ملــــــــــــح الأرض
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إسحاق الشيخ يعقوب
... وقد مجّد المسيح قومه.. قائلاً: انتم ملح الأرض.. وهم حقاً ملحها.. لانهم يحملون ملح طعام المسيح الذي باركه الرّب... وان لبنان الوجه المضيء الذي طوّبه الرّب بنفح المحبة.. تراه يتقلب في ظلام الفتنة.. وتراه يُجر عنوة واغتصاباً على وجهه بهدف انتزاع صفاء روحه.. ونكهة رائحته.. وطعم ذائقته وبهجة حضوره الذي لا يجاريها حضور في الدنيا.. وليست المسيحية وحدها المستهدفة في لبنان.. وانما المسيحية في العراق ومصر.. واكاد اقول المسيحيون في الشرق برمته!!
ان استهداف المسيحية يعني استهداف اهم سراج ثقافي تنويري تستضيء عليه الثقافة العربية.. ولا يمكن ان تزدهر الثقافة العربية في معزل عن المسيحيين الذين كانوا طليعتها التاريخية وبهاء عروبتها ووهج يساريتها ومجد لغتها وصفاء انسانيتها الادبية والفكرية التقدميتين.. ولا قيمة للعرب ولا قيمة للاسلام بدون المسيحيين الذين يشكلون وعي الأمة في الابداع والتنوير والتحضير التاريخي لقيم الحرية وفق مساع عقلانية الانتصار للحقيقة بجانب قوى الشعوب العربية المؤمنة وغير المؤمنة لبناء مجتمع مزدهر متقدم!!
وكان الهدف ضرب الإسلام بالمسيحية وضرب المسيحية بالإسلام لإضعاف الوطن وتمزيقه.. ان القتلة والمجرمين الذين يلاحقون المصلين المسيحيين في كنائسهم ويقومون بإشعال نيران الإرهاب والقتل وتمزيق اجساد المصلين المسيحيين الخاشعين المطوَّبين بِقُدّاس الفضيلة ورحمة الرب.. بالقنابل في كنيسة سيدة النجاة في العراق ما هزّ ضمير جميع الاديان السماوية وغير السماوية فالأديان جميعها ترتبط بالهاجس الإنساني في علائق الصلوات الروحية العبادية في بيوت العبادة في المجتمع!!
ويرى المطران اللبناني جورج خضر عن حق ان شهداء كنيسة سيدة النجاة في العراق "دماؤهم قدّست العراق ورفعت شعبه البريء إلى حضن الله.. وعظُم العراق بدمائهم.. وعظُم المسلمون الصادقون الخيرون لانهم وحدوا الناس جميعاً بشهادتهم التي ارست مقداراً من البر في هذا الشعب العربي المصلتة عليه سيوف الاجرام إلى ان يقوم الله ويحكم الأرض وإلى ان نحج معاً إلى القدس".
هؤلاء الظلاميون الطائفيون التكفيريون القتلة الذين يستثيرون احقاد الماضي ويستحضرون ماضي فتنتها في حاضرها هم يريدون ان يرفعوا اتاوة الذمية في وجه المسيحيين ليقتلعوهم من جذورهم ويدفعوا بهم خارج اوطانهم العربية التي انبتتهم وتجذّرت بهم وتجذروا فيها اباً عن جد!!
هذه الذمية المذمومة التي القى بها في اليم واتى على ريحها العلماني التركي العظيم مصطفى اتاتورك منذ القرن التاسع عشر.. لا ، لن يحلم القتلة والظلاميون والطائفيون في عودة هجير الذمية إلى الأراضي العربية!!
ويؤكد المطران جورج خضر بضمير مطوب برحمة الرب قائلاً: أنا مؤمن ان المسلمين اللبنانيين جديون وصادقون عندما يؤكدون تمسكهم ببقاء المسيحيين لقد نما بيننا الشوق من زمان بعيد.. والصداقات الطيبة كما علاقة العائلات.. غير ان هذه العلاقات يجب حمايتها سياسياً واقتصادياً فيما نقوي الدولة كل جوانبها".
الا اني اخشى ايها المطران الجميل.. ليس من طهارة ونبل الإسلام وصدقية الضمير الإسلامي والضمير المسيحي على حد سواء.. وانما شيء من الخَبَثِ في اطرافٍ معتوهة تُفتل عضلاتها في ذاكرة ماضي الذمية.. وما يؤسف له ان يجد هذا التنمر "الميليشي" صدى في اوساط مسيحية يدفع بها جنرال التغيير والإصلاح على الجبهة السورية الإيرانية في حزب الله!!
وبعد أيمكن ان نلقي بالقضية الوطنية على صدر المسيح وننتظر ما وعدنا به إلى منتهى الدهر.. كما ختم مقاله المطران خضر قائلاً: "ومسك الختام اننا ملقون على صدر المسيح الذي وعدنا بأنه يكون معنا إلى منتهى الدهر.. لانه هو - لا نحن - الدهر كله.. نوقن اننا باقون حتى مجيئه واننا احياء في هذا الجسد أو خارج هذا الجسد.. ولكن هذا عند المسيحيين والمسلمين مشروع تقوى إلى ان يرث الله الأرض وما عليها".
جميل ان يوحد سيدنا المطران مشروع التقوى عند المسيحيين والمسلمين ولا أرى ان يرهن لا المسيحيون ولا المسلمون قضيتهم الوطنية في مشروع التقوى.. فالتقوى في المسجد والكنيسة والدفاع عن الوطن في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وان تبقى جميع الأديان على الأرض بعيداً عن السياسة في محبة الناس ومحبة الرّب!!