة. وتم ذلك كله أمام أعين رجال الأمن المصري، الذين وقفوا متفرجين على المشهد. وبعد مصادرة هاتفها الجوال وآلة للتصوير كانت تحملها، أجروا تحقيقا معها تركز حول هدف زيارتها والشخصيات المصرية التي التقتها، والأماكن التي ترددت عليها، ثم سمحوا لها بعد ذلك بالدخول إلى الطائرة.
لأول وهلة، لا يكاد يصدق المرء أن ذلك حدث في مطار القاهرة وعلى الأرض المصرية، وحين رجعت إلى زميلنا الأستاذ عبد الله السناوي رئيس تحرير العربي فإنه أكد لي صحة التفاصيل المذكورة في الخبر، وزاد على ذلك أن الجريدة حجبت بعض التفاصيل المتعلقة بصور الإهانة التي تعرضت لها الزميلة صابرين احتراما لمشاعرها وحفاظا على كرامتها. ثم سمعت قصة ما جرى في المساء مرة أخرى حين اتصلت بها إحدى القنوات الخاصة هاتفيا حيث تقيم داخل إسرائيل، وجاء كلامها الذي تم بثه تلفزيونيا مطابقا لما نشرته صحيفة العربي، الأمر الذي يستدعي توقفا عن ثلاث نقاط. الأولى تتعلق بصور الإهانة والإذلال التي يتعرض لها عرب 48، الذين هم أصحاب الأرض والبلد، في حين يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية، تصر السلطات الإسرائيلية على تحويل حياتهم إلى جحيم للخلاص منهم في نهاية المطاف. صحيح أن الزميلة صابرين صحفية نشطة فضحت الكثير من الممارسات الإسرائيلية، الأمر الذي دفع الأجهزة الأمنية هناك إلى توقيفها والتحقيق معها عدة مرات، ومن ثم تم تعمد إهانتها، إلا أن تلك الإهانات تظل الأصل في التعامل مع عرب 48، وإن اختلفت جرعاتها من شخص إلى آخر.
النقطة الثانية تتعلق بحدوث الواقعة على الأراضي المصرية، الأمر الذي يعد مساسا وقحا بسيادة مصر على أراضيها، من جانب ضباط الأمن الإسرائيليين. وقد رجعت إلى من أعرف من أهل القانون وخبراء الطيران لاستجلاء الموقف القانوني في هذه الحالة، فتلقيت ردين. الأول ذكر أن ما جرى يمثل عدوانا على السيادة المصرية، لأنه طبقا للقانون الدولي فإن السيادة الإسرائيلية أو سيادة أي دولة أجنبية على الطائرات التي توجد في أي مطار لا تتجاوز حدود الطائرة ذاتها. بالتالي فإن إهانة الزميلة صابرين من جانب ضباط الأمن الإسرائيليين تكون قد وقعت على الأرض المصرية.
الرد الثاني يؤيد الأصل الذي قرره القانون الدولي الذي لا يرى سيادة لإسرائيل أو لأي دولة أخرى خارج حدود طائراتها، لكنه يضيف أن ثمة "بروتوكولا" لم يعلن عنه، تم توقيعه بين مصر وإسرائيل، سمح للأخيرة بتوسيع نطاق سيادتها بحيث تتجاوز حدود الطائرة، لتشمل دائرة معينة متفقا عليها. يرجح ذلك أن جريدة العربي حين صاغت الخبر ذكرت أن "التحقيقات التي أجريت معها (الزميلة صابرين) تمت في منطقة يتولى تأمينها ضباط أمن الطائرة الإسرائيلية". وإذا صح ذلك فإنه لا يبرر الإذلال والمهانة في المشهد الذي نحن بصدده، إلا أنه يثير أكثر من سؤال حول تخصيص إسرائيل بذلك الاستثناء. ومبرر توقيع البروتوكول المذكور ــ إن وجد ــ بالمخالفة للقانون الدولي، رغم أنه ينتقص من السيادة المصرية على أراضيها.
النقطة الثالثة التي تثيرها الواقعة تتمثل في التساؤل عن مضمون وحدود الاتفاقات الأمنية التي وقعتها مصر مع إسرائيل ــ ذلك أننا نعرف جيدا مدى قوة الهاجس الأمني لدى الدولة العبرية، شأنها في ذلك شأن أي لص أو مغتصب يعلم أنه سطا على حق ليس له، ولم يعد يشغله سوى كيفية تأمين وضعه وتثبيته و"تطبيع" علاقاته مع جيرانه. ولذلك فإنها اعتبرت أن التنسيق الأمني مع الأجهزة المختصة في السلطة الفلسطينية أحد أهم إنجازاتها. ولئن صار ذلك معلنا ومفضوحا في الضفة الغربية، إلا أننا لا نعرف بالضبط حدود ذلك التنسيق مع مصر، الذي فهمنا أن معبر رفح يعد من أبرز ساحاته. إنني أخشى أن تكون الواقعة التي حدثت في مطار القاهرة كاشفة لقمة جبل التنسيق الأمني فقط في حين يكمن تحت السطح جسم لا ندري حجمه أو كُنهه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تحية كبري
الجنرال بوحة -

