حليمة مظفر: امرأة متوحشة / بدرية البشر: هل تشارك المرأة زوجها في الأكل؟
إيلاف
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام إضغط هنا للإشتراك
هل تشارك المرأة زوجها في الأكل؟rlm;
بدرية البشرالحياةأحد الشيوخ على قناة خليجية ممن يتسع صدري لحديثه وأجل علمه وأقدره، سمعته قبل أيام وهو يقع في خطأ يقع فيه معظم شيوخنا حين يسترسلون في حديث ذي نزعة ذكورية ظاناً أنه لن يحاسبه أحد على حديث، فأصحاب المصالح والقوى من الذكور لن يلوموه طالما أن كل التفاسير والقراءات تصب لمصلحتهم ويصبح التغاضي عن بعض القصور في حق طرف مستضعف لا يملك السلطة من سقط الحديث.وحين اقول لا يراجع خطابه لأن خطابه ليس مستنداً إلى القرآن والسنة لكنه على العكس ربما خالفه، لكن خطاب التقاليد له سلطته في عقل الذكور، وهذا من سنن التفكير لكن أن يكون هذا العقل هو عقل شيخ جليل وعالم قدير فهو ما يحتاج إلى مراجعة.كان حديث الشيخ عن الحياء وفضل الحياء، وقيمة الحياء في الدين وأنه ما يمنع المرء من الإتيان بالقبيح من الأفعال والأقوال وأنه شعبة من شعب الإيمان، وكل هذا كلام لا غبار عليه لكنه حين عرج على فضل الحياء عند النساء فمن ملامحه الأولى ألا ترفع صوتها بين الرجال، فقلنا لا بأس رفع الصوت مذموم بين النساء والرجال، ثم قال إن من الحياء ألا تأكل المرأة مع زوجها، وراح يتغنى بجمال حياء المرأة التي لا تأكل مع زوجها، سأتوقف عند هذه الجزئية وأترك جزئية مديحه للزوجة التي تصل الى الستين من العمر لكنها تنام مع زوجها بحياء عذراء بتول. وأقول إن هذا القول لا أظن أن الشيخ نفسه يفعله مع أهل بيته من زوجته وبناته وأقول هذا الكلام لأنني لست بحاجة للقول بأن هذا الفعل معروف عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يتسابق مع عائشة ويحملها على ظهره للتفرج على الأحباش وهم يرقصون، وفي حديث رفض دعوة عشاء ما لم تصحبه عائشة رضي لله عنها، فما بالك باجتماعه على قصعة من طعام لم نعرف انفصالها عنها سوى عند اقوام عرفوا بخشونتهم مع النساء بل وزادوا عليها بأن الرجل لا يعرف وجه زوجته وقد تموت وهو لم ير وجهها إلا نادراً!أقول إن الشيخ، مثل معظمنا في بيوتنا يأكل مع زوجته وقد عرفت من سماحة هذا الشيخ في معظم آرائه ما يؤكد لي أنه يفعل مثل ما فعل أبي مع أمي، وزوجي معي، الذين يحبون أن يتشاركوا نساءهم الطعام بل ويخصونهن بأفضله. لا أظن أن التغني بحياء المرأة التي لا تشارك زوجها الطعام هو خطاب عاقل للواقع ولا عاقل للدين، انما هو انسياب واستطراد في صنع الدمية التي لا تتوافق مع الواقع لكنها تتوافق مع خيال مشبوب يريد للمرأة أن تكون مسجونة في القصيدة وفي الجسد والفراش، لمتعة لحظات، مقابل جمود في الزمان والمكان والواقع والخطاب الفكري.المسألة ليست هنا في تناول طعام المرأة مع زوجها بل في اصرار فصل الخطاب الديني عن سياقه الواقعي الذي تكون من نتائجه ان يصبح خطاباً خرافياً أو مثالياً تطهرياً لا يورث في نفوس اصحابه غير الشعور بالذنب والإثم لبعد اصحابه عن تعاليمه أو اليأس منه وتركه.