جريدة الجرائد

نظام الكفالة والخادمة الإندونيسية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

محمد بن عبداللطيف ال الشيخ

طفت على السطح قضية الخادمة الإندونيسية في المدينة المنورة، وتعذيب كفيلتها لها. لا شك أن سوء حظ الخادمة الإندونيسية أوقعها في خدمة امرأة مريضة نفسياً، فسامتها سوء العذاب. صحيح أننا يجب ألا نأخذ حادثة فردية ونعممها على جميع السعوديين؛ فما حصل لهذه الخادمة هو بالتأكيد ضرب من ضروب الاستثناء؛ غير أن هذه الحادثة رغم استثنائيتها توجب علينا أن نعيد قراءة الأنظمة والقوانين المتبعة في المملكة، التي تحكم علاقة الوافد بالمواطن، ونبحث عن حلول أخرى تُجنِّب الوافد إلى البلاد (احتمالية) أن يقع فريسة لهؤلاء المرضى النفسيين من السعوديين، وفي الوقت ذاته تتيح للمواطن أو للمنشأة عمالة متى ما احتاجها. فالوافد أياً كان عِرقه أو دينه أو جنسه هو إنسان؛ وبمجرد أن يقيم بيننا فإن القيم الإنسانية والأخلاق والعدل تحتم علينا حمايته والتعامل معه ورعاية حقوقه بكل إنصاف. والسؤال الذي لا مناص من طرحه في هذا السياق: هل نظام الكفالة المعمول به في المملكة، والذي يحكم العلاقة بين الوافد وصاحب العمل نظام عادل وإنساني ويأخذ بعين الاعتبار مثل هذه الاحتمالات؟

الإجابة بمنتهى الصراحة هي (لا).

وكنت قد سبق وكتبت في هذه الزاوية أطالب بأن تتولى كفالة العمالة الوافدة شركات مساهمة، تعمل بشفافية وتحت رقابة الدولة، بدلاً من الأفراد؛ بحيث تنتقل إليها (جميع) كفالات الوافدين، وتكون هذه الشركات هي المخولة حصرياً باستقدام وكفالة العمالة الأجنبية، وبالذات العاملين والعاملات في المنازل، وتكون -أيضاً- هي المعنية ليس فقط بدفع حقوقهم المالية، وتوفير العناية الصحية لهم فحسب، وإنما بحمايتهم كذلك من تعدّي وتعسف أصحاب الأعمال؛ كما حصل -مثلاً- للخادمة الإندونيسية. وأكاد أجزم أن مثل هذه الشركات سيكون لها -أيضاً- أعمق الأثر في تنقية أسواق العمل في مدن المملكة من العمال المتطفلين على تخصصات يجهلونها؛ فالسائق سيستقدم على أساس أنه سائق، والسباك، والكهربائي، وبقية التخصصات كذلك.

ولا أدري لماذا تصر وزارة العمل على هذا النظام المجحف رغم أنه سبب كل المشاكل التي يعاني منها المواطن والوافد على السواء، ناهيك عن أنه -أيضاً- السبب الرئيس لتكدس العمالة السائبة في الأسواق، والتي هي عالة على اقتصاد البلاد؛ إضافة إلى كون هذه العمالة أحد أهم أسباب المشاكل الأمنية والسرقات والنصب والاحتيال وغيرها من الجرائم الأخلاقية التي نعاني منها أمنياً.

ومن فوائد وجود مثل هذه الشركات، أعني شركات الاستقدام والتوظيف، أنها ستقضي على ظاهرة أولئك المواطنين (الطحالب) الذين يتاجرون بالعمالة، ويستثمرون كونهم كفلاء بفرض إتاوة مالية على العمالة الأجنبية، في تصرف لا يمس للأخلاق ناهيك عن قيمنا الإسلامية بأي صلة.

والجدير بالذكر هنا أن نظام الكفالة كان معمولاً به في البحرين والكويت وتم إلغاؤه؛ كما أن قطر -أيضاً- تدرس إمكانية إلغاء هذا النظام كما صرح بذلك رئيس وزرائها؛ وحسب علمي فإن إلغاء هذا النظام في البحرين والكويت لم يترتب عليه أي سلبيات تدعونا إلى الإصرار عليه، أو حتى التردد في إلغائه؛ فلماذا نصر عليه إذن؟

إن بقاء نظام الكفالة كما هو عليه دونما تغيير في عالم يصغر يوماً بعد يوم، وتتقارب أجزاؤه، وتذوب الفوارق بين شعوبه، وتتعالى فيه قيم وحقوق الإنسان، سيكلفنا الكثير؛ فوجوده يسيء كثيراً لسمعة المملكة وقيمتها على المستوى الدولي؛ خصوصاً وأننا نرفع شعار (مملكة الإنسانية)!

إلى اللقاء.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عفوااااااااااااااااا
ابو لهب السوري -

كل هذا الظلم والتعسف والنخاسة هو من قيمكم التاريخية يا استاذ محمد فرجاء بلا لف ولا دوران

عفوااااااااااااااااا
ابو لهب السوري -

كل هذا الظلم والتعسف والنخاسة هو من قيمكم التاريخية يا استاذ محمد فرجاء بلا لف ولا دوران

القافله تسير
نوف -

الى الاخ العزيز ابو لهب السورياتق الله فيما تكتب ...يا عزيزي لو كل العرب سعوديين كان شفت شلون صار رقينا وعلو شأننا....السعودي كريم نفس ويحب الخير للكل وهذا حادث فردي وشاذ ومستهجن....بس ما نقول الا اللهم من اراد السعوديه وشعبها بسوء ان تشغله بنفسه و تبتليه بما يلهيه عننا....

