لإيران فضل علينا ولن نعادي السنّة و"جوارنا"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سركيس نعوم
عن ايران صاحبة النفوذ في العراق، والفضل على التجمّع الشيعي الاكبر نفسه تحدّث البرلماني النّشِط فيه قال: "نحن لا ننكر فضل ايران علينا ومساعدتها لنا. ونعرف حجم معاناتها من عراق صدام حسين. ونعترف بحقائق التاريخ والجغرافيا. لكننا عرب وتهمنا مصلحة العراق. نحن لن نعادي سنّة العراق. ولن نعادي بطبيعة الحال الشيعة ونحن منهم. لكن في الوقت نفسه لا نريد أن نعادي جوارنا العربي الذي هو سنّي. السعودية قامت بمبادرة. نحن اوضحنا أخيراً تأييدنا لها، ولا سيما اثناء لقاء السيد عمار الحكيم زعيم "المجلس الاعلى الاسلامي" والعاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز. قال جلالته في اللقاء: نحن لا نريد ان نتدخّل في العراق ولا نريده خاضعاً لأي فريق خارجي. ولا نريد ان نفرض عليه شيئاً. لكننا في الوقت نفسه لا نريد ان تفرض اي دولة اخرى نفوذها عليه. وقد وافقه السيد عمار الحكيم على ذلك. على كل حال المساعي تبذل لحل الأزمة الحكومية التي طالت، وربما تكون صارت قريبة من النهاية الناجحة". يُفترض ان يُكلّف، وبعد تعثّر ثمانية أشهر، من يؤلف الحكومة الجديدة للعراق قريباً على ما تشير التوقعات. والمرجح ان يكون نوري المالكي. فهل سيحتاج في رأيك الى ثمانية اشهر كي يؤلف الحكومة؟ سألت. اجاب: "ان اسباب التأخير الذي اشرت اليه معروفة. اما التكليف فمدته محددة في الدستور. وهي شهر واحد. واذا لم يستطع رئيس الوزراء المكلّف خلاله ان ينجز مهمته يعتذر، ويُكلّف "رئيس للوزراء" آخر!" لكن من يضمن ألا يتكرر الاعتذار ومعه التكليف، وتالياً ان تستمر الأزمة الحكومية؟ سألت. اجاب: "المشكلة ان منصب رئاسة الحكومة هو الأهم في دولة العراق وفقاً للدستور. ومجلس الوزراء يملك مجتمعاً السلطة لا رئيسه وحده. لكن نظراً الى غياب نظام داخلي لمجلس الوزراء، وعدم مبادرة المالكي الى وضعه قبل انتهاء ولاية حكومته وعدم ضغط المكوّنات السياسية والحزبية عليه لوضعه اياه، صارت السلطة التنفيذية كلها في يده ومعها المال وحق التصرّف به. وصار هو صاحب القرار في كل كبيرة وصغيرة. وهذا مخالف للدستور. كل الطامحين الى رئاسة الحكومة يريدون في عقلهم الباطن ان يكونوا مثل صدام حسين. هناك اربع قوى عسكرية في بغداد. ماذا تفعل فيها؟ وهل استطاعت وقف اعتداءات الارهابيين؟ كان صدام يفرض على كل فرقة عسكرية عندما تتحرّك من منطقة الى اخرى الا تمر في العاصمة بغداد، وان يكون خط سيرها بعيداً عشرات الكيلومترات عنها. واذا كانت مضطرة احياناً الى المرور فيها او قربها كان صدام يأخذ منها اسلحتها الكبيرة والمتوسطة ويعيدها اليها بعد اجتياز بغداد. لماذا؟ لأنه كان دائماً اسير هاجس الانقلاب العسكري عليه. الفرقة العسكرية التي درّبها الاميركيون لمحاربة الارهاب، والتي قضت على خاطفي الرهائن في الكنيسة داخل بغداد يوم الاحد 31 تشرين الأول الماضي يصفها المالكي بـ"القوة الذهبية". نحن نسميها القوة السوداء. لقد هاجمت فوراً الخاطفين في الكنيسة. لم تفاوض اولاً، اي لم تسعَ الى حل ينقذ الرهائن البريئة. لو كان الاميركيون معنيين مباشرة بهذا الامر لكانوا فاوضوا الخاطفين اسبوعاً او اسبوعين". كيف كانت العلاقة بين ما يعرف اليوم بـ"المجلس الاعلى الاسلامي" وايران وخصوصاً عندما تأسس بمساعدة من نظامها الاسلامي وعلى اراضيها؟ سألت. اجاب البرلماني النشِط نفسه: "كان محمد باقر الحكيم مؤسس "المجلس الاعلى الاسلامي" ومنظمة بدر جناحه العسكري صديقاً للمرشد الثورة والولي الفقيه علي خامنئي. عندما كانا يتناقشان في اوضاع العراق كان الحكيم يؤكد انه معقّد في اوضاعه وتركيبته وظروفه. وكان خامنئي يظن انه يُبالغ ويؤكِّد ان ظروف ايران اكثر صعوبة من ظروف العراق وإن أوضاعها اكثر تعقيداً من اوضاعه. بعد الذي صار في العراق منذ الغزو الاميركي له سلَّم خامنئي بما كان يقوله الحكيم. قال خامنئي للحكيم عندما كان يُعدُّ مؤتمر للمعارضة العراقية في واشنطن قبل الغزو ورداً على سؤال منه: "نعم اذهب الى اميركا او أرْسِل من يمثّلك في المؤتمر. الا ترى ان "الجميع" هناك؟ هذا اذا كنت تريد لمجموعتك او طائفتك دوراً مشاركاً". علماً انه كان لايران اكثر من دور في اجتماع المعارضة العراقية الشهير في لندن وايضاً قبل الغزو الاميركي للعراق. وهي ساعدت اميركا في العراق. وساعدتها اكثر في افغانستان ومن خلال "حزب الوحدة" الذي قاتل "الطالبان" مع قواتها". ما هي دوافع المبادرة السعودية في رأيك؟ سألت. اجاب: "اعتقد ان سوريا بعد استياء السعودية من تخليها عن اياد علاوي مرشحاً لرئاسة حكومة العراق كانت وراء مبادرة العاهل السعودي. على كل حال ان موعد تنفيذ المبادرة هو بعد عيد الأضحى المبارك. واعتقد ان تكليف شخصية لتأليف الحكومة العراقية سيحصل قبل هذا الموعد. وربما ايضاً تأليف الحكومة. هناك تقدم في المساعي المبذولة داخلياً لحل هذه الازمة الحكومية، ويبدو ان هناك حلحلة ما". بعد ذلك تناول الحديث التحالف السوري - الايراني وهوية الدور او الادوار الاقليمية التي ستكون مقبولة في العراق. وكان هناك نوع من الاعتقاد ان الدور الاقتصادي لسوريا في العراق وحده مرحب فيه هناك.
ماذا عن دور المرجعية الاعلى للسيد علي السيستاني في حل الأزمة الحكومية في العراق؟ سألت. اجاب: "اكد المرجع السيستاني اكثر من مرة ان السياسة بتفاصيلها هي للاحزاب والسياسيين، وان مُعَّممين. يتدخّل فقط اذا تأكد ان الازمة صارت تشكّل خطراً عاماً على الوطن". كيف يعرف ذلك؟ سألت. أجاب: "يسألنا مباشرة عبر العاملين معه: هل صار هناك في رأيكم خطر على الوطن العراقي بسبب ازمة الحكومة؟ اذا اتته الاجوبة بالايجاب وتأكد منها يحسم. ويكون حسمه مقبولاً من الجميع". ماذا عن الاكراد والفيديرالية؟ سألت. اجاب: "قد يفقد الاكراد مع الوقت بعضاً من قوتهم. كانوا اقوى. اما في موضوع الفيديرالية فقد زرت سويسرا واطّلعت على فيديراليتها ووجدت انها مختلفة عن فيديراليتنا التي لم تطبّق بعد".
ماذا في جعبة مسؤول مهم سيصبح مسؤولاً سابقاً قريباً رغم استمراره في موقعه النيابي والسياسي المهم عن العراق؟