اذا كانت الواقعة كما ذكرتها حرفيا فانا احي كل من شارك فيها نكاية في قناة الجزيرة وياريت كل صحفي او مذيع باجزيرة التهويل ان يعامل مثل تلك الصحافية

تحية كبري
الجنرال بوحة -

اذا كانت الواقعة كما ذكرتها حرفيا فانا احي كل من شارك فيها نكاية في قناة الجزيرة وياريت كل صحفي او مذيع باجزيرة التهويل ان يعامل مثل تلك الصحافية

اذا كانت
hala -

اذا كانت الصحفية المذكورة تعمل في قناة الجزيرة البغيضة والتي يديرها الاخوان المسلمون فمرحى واؤيد تماما ما اقدمت عليه رجال الامن الاسرائيليون

متى نتعلم سماع الآخر
صريح -

ليتنا نتعلم فيما نطرحه من قضايانا أن نسمع الطرف الآخر قبل التهليل والتهويل بغرض الجلجله الصحفيه والتواجد على صفحات الجرائد والشهره الزائفه. أين رأى الأمن المصرى ؟ أين رد المسؤال المصرى ؟ أين رد المسؤل الأمنى الإسرائيلى عن حقيقة ما جرى ؟ أخيرا ، لو كانت هذه المراسلة الصحفية أهينت كل هذه الإهانه ، لماذا واصلت رحلتها؟؟ الم يكن من الأكرم الا تستقل الطائره وتصعد الموقف لو كانت على حق ؟ أسئلة أطرحها كل العقلاء.وعلى الأستاذ فهمى هويدى بالأخص لو كان يتابع إيلاف .

متى نتعلم سماع الآخر
صريح -

ليتنا نتعلم فيما نطرحه من قضايانا أن نسمع الطرف الآخر قبل التهليل والتهويل بغرض الجلجله الصحفيه والتواجد على صفحات الجرائد والشهره الزائفه. أين رأى الأمن المصرى ؟ أين رد المسؤال المصرى ؟ أين رد المسؤل الأمنى الإسرائيلى عن حقيقة ما جرى ؟ أخيرا ، لو كانت هذه المراسلة الصحفية أهينت كل هذه الإهانه ، لماذا واصلت رحلتها؟؟ الم يكن من الأكرم الا تستقل الطائره وتصعد الموقف لو كانت على حق ؟ أسئلة أطرحها كل العقلاء.وعلى الأستاذ فهمى هويدى بالأخص لو كان يتابع إيلاف .

ممارسة معتادة
مصرى وبس -

ياأخى أنا كنت فى هولندا وضباط أمن أمريكيون حققوا معى عند دخول الطائرة الأمريكية وأنا أمريكى... يبقى ليه الزعل من تفتيش عربية ولو كانت ذات جنسية إسرائيلية؟ كل العرب على العموم متهمين فى المطارات كلها وعن حق بأنهم إرهابيين... إزعل من اللى ألصق بالعرب تهمة الإرهاب وشجع عليه من أمثال حضرتك...