ان الخطاب الذي يلقيه بعض الشيوخ اليوم، مع شديد احترامنا، هو خطاب سيمر تحت عيوننا وسمعنا وعقلنا وسيراقبه نساء وذكور وسيعرفون مدى مطابقته للواقع وقيم العدالة والكرامة أو مسايرته للهوى والرغبات والقصائد المجردة التي تقرّب مصلحة الفراش على مصلحة الواقع والشارع والمدرسة والإعلام وهو خطاب لا يجد بأساً في طرد الزوجة من طعام مشترك مع زوجها وأولادها كي تفوز بصورة مثيرة في الخيال الحسي، هذا ما كان من شأن المرأة في الطعام، فما بالكم لو حدثتكم بشأنها في مكان آخر يمنعني الحياء من قوله لكنه قيل على مسمع من الفضائيات.أعوذ بالله.. امرأة متوحشة ..حليمة مظفرالوطن السعودية"أعوذ بالله .. امرأة متوحشة بالفعل" هذا ما قلتُه حين شاهدت الصورتين قبل التعذيب ."أعوذ بالله .. امرأة متوحشة بالفعل" هذا ما قلتُه حين شاهدت الصورتين قبل التعذيب وبعده للعاملة المنزلية سومياتي سلام؛ وقلتُ لنفسي "ليست من فعلت هذه الوحشية من هذا الوطن .. بل لا تنتمي لعرق الإنسانية "ولهذا أقدم اعتذاري الكبير كامرأة سعودية للأخت سومياتي؛ وأعلم أن اعتذاري ليس شيئا أمام ما عانته على يد كفيلتها؛ وهي تقوم بما قامت به من تعذيب وتعنيف وصل لحد سلخ الرأس والعياذ بالله .. ما ساءني حقيقة بعد هذه القصة؛ هو أن أسمع تبريرات بعض من ينتمون لهذا المجتمع لفعل هذه المرأة "المتوحشة"؛ حين يقولون "حتما الخادمة قامت بفعل أغضب واستفز كفيلتها لتقوم بما قامت به من تعذيب!" وأقول أعوذ بالله من قلوب غفلت؛ وأسال: هل هناك فعل مستفز ومغضب يصل إلى درجة سلخ فروة الرأس والتعذيب حرقا وتقطيعا؟! فمهما فعلت الخادمة علينا أن ندرك أن في هذا البلد شرطة ونظاما وعدالة تُقدم لها لتأخذ جزاءها؛ وهو ما يجري الآن التعامل به مع كفيلتها السعودية؛ وستأخذ العدالة والتحقيقات مجراها وستجد "كفيلتها السعودية" عقوبتها التي تردع مثيلاتها اللاإنسانيات.الموضوعية تُحتم ذكر وجود عشرات الآلاف من العاملات المنزليات ممن يجدن حسن المعاملة والرفق والرحمة من عدد كبير من الأسر السعودية.البعض بحاجة إلى ثقافة حسن التعامل مع العاملين -من أي جنسية كانت- قبل أن تكون المسألة واجبا دينيا؛ وللأسف الشديد أن بعض السعوديات نسين أنهن استقدمن هؤلاء العاملات لكي يساعدنهن في أعباء المنزل، لا ليعملن كل أعباء المنزل، وكأنها "ماكينة" تبدأ الخامسة فجرا وتنام بعد منتصف الليل دون راحة؛ تطبخ وتنظف وتغسل وتربي الأولاد وترضع وتحضرهم مع السائق من المدرسة وتذهب بهم إلى مراكز الترفيه بل وتستذكر لهم حتى بات بعض الأطفال يتقنون لغتهن لا لغة أمهاتهن! نسيت بعض السعوديات أنهن استقدمنهن لمساعدتهن؛ لا أمهات بديلات وهذه مشكلة اجتماعية كبيرة! وفي المقابل هناك العديد من الأسر السعودية وأزعم أني أنتمي لها ممن تحتضن العاملة لديها كواحدة من أفراد الأسرة لا مجرد عاملة لديها؛ في الوقت نفسه هناك أسر أخرى أخجل منها؛ ليس هذا في السعودية فقط بل في كل دول الخليج؛ يعانين لديهم من عدم احترام إنسانيتهن؛ وليس بالضرورة أن يكون التعنيف ضربا وركلا كما يحصل ممن استضعفوا هؤلاء الفقيرات، واستعبدوهم مقابل مئات قليلة من الريالات؛ بل أيضا التعنيف النفسي والإيذاء اللفظي وهو ما ينبغي أن نتقيه في التعامل معهن.علينا أن نفهم أنهن أخوات لنا في الإنسانية قبل واجب الدين معهن؛ وأن نتذكر جيدا أن لكل فعل مهما كان ردة فعل، أليس كذلك؟!
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف