جريدة الجرائد

عندما نحرت الخادمة شقيقتي!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

خالد حمد السليمان

قبل حوالي 20 عاما صدم المجتمع ببيان لوزارة الداخلية يعلن تنفيذ حكم القصاص بعاملة منزلية قامت بنحر طفلة رضيعة في حوض الاستحمام، يومها كان الموضوع حديث كل مجلس، وفي بهو جامعة الملك سعود كنا مجموعة من الطلاب الأصدقاء نتداول في الخبر عندما صدمنا أحد زملائنا بقوله: إن الطفلة المنحورة .. شقيقتي!!
قال إن المجرمة نحرتها في حوض الاستحمام دون مقدمات وبلا أي سبب ظاهر حيث لم تكن تشكو من سوء معاملة أو تبدي أي رغبات خاصة لم يتم تحقيقها، لكن الطفلة البريئة نحرت على مذبح إجرام إنسانة مضطربة قطعت آلاف الأميال من بلادها إلى منزل غرباء في بلاد غريبة لتقتلع زهرة وتسلب بسمة وتطفئ شمعة!!
لو أجرينا اليوم إحصاء بعدد الجرائم التي ارتكبتها العمالة الوافدة في المملكة لضاقت بها صفحات موسوعة جينيس، لكننا في خضم طوفان جرائم القتل والتعذيب والسحر والغش والخداع والسرقة والاغتصاب لم يحدث يوما أن وجهنا اتهاما جماعيا لشعب من الشعوب أو تجاوزنا في الإدانة مرتكب الجريمة، ذلك لأننا عقلاء ونفهم أن الكل لا يؤخذ بجريرة الفرد!!
لذلك أستطيع أن أصف كل هذه الاحتجاجات التي خرجت في إندونيسيا وقبلها في سيريلانكا بأنها احتجاجات تحركها مقومات عاطفية أبعد ما تكون عن طلب العدالة أو التعبير عن حالة السخط، لأن عشرات ملايين الوافدين الذين تعاقبوا على هذه البلاد ووجدوا فيها لقمة العيش الكريمة لا يمكن أن تعدل كفتهم حالات فردية من سوء المعاملة يتحمل جريرتها من ارتكب أفعالها!!
إن القانون وساحة العدالة هو الحكم الفصل في أي قضية بين طرفين ولا مجال هنا للمزايدة أو تسجيل المواقف العاطفية على حساب الموضوعية والمنطق ، وخاصة من بعض السعوديين الذي يتقمصون دور المثالية في كتاباتهم أو تعليقاتهم لمجرد تسجيل مواقف النقد الذاتي الساذجة التي تسيء إلى وطنهم بدلا من أن تحمي صورته من التشويه المتعمد لتيار الحقد والكراهية الذي يستغل مثل هذه القضايا الفردية لتعزيز مشاعر الكراهية الجماعية لوطن لا تشكل مثل هذه الجرائم أكثر من نقطة في ثوبه الناصع البياض!!
إن الإنسان السوي يتعاطف مع كل ضحية في أي جريمة دون تمييز، والضحية الإندونيسية في المدينة المنورة ليست إلا واحدة من ضحايا جرائم سوء المعاملة التي ترتكب في كل لحظة حول العالم، أما العدالة الحقيقية فهي التي تقتص من المجرم الذي ارتكب الجريمة لا من المجتمع الذي حدثت فيه الجريمة خاصة إذا كان مجتمعا لا تمر فيه مثل هذه الجرائم دون عقاب!!
لن أنتظر حتى تنحر خادمة مضطربة شقيقتي حتى أشعر بثقل الجرائم التي يرتكبها المجرمون الوافدون على مجتمعنا، لأبرهن على إيماني بأن العدالة تقتص من المجرم لا مجتمعه، لكنني بكل تأكيد لن أقع في فخ تسجيل المواقف الساذجة على حساب وطني!!.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مقال رائع
محمد السعدون -

مقال ممتاز و صريح .

تعليق
حمادة -

الحل هو أن تعود النساء الى فطرتها التي فطرها الله عليها بخدمة بيتها وتربية ابناءها، فالأم الخليجية للأسف لم تعد أماً إنما اصبحت الخادمة هي أم الاطفال الحقيقية بسبب سهرها عليهم وإطعامهم والباسهم وتسليمهم واستلامهم لحافلة المدرسة، حتى اصبحنا نسمع مصطلحات دخيلة على اللغة العربية واصبحنا نرى اطفالا لا يريدون التحدث باللغة العربية.

القسوة
MOUSA -

مقالك رائع و يعبر عن الجانب المسالم من هذا الوطن,غير أن القسوة اللتي مارسها بعض السعوديين على بعض للأختلافات العقدية و القسوة الأخرى على بعض المؤسسات المدنية العالمية من قبل بعض المسلمين, و تشتت و حدة المسلمين أوجد بيئة خصبة ساعدت على تضخيم عيوبنا في العالم.العالم لن يرحمنا ,لا القريب المسلم و لا البعيد الوثني.سوف يكون لنا سمعة طيبة في العالم عندما نثري نشرات أخبار الدنيا بصور التسامح و سعة الصدر و قبول الآخر.صورة واحدة فيها قسوة و تنشر على الشبكة العنكبوتية لها تأثير مليون كلمة ندعي فيها نية الصلاح و الخير.لن نستطيح توظيف أستراتيجية أعلامية تهدف لتحسين سمعتنا طالما يكفر بعضنا بعض و يقسوا بعضنا على بعض .

justice
bembaki -

i like your essay and i agree with you but what they did is necessary because there is something missing here which is JUSTICE.if the saudi athourity doesn''t cover these rare accidents and don''t protect saudi citizens and cover their crimes you will never see these reactions