القافله تسير
نوف -

الى الاخ العزيز ابو لهب السورياتق الله فيما تكتب ...يا عزيزي لو كل العرب سعوديين كان شفت شلون صار رقينا وعلو شأننا....السعودي كريم نفس ويحب الخير للكل وهذا حادث فردي وشاذ ومستهجن....بس ما نقول الا اللهم من اراد السعوديه وشعبها بسوء ان تشغله بنفسه و تبتليه بما يلهيه عننا....

كالستجير من الرمضاء
سلطان صالح -

مع احترامي للكاتب فالشركات في وضعنا الحالي ليست حلاوسوف تعقد المشكله وسوف تتاجربالبشرفنكون كالمستجيرمن الرمضاء بالنار

كالستجير من الرمضاء
سلطان صالح -

مع احترامي للكاتب فالشركات في وضعنا الحالي ليست حلاوسوف تعقد المشكله وسوف تتاجربالبشرفنكون كالمستجيرمن الرمضاء بالنار

حسناً ولكن
أحمد توفيق -

ما نادى به السيد/ محمد في هذه المقالة هو عين العقل ولكن.... أن يعطى المكفول حرية إنتقاله من شركة لأخرى (الشركة الكافلة أو المشغلة) كما يحصل بالسويد مثلاً، بعض الذين يعملون بمهن خاصة بهم (تابعة للرعاية الإجتماعية وخدمة المعوقيين) يجب عليهم التسجيل بالعمل في إحدى هذه الشركات (حتى ولو كانوا سويديين) وهذه الشركات تقوم بتنظيم أمور العامل أو الموظف سواءاً مع الدولة (كلياً حتى الوضع الضريبي) فعلى سبيل المثال أن العامل أراد أن يعمل بنفس العمل ولنفس الحالة التي يعمل عليها ولكنه يريد أن ينتقل لمكتب أو شركة أٌخرى ربما بسبب أن الشركة الأخرى ستأخذ منه عمولة أقل أو تمنحه إمتيازات أكثر من السابقة أو توفر له خدمات لم تكن لديه، المهم أن العامل أو الموظف هو الذي يختار مشغله وبحالة السعودية كفيله وشكراً

حسناً ولكن
أحمد توفيق -

ما نادى به السيد/ محمد في هذه المقالة هو عين العقل ولكن.... أن يعطى المكفول حرية إنتقاله من شركة لأخرى (الشركة الكافلة أو المشغلة) كما يحصل بالسويد مثلاً، بعض الذين يعملون بمهن خاصة بهم (تابعة للرعاية الإجتماعية وخدمة المعوقيين) يجب عليهم التسجيل بالعمل في إحدى هذه الشركات (حتى ولو كانوا سويديين) وهذه الشركات تقوم بتنظيم أمور العامل أو الموظف سواءاً مع الدولة (كلياً حتى الوضع الضريبي) فعلى سبيل المثال أن العامل أراد أن يعمل بنفس العمل ولنفس الحالة التي يعمل عليها ولكنه يريد أن ينتقل لمكتب أو شركة أٌخرى ربما بسبب أن الشركة الأخرى ستأخذ منه عمولة أقل أو تمنحه إمتيازات أكثر من السابقة أو توفر له خدمات لم تكن لديه، المهم أن العامل أو الموظف هو الذي يختار مشغله وبحالة السعودية كفيله وشكراً

هذا ليس حلا
أبو العبد -

الحل يا سيدي يكون بتغيير نظرتكم للبشر وتعترفون أن الله قد خلقهم كما خلقكم من ذات الطين الواحد حتى لو لم يكن ببلادهم بترول الحل يا سيدي في أن تعترفوا أنكم لستم الافضل ففيهم العلماء والمبدعون والفنيين والعمال الذين لم تستجلبوهم شفقة بهم ولا كرما حاتميابل انكم لا تستطيعون ادارة مصالحكم دونهم الحل يا يا سيدي ان تتولد قناعات لديكم ان البترول سينتهي يوما ما وأن تتذكروا كيف سيكون الحال عندئذ وهو ناضب لا محاله .

هذا ليس حلا
أبو العبد -

الحل يا سيدي يكون بتغيير نظرتكم للبشر وتعترفون أن الله قد خلقهم كما خلقكم من ذات الطين الواحد حتى لو لم يكن ببلادهم بترول الحل يا سيدي في أن تعترفوا أنكم لستم الافضل ففيهم العلماء والمبدعون والفنيين والعمال الذين لم تستجلبوهم شفقة بهم ولا كرما حاتميابل انكم لا تستطيعون ادارة مصالحكم دونهم الحل يا يا سيدي ان تتولد قناعات لديكم ان البترول سينتهي يوما ما وأن تتذكروا كيف سيكون الحال عندئذ وهو ناضب لا محاله .

غير معقول
واحد من الناس -

الشركات التي تتطالب بها ليس عندها علاج للأشخاص المريضة وليس عندها قيود من حديد لكي تضعها على أرجل الخدم كي لا يهربن وليس عندهاعصا سحرية لكي تحل كل المشاكل الموجودة سوى كانت مشاكل الخدم أو مشاكل الكفلاء.تعددت الوسائل والموت واحد وسوف تبقى المشاكل هي هي سواء وجدت الشركات أم لا.

غير معقول
واحد من الناس -

الشركات التي تتطالب بها ليس عندها علاج للأشخاص المريضة وليس عندها قيود من حديد لكي تضعها على أرجل الخدم كي لا يهربن وليس عندهاعصا سحرية لكي تحل كل المشاكل الموجودة سوى كانت مشاكل الخدم أو مشاكل الكفلاء.تعددت الوسائل والموت واحد وسوف تبقى المشاكل هي هي سواء وجدت الشركات أم لا.