الصحافة الدولية : ساعة الحقيقة تدق في لبنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عواصم
قمة حلف شمال الأطلسي في لشبونة، والمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وطموحات كوريا الشمالية النووية، ومؤتمر سان بترسبرج لحماية النمور... موضوعات أربعة استأثرت باهتمام الصحافة الدولية، نعرض لها بإيجاز ضمن القراءة التالية.
"الناتو" وتحديات المرحلة
صحيفة "ذا هيندو" الهندية أفردت افتتاحية عددها لأول أمس الأربعاء للتعليق على قمة حلف شمال الأطلسي التي احتضنتها العاصمة البرتغالية لشبونة الأسبوع الماضي، قمة تقول الصحيفة إنها اختتمت أعمالها ببعض النجاحات، ومن ذلك وثيقة "المفهوم الاستراتيجي" التي تعترف بالتحديات الجديدة التي باتت تواجه أمن الدول الأعضاء الثماني والعشرين من قبيل الحرب السيبرانية والإرهاب واستمرار وجود الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل. ومن بين النجاحات التي حققتها القمة أيضاً الاتفاق على تطوير درع صاروخية تغطي كل بلدان "الناتو"، إضافة إلى الشروع في نقل السيطرة على المسائل الأمنية إلى الهيئات والمؤسسات الأفغانية في يوليو 2011، على أن تكتمل عملية النقل الكاملة بنهاية 2014.
وفي المقابل، ترى الصحيفة أن قمة لشبونة تحاشت التطرق للعديد من المشاكل الرئيسية، ومن ذلك موضوع نزع التسلح النووي، معتبرة في هذا الصدد أنه لا يكفي أن يقول "الناتو" إنه طالما أن الأسلحة النووية موجودة، فإنه سيظل تحالفاً نوويّاً. ثم موضوع التشنج القائم مع روسيا، مذكرة في هذا الإطار بأن الدرع الصاروخية أثارت حين الإعلان عنها من قبل إدارة بوش غضباً روسيّاً مبرراً على اعتبار أن النظام الدفاعي كان من المقرر أن يقام في أوروبا الوسطى. أما بخصوص تسليم المسؤوليات الأمنية إلى الأفغان، فقالت الصحيفة إنه حتى في حال إكمال عملية نقل السلطات بحلول التاريخ المحدد، إلا أنه سبق لـ"الناتو" أن أكد على التزام مفتوح تجاه أمن هذا البلد حتى بعد انتهاء عملياته القتالية هناك.
لبنان: ساعة الحقيقة
صحيفة "تورونتو ستار" الكندية تحدثت ضمن افتتاحية لها عن استعداد المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، برئاسة المدعي العام الكندي دانيل بيلمر، لإصدار أول اتهام رسميّ في قضية اغتيال الحريري (و22 آخرين) قريبًا بعد تحقيق طويل وشاق. وفي هذا الإطار، تتوقع الصحيفة أن تشير محكمة لبنان الدولية بأصبع الاتهام إلى "حزب الله"، ونقلت عن شبكة "سي. بي. سي" التلفزيونية الكندية قولها في هذا السياق إن السجلات الهاتفية اللبنانية تشير إلى أن مسؤولي الحزب قد تواصلوا مع مالكي الهواتف المحمولة التي استُعملت على ما يفترض في تنسيق عملية التفجير.
الصحيفة تقول إن رد فعل "حزب الله" تميز بالغضب، مثلما كان متوقعًا؛ حيث هدد زعيمُه، حتى قبل أن تنشر شبكة "سي. بي. سي" تقريراً حول الموضوع، بـ"قطع يد" أي شخص يحاول توقيف رجاله. واعتبرت أن على رئيس الوزراء الكندي ستيفان هاربر، وغيره من زعماء العالم، أن يوضحوا للحزب وحلفائه أن "العالم لن يحتمل تعطيل المحكمة، تماماً مثلما أنه لن يحتمل التغاضي عن تعطيل محاكم الأمم المتحدة في يوغسلافيا أو رواندا أو سيراليون"، معتبرة أن ساعة الحقيقة قد أزفت في لبنان.