الاسؤا اليناء
عبد الرحمن -

لاتوجد عائلة في المملكة الا ولها قصص مع العمالة الوافدة, حيث لاياتى الى المملكة الا من لم يجدو عمل في بلدهم لسبب سؤ سلوكهم و اما لخروجهم الحديث من السجن بقضاء سرقة و اغتصاب و قتل, و للاسف الذين ياتون الينا لايتم السؤال عن سجلهم الجنائي

القبول
ايمن -

ما هي مشكلتنا نحن العرب نحن لا نريد ان نعترف بالآخر لا شرقي و لا غربي , نتعالى على الغربيين لآنهم كفره او ضاليين ونتعالى على الشرقيين بأنهم وسخين و متخلفيين .بس نحنا وين مصنفيين حالنا تحت رب العالميين بشوي ,بس نحنا بعديين كل البعد عن الدينوالتفكير المنطقي العقلاني ,عندما نتعامل مع كل البشر على قدر المساوات ونحترمهم نحصل على مكان لنا في العالم (عامل الناس كما تحب ان يعاملوك)نعامل الخادمه والعامل كمايعامل العبد بل اشد سوءا من ذلك لان مالك العبيد يعتني بهم ليكونوا اقوياء و يطول عمرهم للاستفاده منهم لاطول فتره بينما الخادم او العامل حده جهنم بمرض بسفره بموت بجيب غيره .اين نحن من الاحاديث النبويه الشريفه بخصوص معاملة العبيد والخدم ،شتان شتان ندعي الاسلام ونحن اول وقود في جهنم ، المماطله في اعطاء الاجر ظلم والظالم خصمه رب العالميين (من يعطي الاجير اجره قبل ان يجف عرقه)و الله لم اره و لم اسمع ذلك في دوله عربيه او اسلاميه ولكن اكل الحقوق شغال و قد اصبح معتقد و سنه و الشاطر هو النصاب .يسنون حاليا قوانين العمل وعليه الصلاة والسلام سنها قبل 1400 سنه . الظلم ظلمات يوم القيامه بركم هل يرغب عربي ان يعمل عند هندي او عربيه خادمه لاندونيسيه الزمن دوار ولكل زمان دولة و رجال نتعالى على غيرنا ونحن في الدرك الاسفل من الحضاره انظر حولك فقط في البيت في المكتب لترى كم انك متخلف 90% مما حولك لم تصنعه يدك او دولتك او امتك فأين انت في الدرك الاسفل

الاسؤا اليناء
عبد الرحمن -

لاتوجد عائلة في المملكة الا ولها قصص مع العمالة الوافدة, حيث لاياتى الى المملكة الا من لم يجدو عمل في بلدهم لسبب سؤ سلوكهم و اما لخروجهم الحديث من السجن بقضاء سرقة و اغتصاب و قتل, و للاسف الذين ياتون الينا لايتم السؤال عن سجلهم الجنائي

اختلف معك
mazen -

عزيزي الكاتب, المواقف الساذجه على حد زعمك هي عبارة عن محاولات لتخطي اساليب الاعلام العقيمه في التظليل على الاخبار. فلم أرى خادمة تقتل الا وقالو انها تعاني من اضطراب نفسي. و لم اقرأ خبرا عن معاناة خادمة الا و قال الاعلام ان كفيلها مريض عقليا. و المسلسل يطول. اعتقد ان القضيه ليست وطنيه, و هي عباره عن استخفاف بعقول القراء من الاعلام, فالنتيجه عباره عن سلطه اعلاميه بطعم المخلل.

اختلف معك
mazen -

عزيزي الكاتب, المواقف الساذجه على حد زعمك هي عبارة عن محاولات لتخطي اساليب الاعلام العقيمه في التظليل على الاخبار. فلم أرى خادمة تقتل الا وقالو انها تعاني من اضطراب نفسي. و لم اقرأ خبرا عن معاناة خادمة الا و قال الاعلام ان كفيلها مريض عقليا. و المسلسل يطول. اعتقد ان القضيه ليست وطنيه, و هي عباره عن استخفاف بعقول القراء من الاعلام, فالنتيجه عباره عن سلطه اعلاميه بطعم المخلل.

تحياتي
مواطن عربي -

مقال أكثر من رائع. ولكن الذبن خرجوا لم يخرجوا بمضاهراتهم لأسباب عاطفية بقدر ماهي اسباب ;ابتزازيه;. أما السذج الذين ذكرت انهم سارعوا بجلد الذات من الكتاب المحسوبين على انهم سعوديين فهم من تيار ;الليبرالية الوهابية بالليبرالية وهي منهم براء.

تحياتي
مواطن عربي -

مقال أكثر من رائع. ولكن الذبن خرجوا لم يخرجوا بمضاهراتهم لأسباب عاطفية بقدر ماهي اسباب ;ابتزازيه;. أما السذج الذين ذكرت انهم سارعوا بجلد الذات من الكتاب المحسوبين على انهم سعوديين فهم من تيار ;الليبرالية الوهابية بالليبرالية وهي منهم براء.

تحياتي
مواطن عربي -

مقال أكثر من رائع. ولكن الذبن خرجوا لم يخرجوا بمضاهراتهم لأسباب عاطفية بقدر ماهي اسباب & ;ابتزازيه ;. أما السذج الذين ذكرت انهم سارعوا بجلد الذات من الكتاب المحسوبين على انهم سعوديين فهم من تيار الليبرالية الوهابية& ; وهم فصيلة من أنصاف المتعلمين ممن يحملون شهاادت متواضعة أو مزورة ويتشبثون بالليبرالية وهي منهم براء.