جريدة الجرائد

عاد «الجمهوريون»

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يعقوب أحمد الشراح

ليس للسياسة طريق أو باب واحد أو حتى لون محدد فالطرقات كثيرة والألوان مختلفة، والمصالح متبدلة، والقوة للغالب، النزاع السياسي بين الحزبين الاميركيين "الجمهوري" و"الديموقراطي" قائم على الاختلافات في الاساليب والاستراتيجيات التي تحقق مصالح الامة الاميركية، فأي حزب من الحزبين لايعمل على نحو مخالف للدستور، رغم ان الوسائل المتبعة للوصول الى الغايات متعددة لكن الهدف العام واحد، لقد اختار الشعب الاميركي اوباما رئيسا له وهو من "الحزب الديموقراطي" وعندما جرت الانتخابات النيابية اكتسح "الديموقراطيون" غالبية المقاعد لاسباب مختلفة منها الازمة المالية العالمية التي كانت كالمطرقة التي نزلت على رؤوس "الجمهوريين" كل ذلك انصب في صالح اوباما الذي كسب الرئاسة واستطاع ان يأخذ موافقة المجلس النيابي والكونغرس على مشاريع مفصلية في الحياة الاميركية مثل الرعاية الصحية والاصلاحات المالية.
اما الان فكما يبدو، تغير هذا الواقع بعد ان اكتسح النواب "الجمهوريون" في الانتخاب الاخير (60) مقعدا كان "الديموقراطيون" يشغلونها في مجلس النواب، كما ان "الجمهوريين" اطاحوا برئيسة المجلس وهي "الديموقراطية" نانسي بيلوس من السلطة واصبحوا يقودون رئاسة لجان المجلس، ولقد وصف الرئيس اوباما نتيجة انتخابات المجلس النيابي الاميركي بأنها كارثة على "الديموقراطيين" وانها هزيمة منكرة.
والسؤال: ماذا بعد اقرار هذه النتائج بالنسبة لـ"الديموقراطيين" خصوصا رئيسهم اوباما الذي، وكما يبدو، سيواجه صعوبات بالغة ليس في السير في حصوله على موافقات المجلس على مشاريعه المقبلة وانما ايضا قدرته على مواصلة تنفيذ ما تم اقراره في السابق، خصوصا في قطاعي الرعاية الصحية والاصلاحات المالية، صحيح ان سياساته المالية في العامين الماضيين من ولايته ساعدت على انقاذ اميركا من فصل آخر من الكساد الكبير، وانه ناضل من اجل اقرار قانون الرعاية الصحية الذي يرتكز على تحجيم ارتفاع كلفة الرعاية الصحية لكنه وامام سعيه انخفضت الكلفة المالية في هذه الجوانب رغم انه استمر في معركته على افغانستان وباكستان لدرجة ان المحللين العسكريين والسياسيين يرون انها اشد ضراوة واستدامة مقارنة بأيام الرئيس بوش، وستكلف الخزانة الاميركية اموالا تزيد من معاناة دافعي الضرائب في اميركا.
ومما يزيد الامر تعقيدا ان الحرب في افغانستان وفق آراء القادة العسكريين الاميركيين ومنهم الجنرال ديفيد بترايوس لا تبدو لها نهاية، ولا احد يعلم موعد وقف الحرب على وجه الدقة. فالخسائر كبيرة وهي اشبه بحرب عصابات، هذا في الوقت الذي يدرك فيه الاميركيون جيدا انهم سئموا مثل تلك الحروب الطويلة، وتجربتهم في حرب فيتنام تؤكد لهم عزوفهم عن خوض حروب اخرى مماثلة، خصوصا وان "طالبان" تحارب بقوة وتعيد ترتيب صفوفها وخسائرها في كل مرة، كما انها تلقى التزييد والدعم من المناصرين لها في الدول المجاورة لافغانستان.
لاشك ان انتصار "الحزب الجمهوري" في انتخابات المجلس النيابي الاخيرة وهو حزب يركز على السياسة الخارجية اكثر من اهتمامه بالداخل سيعيق الكثير من القرارات المتوقعة للرئيس اوباما في المستقبل، خصوصا في مجال فرض الضرائب والاستمرار في قانون الرعاية الصحية وقضايا التلوث البيئي وغيرها، وسيكون الانحياز لسياسات اسرائيل أكثر بكثير مما هو عليه الان.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
Wait Till 2012
Iraqi American -

We just got rid of some of the Democrat garbage. In 2012, we will throw the remaining Democrats out on the street, and will throw Obama out of the White House!!!