تحية للموقف الأمريكي من قضية الحجاب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عبدالله بن راشد السنيدي
احترام ما ورد في الأديان السماوية من عبادات وأحوال شخصية ونحوهما أمر تحث عليه تلك الأديان ودساتير الدول والمواثيق الدولية ومنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
ولذلك فإن موقف بعض الدول الأوروبية من عدم.....
..... إقامة مآذن للمساجد أو منع المرأة المسلمة من ارتداء الحجاب في المدارس والجامعات والمؤسسات العامة أمر مستغرب ويتعارض مع المبادئ الدولية ومع دساتير تلك الدول ومع الشفافية التي تعيشها.
لقد اعتمدت أوروبا في تشريعاتها الحالية بل وفي أسباب نهضتها وتقدمها على قواعد الفقه الإسلامي في عهد ازدهار الحضارة الإسلامية في جنوب أوروبا وكان الأوروبيون يبعثون أبناءهم للدراسة في المدارس الإسلامية هناك عندما كانت أوروبا تعيش في العصور الوسطى وهي عصور مظلمة بالنسبة للأوروبيين.
إن الالتزام بالنظام واحترام الوقت الذي يشاهد في أوروبا هو نتاج ما تعلمته أوروبا من الشريعة الإسلامية التي تحث على المحافظة على الوقت وتنفيذ الأنظمة وطاعة ولي الأمر وحسن التعامل مع الآخرين ولذا فإن العالم المصري الراحل الشيخ محمد عبده رحمه الله عندما سافر لأوروبا في منتصف القرن العشرين الميلادي وسئل بعد عودته عن مشاعره عن تلك الرحلة كان جوابه (وجدت إسلاماً بدون مسلمين) أي أنه وجد الالتزام بالنظام وتقدير الوقت واحترام الآخرين والإخلاص في العمل وهذه وغيرها من السمات تعد من سمات الشريعة الإسلامية التي أخذها الأوروبيون من الإسلام إلا أن ذلك لم يؤثر على الغالبية منهم في اعتناق هذا الدين الحنيف. ومع هذه الميزة الكبيرة للإسلام على الأوروبيين إلا أننا نرى مع الأسف تنكراً للبعض منهم لذلك عن طريق مضايقة المسلمين المقيمين بينهم والذين اضطرتهم الظروف لطلب العلم أو العمل لديهم وبالذات فيما يتعلق بمعتقداتهم الدينية، فالمرأة المسلمة المقيمة هناك تمنع من ارتداء حجابها في بعض المدارس والجامعات ومؤسسات العمل في بعض الدول الأوروبية ومآذن المسجد يمنع بنائها في بعض تلك الدول مع أن هذه التصرفات قد يترتب عليها ردود فعل سلبية على المجتمع الأوروبي وهو ما أشارت إليه وزيرة الخارجية الأمريكية (هيلاري كلينتون) على خلفية التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية حول الحرية الدينية فقد انتقدت الوزيرة الأمريكية القيود الأوروبية على الحريات الدينية وأكدت أن من حق المسلمات ارتداء الحجاب في الشارع والمدرسة والعمل كما هو الشأن في الولايات المتحدة حيث دافعت الحكومة الأمريكية منذ سنين أمام القضاء عن حق المسلمات في ارتداء الحجاب في الشارع والمدرسة وغيرهما، فتحية للموقف الأمريكي من هذه القضية وهو أمر ليس مستغرباً ويتناغم مع الدستور الأمريكي الذي وضع قبل أكثر من مائتي سنة والذي يحرص على صيانة الحريات داخل الولايات المتحدة وخارجها، والمؤمل أن يكون لما أوردته وزيرة الخارجية الأمريكية تأثير إيجابي على تصرفات بعض الدول الأوروبية حول حجاب المرأة المسلمة ودور العبادة للمسلمين.