مواطن درجه ايه
شنيور المسعود -

اعجبني احتجاج هويدي على معامله اسرائيل للعرب من الدرجه الثانيه يا ابني اصحى انتو بمصر تعاملو الاقباط اهل الارض الاصليين ما اعرفش ائولك ايه درجه ديلوكس وثانيا اسرائيل تفتش طائراتها خارج الطائره في كل دول العالم وبين من يفتشون هناك خاخامات اي رجال دين يهود وثالثا معاهده السلام هو انت مقتنع انه في ضل عدم وجود توازن قوى على الارض ---- في معاهده سلام

مواطن درجه ايه
شنيور المسعود -

اعجبني احتجاج هويدي على معامله اسرائيل للعرب من الدرجه الثانيه يا ابني اصحى انتو بمصر تعاملو الاقباط اهل الارض الاصليين ما اعرفش ائولك ايه درجه ديلوكس وثانيا اسرائيل تفتش طائراتها خارج الطائره في كل دول العالم وبين من يفتشون هناك خاخامات اي رجال دين يهود وثالثا معاهده السلام هو انت مقتنع انه في ضل عدم وجود توازن قوى على الارض ---- في معاهده سلام

رجال الامن
مصرى -

مواطنة عربية تهان تحت سمع وبصر رجال الامن المصرى و على ارض مصر فكيف يكونون رجالا لقد فقدوا النخوة و الشهامة والرجولة. انهم فقط لم يفقدوا الولاء للنظام سواء برضاهم او بالكرباج. يا خسارة على شعب مصر الذى لم يعد حرا. هذا ان صحت هذه الواقعة و انا اعتقد انها صحيحة.

تضامنا مع صابرين
حسام -

شاركوا فى حملة توقيعات تضامنية مع الزميلة صابرين دياب لنطالب بمحاسبة أمن مطار القاهرة وشركة الطيران الصهيونية ............

تضامنا مع صابرين
حسام -

شاركوا فى حملة توقيعات تضامنية مع الزميلة صابرين دياب لنطالب بمحاسبة أمن مطار القاهرة وشركة الطيران الصهيونية ............

True ugly
Rose -

Being ugly is realy the growth of ignorance among the population and the increase of hate due to the teaching of fanatic muslims and the lack of liberalism , their attack on innocent christian, their hate to all that is not islamic, it is Hades on earth,,this is the true ugly scene in Egypt...poverty dominate the uneducated majority, even the educated are fed with hate towards nonmuslims...nobody of this corrupt regiem move a finger..the evil spirits control most egyption and this is the disgusting enviroment that has been working to bring the once great egyption land to the ground since the arab invation in the seventh century

شيء عادي
مش مهم -

هذا شيء طبيعي الان في مصر لا وقاحة ولا حاجة وما بظن حدا بقى يستغرب انه يصير هيك في مصرزمان كانت ارض العروبة والان ارض الاستسلام و الاسرائيليين بقوا من اهل البيت واخوة واحباب في مصر فليش العجب واقرأوا تعليقات المصريين رقم 1 و2 وانتم تتأكدوا من هيك عشان الجزيرة بتنشر فضايح نظامهم في مصر اصبحوا يكرهوها واسرائيل احب عندهم منها عمار يا مصر

True ugly
Rose -

Being ugly is realy the growth of ignorance among the population and the increase of hate due to the teaching of fanatic muslims and the lack of liberalism , their attack on innocent christian, their hate to all that is not islamic, it is Hades on earth,,this is the true ugly scene in Egypt...poverty dominate the uneducated majority, even the educated are fed with hate towards nonmuslims...nobody of this corrupt regiem move a finger..the evil spirits control most egyption and this is the disgusting enviroment that has been working to bring the once great egyption land to the ground since the arab invation in the seventh century

