جريدة الجرائد

هجوم الطالباني على تركيا.. لماذا الآن؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إياد الدليمي


الهجوم على تركيا هو محاولة أولى من قبل الطالباني وحليفه المالكي للإخلال بكل الالتزامات والتعهدات سواء تلك التي قدمت للعراقية أو للعواصم العربية فجأة ومن دون أي مقدمات ولا مشاكل طارئة وظاهرة على سطح العلاقة بين البلدين، شن الرئيس العراقي جلال الطالباني هجوما غير مسبوق على تركيا، واصفا إياها بأنها انتهجت سياسة فاشلة تجاه العراق.
الطالباني وفي حوار له مع صحيفة "ملليت" التركية نشر يوم الخميس الماضي، اعتبر أن تركيا راهنت على "الحصان الخاطئ"، وأنها (تركيا) رسمت سياسة فاشلة تجاه العراق عندما دفعت باتجاه تنصيب إياد علاوي رئيسا للحكومة العراقية، ومن ثم دفعت باتجاه عدم التجديد للسيد الطالباني ليكون رئيسا للعراق.
الغريب أن تصريحات السيد الطالباني تأتي في وقت باركت فيه كل الدول العربية والإقليمية وعلى رأسها تركيا، ما وصلت إليه القوى العراقية من اتفاق، ولم نسمع أن إحدى العواصم المجاورة قد أعلنت عن تحفظها، وإنما كان الجميع على استعداد لتقديم كل ما يطلبه ساسة العراق من عون ودعم من أجل إنجاح اتفاقهم الهشّ والذي سيسقط أمام أول اختبار.. وإن غداً لناظره قريب.
يصف مؤيدو السيد الطالباني وهم يدفعون به دفعاً لكرسي رئاسة الجمهورية للمرة الثانية، علاقاته مع جميع دول الجوار ومن قبل القوى السياسية العراقية بأنها قائمة على الاحترام المتبادل، وأن الجميع يعتز بعلاقته مع الطالباني، لذا فإنه الأكثر أهلية للبقاء في كرسي رئاسة الجمهورية كما يزعمون، غير أن السيد الطالباني أثبت هذه المرة أنه ما زال قوميا كرديا ينظر لتركيا بهذه العين أولا، وأنه سياسي يضمر العداوة لكل من وقف في وجه توليه رئاسة الجمهورية.
لا نريد هنا أن ندافع عن تركيا، فلها أكثر من لسان ليقوم بذاك، ولكن نسأل السيد الطالباني وفقا لمفهومه وتصريحاته تجاه تركيا: هل دعم ترسيخ الديمقراطية في العراق هو رهان فاشل كما تقول أنت؟ كيف تعتبر أن دعم تركيا ودول الجوار العربي لقائمة العراقية بعد فوزها بالانتخابات، وباعتبارها الكتلة الأكبر ومن حقها تشكيل الحكومة، كيف تعتبر هذا الدعم رهانا فاشلا؟
إذا كنتم أنتم يا ساسة العراق الجدد، يا من تدّعون الديمقراطية، تهاجمون ليل نهار الدول العربية وتركيا، وطبعا لا تهاجمون إيران، على اعتبار أن هذه المجموعة لا تريد أن ترى ديمقراطية في العراق، لأنها تخشى على نفسها من انتقال "حمى الديمقراطية" العراقية إليها، ثم أنتم أول من تنكر لهذه الديمقراطية التي تدّعون عندما انقلبتم على الدستور والحق الانتخابي، وبدلا من أن تقوم "العراقية" بتشكيل الحكومة، دخلتم في دهاليز أربيل وبغداد وخرجتم علينا باتفاق مشوه لتقاسم السلطة.
أين الديمقراطية من منح السيد الطالباني رئاسة الجمهورية وكتلته لم تفز سوى بـ54 مقعدا مضافا إليها مقاعد المعارضة الكردية التي انسحبت؟
أين الديمقراطية في منح نوري المالكي رئاسة الحكومة، وكتلته حلت ثانيةً في الانتخابات، سوى أنكم خرجتم بطبخة أبلغتم فيها نوابكم الذين تسوقونهم سوق الخراف إلى مقصبها، فصوتوا وانتهى الأمر؟
هذه هي الديمقراطية التي يريدها السيد الطالباني، والتي تتنافى بالكامل مع مفهوم الديمقراطية الحقيقية. وهنا نطرح السؤال التالي على السيد الطالباني ومن معه من قادة كتل سياسية في العراق: إذا كانت الأمور كلها تنتهي لديكم في اجتماعات مغلقة، ومن ثم تخرج الطبخة بما تشتهون، فعلام تُجرون الانتخابات؟
الهجوم الطالباني على تركيا في هذا الوقت بالتحديد يؤكد مجددا على أن ساسة العراق -وقل أغلبهم إن شئت الدقة- لا يلتزمون بتعهداتهم.. فالطالباني أحجم طيلة الفترة الماضية عن مهاجمة تركيا أو غيرها، أما الآن وبعد أن تيقن أن كرسي الرئاسة عائد إليه مجددا، راح يطلق تصريحاته مهاجما هذا البلد أو ذاك.
إن هجوم السيد الطالباني على تركيا وسياستها تجاه العراق هو هجوم على كل الدول العربية التي دعمت ترسيخ الحق الانتخابي للعراقية، وهو أيضا في الوقت نفسه محاولة أولى من قبل السيد الطالباني وحليفه نوري المالكي للإخلال بكل الالتزامات والتعهدات، سواء تلك التي قدمت للعراقية، أو التي نقلها طائراً من عاصمة عربية إلى أخرى السيد نوري المالكي قبل نحو شهرين.
وللسيد الطالباني نقول: بدلا من أن تهاجم تركيا وسياستها تجاه العراق، لماذا لم تهاجم سياسة إيران المفضوحة، والتي كان كبيرها وصغيرها يصرح ليل نهار بأهمية التجديد لنوري المالكي، ولم تصف هذه السياسة بأنها فاشلة وتدخّلٌ في الشأن العراقي؟ هل لأنها دعمتك كرئيس للجمهورية؟
على الطالباني أن ينأى بنفسه عن تقييم سياسات الدول تجاه العراق، وأن يراجع سياسة العراق تجاه الدول العربية وتركيا، علّنا نفك عزلة بغداد وأخواتها المدن العراقية الأخرى التي طالت على يديه ويد حليفه المالكي.



التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
العراق فقط
قيس العراقى -

لقد برهن السيد جلال الطالبنى باانة سياسى محنك من الطراز الاول وياسيدى هذة هى اللعبة السياسية الشاطر من يضحك اخيرولك ان تسب وتشتم ماشئت ليل نهارفهذة الديقراطية لقد اثبت الساسة العراقين صمود رائع ضد التدخلات من ايران وتركيا والسعودية وسورياوذهبت ملايينهم الدولات ادراج الرياحولا يصح الا الصحيح

العراق فقط
قيس العراقى -

لقد برهن السيد جلال الطالبنى باانة سياسى محنك من الطراز الاول وياسيدى هذة هى اللعبة السياسية الشاطر من يضحك اخيرولك ان تسب وتشتم ماشئت ليل نهارفهذة الديقراطية لقد اثبت الساسة العراقين صمود رائع ضد التدخلات من ايران وتركيا والسعودية وسورياوذهبت ملايينهم الدولات ادراج الرياحولا يصح الا الصحيح