نووي كوريا الشمالية
صحيفة "جابان تايمز" اليابانية استهلت افتتاحية عددها ليوم الأربعاء بتصريح لسيجفرايد هيكر، الرئيس السابق للمختبر الوطني الأميركي في لوس ألاموس، قال فيه إنه رأى "ما يزيد عن ألف" جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم و"غرفة تحكم حديثة ومتطورة" في محطة بمجمع يونجبيون النووي في كوريا الشمالية عندما زار المنشأة في الثاني عشر من نوفمبر. وخلال الزيارة نفسها، أخبره المسؤولون الكوريون الشماليون بأن ألفي جهاز طرد مركزي تم تركيبها وتشغيلها. وضمن تعليقها على هذا الموضوع، تقول الصحيفة إن بيونج يانج تشدد على أن هدف المحطة هو تخصيب اليورانيوم من أجل استعماله كوقود لمفاعل تجريبي بطاقة 25 إلى 30 ميجاوات يشتغل بالماء الخفيف ويوجد قيد الإنشاء في يونجبيون؛ ولكنها ترى أن المحطة يمكن تحويلها إلى محطة لإنتاج يورانيوم عالي التخصيب صالح للاستعمال العسكري.
الصحيفة رجحت أن يكون الهدف من الكشف عن هذه المحطة الجديدة هو حمل الولايات المتحدة على عقد محادثات ثنائية، ثم عرض حوافز على "الشمال" في نهاية المطاف مقابل تفكيك المحطة؛ أو أن الأمر يتعلق بمحاولة استعمال الكشف عن المحطة كوسيلة لتعزيز موقف كيم يونج أون، الابن الثالث للزعيم الكوري الشمالي والمرشح لخلافته. ولكن بغض النظر عن دوافع الخطوة الكورية الشمالية، تقول الصحيفة، فإنه يتعين على المجتمع الدولي أن يبذل قصارى جهده للحيلولة دون تطوير بيونج يانج وامتلاكها لأسلحة نووية. وفي هذا السياق دعت الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية إلى تطوير قنوات اتصال فعالة مع كوريا الشمالية. كما رأت أنه يتعين على الصين أن تمارس نفوذها وتأثيرها من أجل ثني "الشمال" عن امتلاك أسلحة نووية.
إنقاذ النمور
ضمن عددها لأمس الخميس، علقت صحيفة "آيريش تايمز" الإيرلندية على المؤتمر الدولي حول حماية النمور من خطر الانقراض الذي احتضنته مدينة سان بترسبرج الروسية هذا الأسبوع؛ وهو المؤتمر الذي شاركت فيه منظمات دولية مهتمة بحماية هذا الحيوان المهدد بالانقراض و13 بلدا ما زالت تعيش فيها النمور في البرية، وتميز بحضور شخصيات مهمة مثل رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، مستضيف المؤتمر، ونظيره الصيني "وين جياباو"، ورئيس البنك الدولي روبرت زوليك؛ حضور يفسره تحذير المختصين من أن أعداد النمور في العالم قد تقلصت من 100 ألف نمر قبل قرن من اليوم إلى 3200، وأنه إذا لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة لحماية هذا الحيوان، فإن النمور ستنقرض في البرية في غضون 20 عاماً.
الصحيفة قالت إن المؤتمرين اتفقوا على خطة لإنقاذ هذا الحيوان تشمل "البرنامج العالمي لاسترجاع النمور" الذي سيكلف 260 مليون دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة، مثلما أعلن روبرت زوليك. وضمن حصيلة هذا المؤتمر، قالت الصحيفة إن القمة، التي شاركت فيها الهند والصين وإندونيسيا وتايلند وروسيا، من بين بلدان أخرى، صادقت على التزام بمضاعفة أعداد النمور بحلول 2022، وذلك من خلال جملة من التدابير التي تروم الحفاظ على هذا الحيوان المميز.
إعداد: محمد وقيف