شكر لمن يهين الجزيرة
متابع ايلافي -

شكرا للضباط الاسرائيلين على اخذ حقنا من قناة الجزيرة القطرية..وبعدين هويدي ليه زعلان هي مراسلة لقناة الجزيرة القطرية وقطر لديها علاقات مع اسرائيل هي اللي تاخذ حقها والشغل اصبح عيني عينك ليه انته زعلان يعني هيه جت على المطار ماهي مصر كلها مستباحه ..خلي خنفر وفيصل الاصلع يشوفونه مراجلهم على اسيادهم الاسرائيليين..الله ينتقم من كل مراسل يشتغل بالجزيرة ويشمتنا فيه يارب

شكر لمن يهين الجزيرة
متابع ايلافي -

شكرا للضباط الاسرائيلين على اخذ حقنا من قناة الجزيرة القطرية..وبعدين هويدي ليه زعلان هي مراسلة لقناة الجزيرة القطرية وقطر لديها علاقات مع اسرائيل هي اللي تاخذ حقها والشغل اصبح عيني عينك ليه انته زعلان يعني هيه جت على المطار ماهي مصر كلها مستباحه ..خلي خنفر وفيصل الاصلع يشوفونه مراجلهم على اسيادهم الاسرائيليين..الله ينتقم من كل مراسل يشتغل بالجزيرة ويشمتنا فيه يارب

الآفلام لها رأي أخر
عراقي - كندا -

لاتستغرب أيها الكاتب , الحكومة المصرية وبكل أسف , باعت البلاد بثمن بخس لآمريكا وحليفتها إسرائيل , أنت ذكرت أن أفراد الآمن المصري لم يحركوا ساكنا في مطار القاهرة عندما أهينت تلك الصحفية !! الغريب أننا نرى الآفلام والمسلسلات المصرية التي تتحدث عن الجاسوسية وقدرة المخابرات المصرية خاصة في زمن عبدالناصر , قدرتها الفذة على إختراق الآمن الإسرائيلي والعبث والضحك على ذقون رجال الموساد , كما شاهدنا مسلسل ( رأفت الهجان ) وعملية في إيلات والعميل 1001 وغيرها التي تخدع الجيل المصري الجديد خاصة ببطولات خارقة وهمية لإفراد الآمن المصري , بينما هم لاحول لهم ولاقوة , أمرهم ليس بأيدهم ولايحركون ساكنا كما ذكرت أنت في روايتك يأستاذ ( هويدي ) , للآسف , مصر , بلد حضاري عظيم وشعبه متسامح وطيب في أغلبه الآعم , ولكن حكوماته تعبث به , كما يحدث في العراق الآن ومحاصصات حكوماته الهزيلة وفي كل الدول العربية بدون إستثناء !!

1 +2
سامي عبود -

اين ذكرت قناة الجزيره في المقال ؟ المقال يقول الصحفيه صابرين دياب التي تعمل مراسلة لصحيفة العربي المصريه وهي صحيفة ذات توجه قومي .

احفاد المعلم يعقوب
عابر ايلاف -

يبدو ان المتصهينين قد اعجبهم تصرف اسيادهم الصهاينة على ارض مصر ؟!

أىُسف
salah -

ما نستشفة من أغلب التعليقات بأنة تقريباً كلهم مكتوبين من شخص واحد بأسماء مختلفة ولكن واضح أنة صهيونى المِللة وعدو كل ما هو عربى اومسلم فحذارى من هوُلاء اعداء البشرية ومصاصى الدماء ولكنى كمصرى أىُسف لما جرى للصحفية صابرين على ارض مصر وأنا متأكد بأن غالبية المصريين كلأستاذ هويدى يرفضون مثل هذة الأهانة لزوار بلدنا وخاصة العرب منهم للأسف الشديد هذة السقطات تصدر من نظام بأضعف الأيمان مشكوك فى شرعيتة وغالبيتنا براء من مثل هكذا اهانات لبلدنا وزوارها ولكن لن تستمر هذة الأوضاع المشينة طويللاً.

احفاد المعلم يعقوب
عابر ايلاف -

يبدو ان المتصهينين قد اعجبهم تصرف اسيادهم الصهاينة على ارض مصر ؟!